;

علـــــــــى كأســــك يا وطــــــــــن 711

2009-07-30 03:00:46

فاروق مقبل الكمالي

من خبرتي كصحفي أجد أن ما نتحدث عنه كثيرا مع الزملاء والأصحاب من قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية مهما كان حديثنا عنها بليغا فإننا لم نترجمها إلى موضوعات صحفية تلقى النشر لأننا حين نبدأ الشروع بالكتابة نكون قد استنفدنا القضية تماما ولم نعد ندري كيف نتناولها صحفيا وهذه حقيقة لا يجهلها صحفي , وبالمثل فإن القضايا الوطنية التي تلوكها الأحزاب السياسية من الحزب الحاكم إلى أحزاب المعارضة عبر وسائلها الإعلامية وفي تصريحات مسئوليها أستطيع التأكيد أنها ذاتها القضايا التي لا يستطيعون الحديث عنها في الواقع حينما يجتمعون على طاولة حوار مشروخة .

لدى الأحزاب السياسية من الحاكم إلى المعارضة من الخبرة الكثير ,لكن هي نفسها هذه الأحزاب التي تستخدم تلك الخبرة في مشروع ضجيج إعلامي متواصل غباره الناعم الخطير يفوق الغبار الذي يجثم فوق أنفاس مدينة مزحومة مثل صنعاء

وهكذا صار الأمر أشبه بكابوس خطير ولانهاية لخطورته .

الحزب الحاكم مستثمر من الطراز الأول للأزمات والمنعطفات الخطيرة ليلقي خطب الوعظ في كل جمعة وفي كل صباح وفي كل مذيع وكل ذلك من أجل البقاء حتى على حساب خياراتنا كشعب .

أحزاب المعارضة مجموعة مستثمرون سياسيون يريدون استثمار كل هفوة وكل كبوة تقع فيها السلطة للمطالبة بتقاسم الثروة والسلطة ولو كان ذلك على حساب حقوقنا كشعب مبتلى .

ولو أمعنا النظر في المستفيد مثلا مما يحد ث في لحج المحافظة صاحبة الرقم القياسي الوحيد في العالم بالوكلاء لوجدنا أنهم ثلاثة عشر وكيلا من الحزب الحاكم , وفي محافظة صعده وما يجري فيها لوجدنا أن المستفيدين هم صقور السلام وحمام الحرب طبعا .

لكن لو نظرنا من المستفيد من كل ما يحدث في هذه البلاد من تردٍ أمني وتوتر سياسي من انهيار اقتصادي فسوف نجد مجلس نوابنا الموقر المنتهي صلاحيته ينعمون بعامين إضافيين محوطين بالمرافقين المسلحين من كل جانب وميزانية خيالية تجنبهم مجرد التفكير بأن ثمة مواطنين لا يملكون قوت يومهم وهي بالمناسبة ميزانية لو منحت لجامعتي صنعاء وعدن لبدأتا بمنافسة جامعة هارفرد أو أكسفورد بمخرجاتهما وأنا مسئول عن كلامي .

وكل هذا نتاج استثمارات مضنية للأحداث من المؤتمر الحاكم والمعارضة ,وعودة إلى بداية الموضوع سنجد أن ما تتحدث عنه المعارضة - وهو ما تريده من الحوار مع الحاكم - هو نفسه الحديث الذي كان متداولا قبل الاتفاق على تأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة عامين وهذا الحديث هو ذاته الحديث الذي لم يتطرق أي من الطرفين إليه في الحوار الذي انتهى بتأجيل الانتخابات كونه كان حديثا مستهلكا بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كانت بشعة , ولو كان ثمة حوار حقيقي قائم على كل ما يطرح الآن وسبق طرحه ؛ لكان تأجيل الانتخابات إجراء مرحلي لايتجاوز الشهرين على أن يتم تحديد فترة التأجيل لعامين كشرط من شروط نجاح الحوار ومن أجل البد بتنفيذ ماتم الاتفاق عليه في الحوار, ولهذا يتضح لنا أن موضوع تأجيل الانتخابات لم يكن تلبية لضرورة وطنية بقدر ما هو بحق صفقة استثماريه تلقفها النواب في الحاكم والمعارضة على حد سواء, ولهذا ها نحن وها هو الوطن في حلقة مفرغة يدور وكلما أقحم أحدهم (مشعوذي البطولات ) يده في تلك الدائرة يبدأ الأنين ويتساقط المواطنون والعسكريون في هذا الوطن مضرجين بالدماء , وهم ليسوا إلا مدخلات استثمارات خارجية وداخلية تتربص بكل بذرة قطن في أبين وكل ورقة قات في الضالع وكل زهرة فل في لحج وكل حبة رمان في صعدة .

ندرك أن في الحزب الحاكم عقلاء, وفي المعارضة عقلاء يكاد عرق أجسادهم يشهد بوطنيتهم وحبهم للوطن و تزن رجاحة عقولهم الجبال وليسوا مستثمرون يبحثون عن تقاسم السلطة والثروة بأي شكل كان ,لكنا لا ندرك لما لا يلتقي

هؤلاء ببعض في حوار حقيقي يحفظ الوطن واستقراره , ثم يخرجون إلى الناس بعصارة جهدهم من أجل الوطن وليذهب إلى الجحيم أو يشرب من ماء البحر كل من يرى أن الحوار مستحيل وكل من يريد الحوار على طريقته الخاصة فوق طاولة مشروخة .

لن يتحاوروا , هكذا كان الجواب , وهكذا كان الموقف , وهكذا كانت النتيجة , النتيجة الحتمية التي بدأت عند بدأ الحوار بالتراسل , النتيجة الحتمية لتجار الفرص السياسية "على كأسك يا وطن " , النتيجة الحتمية لحوار خال من الفرص الاستثمارية , لكنهم في المؤتمر الحاكم والمشترك المعارض يتجاهلون أنهم ليسوا الوطن وأنهم ليسوا أكثر من وجع مزمن زواله بحاجة إلى أن نضع عليه "السمكة الرعاد " حتى يزول فهم ليسوا مدركين أن الوطن يئن وأن جدرانه توشك أن تتصدع ؛ ولو كانوا يدركون لكانوا احتفظوا بحبر أقلامهم لكتابة مسودة بيان اتفاق ولما كتبوا به رسائل وأد الحوار قبل أن يبدأ .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد