نبيل مصطفى الدفعي
الاختلاف أمر طبيعي وهو مناخ صحي لعملية إصلاح أو لميلاد أي قرار ، ولكن الاختلافات المصحوبة بإثارة العنف والتخريب والقتل وقطع الطرق اختلافات مرفوضة ولا تخدم إلا أعداء الوطن المتربصيون والساعين إلى تدمير هذا الوطن وشغله عن عملية التنمية والتقدم وإرجاعه إلى ماضي التخلف والجهل والأنظمة القديمة التي تخلص منها الوطن بعد تضحيات جسيمة لا مجال لذكرها لأنها معرفة لدى القاصي والداني في مختلف أرجاء هذا الوطن الغالي . هذا الخطاب أتوجه به إلى كل من هو مسؤول عن التداعيات الأخيرة الجارية في الوطن اليمني الحبيب كما أتوجه به إلى كل رؤساء وزعماء الأحزاب والمنظمات والنقابات بما فيهم الحزب الحاكم وإلى كل المشتغلين بالسياسة في هذا البلد . وهو أول خطاب مفتوح أبعث به إليكم لأن الوطن للجميع والجميع مسؤول عنه ولأن ما يجري وما يشهده وطنكم أنتم. وإنني فقط أريد أن أسألكم جميعاً متى ينتهي كل هذا؟
متى تنتهي كل هذه التداعيات والأحاديث والأخبار عن الخلافات بينكم أنتم المسئولون جميعاً عن هذه البلاد وحدكم؟
تلك الخلافات التي لا تكاد تختفي إلا لتظهر ولا خمدت نارها إلا وتمتد أنتم أعلم بها لتلقى فيها مزيداً من الحطب! الغريب أن الناس يهزون أكتافهم لكل ما تنشره الصحف وأجهزة الإعلام الأخرى من أنباء هذه الخلافات التي تثور بينكم ويبتسمون للاتهامات التي تتبادلونها وبين كل زعيم أو حزب فيكم يتهم الآخر بأنه مسؤول عن كل ما يجري.
الناس يهزون أكتافهم لهذا كله لأنهم وحدويون قبل كل شيء وسيدافعون عن وحدتهم اليمنية المباركة ولا يشعرون بخلاف حقيقي بين مصالحهم أكان ذلك في صنعاء أو عدن في حضرموت أو تعز هم هنا يحلمون بالحرية وبالاستقرار والتقدم والاتجاه إلى الإنتاج الوطني وبالبعد عن أخطار الحروب والفتن . ونفس هذه الأحلام هي التي تطوف بمخيلة المواطنين في سائر الوطن.
إنكم يا معشر هذه الجماعات ويا معشر السياسيين في غمرة هذه الخلافات وبين عشرات المشاكل التي تثيرونها تنسون شيئاً بسيطاً جداً هو الرجوع إلى رأي الشعب وسؤال أصحاب هذه البلاد ماذا يريدون بالضبط؟ أي المشروعات يرفضون وأيها يقبلون؟ وانتم إلى جانب ذلك لا تلقون الضوء الكافي على الأخبار بحيث يرى الناس بوضوح الأيدي التي تحرك . والبواعث التي تدفع والأسباب التي تضخ في هذا المشروع أو ذاكّ!
هل تراكم غافلين عن هذه الحقيقة التي لا مناص منها وهي أنكم جميعاً زائلون وستبقى هذه الأمة ! هل تراكم غافلين عن إخفاء الحقائق وعدم طرح المسائل بحذافيرها على الرأي العام والذي لا يؤدي إلا إلى أن يجعلكم وحدكم في واد.. والشعب كله في واد آخر؟..
إن هذه الخلافات والتداعيات وهذا الشقاق لا يمكن أن يستفيد منه إلا أعداء الوطن والاستعمار وأذناب الاستعمار.
والاستعمار لم يبرح بعد أرض البلاد العربية حتى تتفرغوا لخلافاتكم ومنازعاتكم ومشاكلكم.
إن التلاميذ في المدارس الابتدائية يتعلمون تلك القصة الجميلة التي تتحدث عن أب عجوز أحضر أبناءه وهو على فراش الموت وأثبت لهم أن العصا إذا كانت وحدها أمكن كسرها بسهولة فإذا اجتمعت العصي في ربطة واحدة أصبح كسرها صعباً جداً وعسيراً فهل تراكم قد نسيتم تلك القصة الجميلة التي تعلمتموها في المدارس وانتم صغار؟ وهل تراكم في حاجة إلى من يذكركم بأن دعمكم وارتباطكم بالوحدة اليمنية وبالشعب اليمني هو الكفيل بأن يجعلكم كتلة صلبة مستعصية على قبضة أعداء الوطن والاستعمار؟ وأذناب الاستعمار. والله من وراء القصد.
