;

أزمـــــة المــيـاه في اليـــمـــن ..الحلقة (15): معالجة سوائل ومخلفات الصرف الصحي 1185

2009-07-29 05:07:12

شكري عبدالغني الزعيتري

إن مشكلة البيئة وتلوثها والكوارث الكبيرة التي تنتظرنا في اليمن لسوء تصرفنا وتدبرنا لما يحيط بنا من هواء وماء وتربة. بسبب اللهث وراء أمور شتى نظنها تجلب لنا الراحة والمنفعة. وكذلك اللهث وراء ما نسميه ب ( التقدم التقني والتكنولوجي والحضاري ). . . و اللهث وراء الربح المادي. . و اللهث وراء السلطة والحكم وغيره هذا جعل المعنيين بالحكم والسلطة والمعنيين بالمال ينسوا في هذه العجالة من اللهث ما قد تؤول إليه الإهمال في الأمور التي تخص بيئتنا التي تحيط بنا وحياتنا نحن أبناء البلد اليمني احد تلك الأمور هي مشكلة الصرف الصحي وما يتبعه من مشاكل وأمراض صحية إن استمر الإهمال و التغاضي لبذل الجهود والإمكانيات لمواجهة هذه المشكلة وإهمال اتخاذ الحلول التي تكفل لنا معالجة سوائل ومخلفات الصرف الصحي للتخلص منها دون أن تلحق الأضرار بالبيئة من حولنا وبالإنسان اليمني مع إمكانية الاستفادة من مياه الصرف الصحي إذ أن حل هذه المشكلة ستؤدي إلي حلول تجعل الإمكانية من ترشيد وخفض استهلاك المياه النقية الجوفية لأغراض الزراعة أكثر إمكانية و موضوع معالجة مياه الصرف الصحي و إعادة استخدامه في الزراعة هي قضية هامه هذه الأيام بسبب الجفاف الذي تتعرض له اليمن ولتعريفك عزيزي القاري ضمن هذه السلسلة بشكل مختصر حول طريقة معالجة مياه الصرف الصحي نستعرضها لك في هذه المقالة الخامسة عشر وغدا بالمقالة السادسة عشر وهي الحلقة الأخيرة ضمن سلسلتنا (أزمة المياه في اليمن ). ونبدأ بالحديث ما ورد في البحوث المتخصصة بالقول أن طريقة معالجة مياه الصرف الصحي يمكن أن تتم من خلال طرق المعالجة البيولوجية للمياه الملوثة وتعتبر المعالجة البيولوجية لمياه المجاري من أهم مراحل المعالجة التي يجب تطبيقها على المياه في المحطة وتهدف هذه المعالجة إلى أكسدة المواد العضوية المختلفة الموجودة في مياه المجاري وتحويلها إلى مركبات مستقرة وكتلة حيوية تتألف في معظمها من البكتريا وبعض الكائنات الدقيقة التي يمكن فصلها عن المياه ومعالجتها على انفراد وبالتالي الحصول على مياه خالية عملياً من التلوث العضوي ، ويعتبر وجود الأوكسجين والبكتريا أهم عنصرين من العناصر المطلوبة لإنجاح المعالجة البيولوجية إضافة إلى شروط أخرى مثل درجة الحرارة ووجود بعض المغذيات المساعدة، ومن الطرق الشائعة للمعالجة البيولوجية

أولاً - طريقة المرشحات البيولوجية : إذ تعتبر طريقة المرشحات البيولوجية من أقدم طرق المعالجة البيولوجية ويقل استعمالها في الوقت الحاضر ماعدا في بعض استخدامات المعالجة لمياه الفضلات الصناعية ويتألف المرشح البيولوجي من سرير من المواد الحصوية أو البلاستيكية الخشنة توزع فوقه مياه المجاري بواسطة ذراع رشاش دوار حيث تتسرب مياه المجاري عبر فراغات الوسط المرشح ملامسة هذا الوسط الذي تنمو عليه الكائنات العضوية الدقيقة التي تقوم بتفكيك المواد العضوية وأكسدتها بمساعدة الهواء الجوي وتخرج المياه المرشحة من أسفل المرشح إلى حوض ترسيب ثانوي لفصل وإزالة الحمأة عن المياه والمرشحات البيولوجية نوعان ذات معدل ترشيح عالي أو منخفض ، والحماة الناتجة تحتاج للتجفيف فقط. و من أهم مساوئ هذه الطريقة انتشار الذباب والبعوض في الموقع وعدم ثبات مردود المعالجة.

ثانياً - طريقة الأقراص البيولوجية الدوارة : - وتعتبر هذه الطريقة إحدى طرق النمو بالغشاء الثابت كما هو الحال في المرشحات البيولوجية، فيما عدا أن الكتلة الحيوية هي التي تلامس الماء أثناء دوران الأقراص وليس الماء هو الذي يلامس الكتلة البيولوجية و تتألف وحدة المعالجة من مجموع أقراص ( بلاستيكية غالباً ) تدور حول محور مرتبط بها وغاطسة إلى حوالي نصف قطرها ضمن مياه المجاري ، وبعد خروجها يدخل الهواء بينها ملامساً الغشاء البيولوجي ( طبقة بيولوجية تنمو على سطح الأقراص ) والذي تجري المعالجة بواسطته و تستعمل هذه الطريقة في محطات المعالجة الصغيرة وعادة يبنى عدد من صفوف أقراص التماس بشكل متتابع خلف بعضها في حوض التهوية وتمتاز هذه الطريقة باستهلاكها القليل للطاقة وبقلة الحمأة الناتجة عنها ويبلغ معدل التنقية(85%).

ثالثاً - طريقة الحمأة المنشطة : تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق شيوعاً في الوقت الحاضر بسبب فاعليتها العالية في المعالجة وسميت بهذا الاسم لأنه يتم إعادة جزء من الحمأة المترسبة في أحواض الترسيب الثانوية إلى حوض التهوية وذلك بشكل مستمر وهذا يساعد في تسريع العملية البيولوجية وزيادة كفاءتها بسبب زيادة كثافة الكتلة الحيوية في حوض التهوية وبالتالي زيادة معدل الأكسدة وتفكيك المواد العضوية إلى مكوناتها الأساسية ، وتدخل المياه المعالجة إلى أحواض التهوية بعد مرورها على أحواض الترسيب الأولية. وبالرغم من أنها أكثر كفاءة من المرشحات البيولوجية إلا أنها تحتاج إلى مهارة عالية في التشغيل ومن أهم الأمور الواجب متابعتها في التشغيل : التغير في معدلات التصريف لمياه المجاري الداخلة للمحطة التغير في تراكيز المواد الملوثة الموجودة في مياه المجاري و تركيز المواد المعلقة في أحواض التهوية ونسبة المواد المتطايرة فيها و نسبة الرواسب المعادة وتركيز المواد المعلقة بها و تركيز الأكسجين الذائب في أحواض التهوية وكفاءة المزج في أحواض التهوية و لهذا العامل(المزج)

رابعاً - طريقة التهوية المطولة وهي إحدى طرق الحمأة المنشطة التي تستخدم لمعالجة التصريفات الصغيرة ، وهي طريقة سهلة ومرنة في تشغيلها ويمكن الاستغناء عن مرحلة الترسيب الابتدائي ومعالجة مياه المجاري بعد عملية حجز المواد الطافية والرمال إن أمكن ومن مزايا هذه الطريقة تثبيت المواد العضوية والاستغناء عن معالجة الرواسب قبل تجفيفها أو استعمالها. وهذه الطريقة للمعالجة بالتهوية المطولة تدخل مياه المجاري الخام( بعد حجز المواد الطافية والرمال) لأحواض التهوية حيث تنشط البكتريا الهوائية في أكسدة المواد العضوية ، ويساعد على ذلك عملية التهوية الميكانيكية التي تعطي الأوكسجين الذائب للمياه وتسبب عمليات مزج وتحريك مستمر للسائل ضمن الحوض مما يزيد من فعالية عملية المعالجة وتخرج المياه من أحواض التهوية لأحواض الترسيب حيث ترسب المواد العالقة وما بها من الكائنات الحية الدقيقة ثم يعاد نسبة كبيرة من هذه الرواسب(الحمأة المنشطة الثانوية) إلى أحواض التهوية للحفاظ على التركيز المناسب من المواد العالقة وما تحمله من البكتريا التي تقوم بعملية الأكسدة. ويلزم للحفاظ على تراكيز ثابتة من المواد العالقة في أحواض التهوية أن يتم تصريف نسبة من المواد المترسبة في أحواض الترسيب بدون مشاكل الرائحة حيث تكون هذه الحمأة مؤكسدة لبقائها في أحواض التهوية مدة طويلة. وتدخل عدة مفاهيم أساسية في صلب المعالجة البيولوجية ضمن أحواض التهوية ومنها : عمر الحماة نسبة الغذاء إلى كتلة المواد الصلبة الطيارة ويمكن التخلص من الحماة الزائدة من هذه العملية بأحد الطرق الآتية : (1) -تجفيف الحمأة الزائدة ضمن أحواض تجفيف ثم استخدامها كسماد وتصرف الحمأة الزائدة كنسبة من الحمأة المترسبة في أحواض الترسيب الثانوية أو كنسبة من تصريف مياه أحواض التهوية. (2) -التشغيل بدون صرف حمأة أي بإعادة جميع الرواسب من أحواض الترسيب إلى مدخل أحواض التهوية على أساس افترضه بعض الباحثون وهو أن الكائنات الحية الدقيقة تتغذى على جزء من مكونات الخلايا البكتيرية غير قابلة للتحلل بالإضافة إلى المواد الغير عضوية الموجودة أصلاً في مياه المجاري كل هذه المواد التي لم تتأكسد تتراكم في أحواض التهوية ويزيد تبعاً لذلك وبالتدريج تركيز المواد العالقة في المياه الخارجة من أحواض الترسيب ورغم زيادة هذه المواد العالقة في المياه المعالجة إلا أن هذه المواد تكون مؤكسدة. (3) - إذابة الحمأة الزائدة كيميائياً وإدخالها لأحواض التهوية ليتم أكسدتها مع مياه المجاري ويمكن عمل الإذابة إما بصورة مستمرة أو متقطعة حسب سعة محطة المعالجة ولكن هذه الطريقة تشكل عبئاً فنياً إضافيا على التشغيل. وعموماً يمكن تحديد طريقة التخلص من الحماة الزائدة استنادا إلى مجالات استعمال المياه المعالجة وفي حالة استعمالها في الري أو استصلاح الأراضي ليتأثر ذلك بزيادة المواد العالقة في المياه المعالجة. . . . اتبع غدا الحلقة الأخيرة (استكمالا لأنواع طرق معالجة سوائل ومخلفات الصرف الصحي). <

Shukri_alzoatree@yahoo. com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد