محمد أمين الداهية
إن الاعتداء الآثم الذي تعرض له رجال الأمن من أبطال النجدة وراح ضحيته أربعة من أبطال النجدة. وأصيب الخامس لا يدل إلا على القيم والمبادئ التي بدأت تتلاشى عند البعض ممن باعوا أنفسهم للشيطان ورأوا في دمار وطنهم وهلاك شعبهم سعادة لهم بعد العمل الإجرامي المشين الذي استهدف مجموعة من أبناء القبيطة نرى اليوم استهدافاً مخططاً ومدروساً للنيل من أفراد الأمن المرابطين في مواقعهم من أجل حماية الوطن وتوفير السكينة والطمأنينة لأبنائه ، ما هو الذنب الذي أرتكبه أبناء الأمن حتى يتم الإجهاز عليهم بعملية جبانة لا يتشرف الأبطال القيام بها ماذا يريد هؤلاء؟! أيعتقدون فعلاً أن بإمكانهم جر هذا الوطن إلى حرب أهلية بتصرفاتهم الهمجية التي لم ينجحوا بالأساليب السلمية ترسيخ مبادئ الحقد والكراهية بين أبناء الشعب فلجئوا إلى ما يمكن أن يقود إلى ما يأملون به.
إن شهداء الأمن الأربعة من منتسبي شرطة النجدة، ينتمون إلى مختلف المناطق والقبائل اليمنية، ورغم ذلك فصوت العقل وحكمة اليمنيين لن تقود هذه القبائل إلى ما خطط له الجبناء فالأعمال الإجرامية لا تمثل إلا من يقومون بها ويدعون إليها.
فهذا الوطن الحبيب الذي عادت إليه أوصاله في 22من مايو 1990م وهذا الشعب الذي استعاد لحمته في التاريخ نفسه سيواجه التحديات مهما كانت ولا يمكن أن ينجر أبناء المؤسسة الأمنية إلى ما يزيد الطين بلة وإلى ما يحقق للأعداء أحلامهم وأمانيهم ، أسف على هذا الوطن وعلى المصير الذي رسمه الجبناء لأبناء هذا الشعب، أسف على هذا الوطن الذي ينتظر الجبناء وقوعه ليتكالبوا عليه بسكاكينهم الغادرة، أسف على هذا الشعب الذي أصبح عرضة للانتهازيين الذين يتسلحون بالبسطاء يضربون رقاب بعضهم ، سحقاً لرجال يجعلون من الفقر والبطالة حجة لدمار وطنهم وسفك دماء أبناء شعبهم، سحقاً لرجال وضعوا رقابهم على الأرض يدوسها الخونة من أسيادهم ويسيرونها حيث يشاءون، سحقاً لزمن ينعدم فيه الأبطال ، ويكثر فيه الجهال، وسحقاً لزمن تفتقر الأوطان فيه إلى الشرفاء والمخلصين، فتنهش علناً جهاراً نهاراً وتصرخ وتستغيث لكنها وللأسف الشديد في كل مرة تأمل أن تلقى استغاثتها خيراً إلا أنها تصطدم عندما تدرك أن من تستغيث بهم أصبحوا أذلاء أو قد ربما يكونون هم وراء ما يحدث لهذه الأوطان عموماً نتقدم بتعازينا الحارة إلى منتسبي المؤسسة الأمنية وإلى أسر الشهداء الأربعة وإلى كافة أبناء شعبنا الشرفاء وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.