كروان الشرجبي
فالغضب تنفيس عن المشاعر المكبوتة فعندما ننفعل أو نغضب أو نقلق تكون ردة فعلنا مبالغ فيها حيث نبدأ بتضخيم وتهويل وتصعيد الموقف حتى في أتفه الأمور نتيجة إعطائها حجماً أكبر من حجمها الطبيعي ونصدر حكمنا فنخسر في لحظة علاقتنا بالآخرين.
هل نظرت عزيزي القارئ إلى حياتنا اليوم وما وصلنا إليه؟ لو نظرت بالفعل لبكيت على حالك وبكينا على حالنا جميعاً لقد أصبح أي أمر يعترض طريقنا يصيبنا بالانفعال سواء في منازلنا أو في العمل أو الشارع وخصوصاً نحن هنا في اليمن، فالغضب لدينا يخلف عدداً من القتلى نظراً لحمل السلاح بأنواعه فمن غضب على أحد أو أشتاط غضباً من شخص لن يهدأ إلا إذا غرس خنجره فيه أو أفرغ رصاصات مسدسه في رأسه، فكيف يمكن أن يعالج الغضب؟ لمعرفة ذلك علينا أن نتعرف على أنفسنا بمعنى إدراك الأحداث والسلوكيات التي تفجر غضبنا كي نستطيع التعامل معها بالتدريب المستمر حتى نتغير وهناك قاعدة لابد أن نضعها باستمرار نصب أعيننا لتزدهر علاقاتنا بالآخرين وهي أن الناس يختلفون في إدراكهم ويعود ذلك لأسباب عديدة منها الثقافة التعليم الخبرة المستوى الاجتماعي بل وحتى الحالة النفسية والصحية فمن ضروريات تكوين العلاقات أن نعرف أسلوب التعامل مع الآخرين.
فهل يوجد إنسان لم يغضب يوماً؟! طبعاً فنحن دائماً ما نغضب والغضب من السلوكيات التي يشتكي منها الكثيرون وربما تكون حرارة الجو أيضاً عاملاً مساعداً كذلك فتجد الكل غاضباً والكل يصرخ، لماذا علينا أن نجاهد أنفسنا وندربها على تعديل أي خلل في سلوكنا "فما العلم إلا بالتعلم، وما الصبر إلا بالتصبر"، والأخلاق يمكن تقويمها وتعديلها لمن رزقه الله الهمة والعزيمة وحمل نفسه على حسن الخلق بالمصارحة الصادقة والتقييم الذاتي لكل تصرفاته "فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". <
KARAWAN2001@HOTMAIL. COM
