عامر حامد جواد
من غرائب هذا الزمان ومفارقاته أن تستبد دويلة صغيرة لرأيها وبكل ما تفعله من اعتداءات وعدوان وعنجهية ضد أصحاب الأرض الشرعيين وأصحاب البلد الحقيقيين، تدعي الظلم وهي ظالمة، وتدعي الاضطهاد وهي التي تضطهد، وتدعي الضحية وهي الجلاد، وتدعي البراءة وهي المجرم مع سبق الإصرار والترصد، وتدعي الصدق وهي أكذب الكاذبين..
القتل والدم من أحب مبادئها والاعتداء والاغتصاب من صميم سياساتها، الفتنة عندها رحمة والحرب نعمة، صاحبة القدح المعلى في صناعة الجواسيس وصياغة شبكات التجسس وبناء أوكار الدعارة بين بني البشر، المال عندها غاية والسرقة والابتزاز وسيلة، الحرام عندها حلال والحلال عندها حرام، والرذيلة عندها فضيلة والفضيلة عندها رذيلة، الفساد شعارها والفاحشة دثارها، عدوة للأديان كارهة لبني الإنسان، شريرة مارقة وحقودة حاسدة، الخبث من صفاتها والكيد من سماتها، الذل مشربها واللؤم مأكلها، ساخطة للقوانين مشاغبة للنظم، العبث مرتعها والتخريب مربعها، فاجرة غادرة في غيها سادرة معتدية سافرة؛ تدعمها دولة غاشمة كبيرة عظيمة أخطاؤها جسيمة، رئيسها يحب الأندية وشعبها قابع في الأقبية..
فهل عرفتم من هي؟ قطعاً عرفتم من هي، إنها دويلة لقيطة ذميمة مقيتة أفعالها شنيعة وأقوالها مريعة، تكره السلام كرهاً أعمى وتحب الحروب حباً جما، جرائمها كثيرة وسقطاتها مثيرة، مجلبة للشر مذهبة للخير، يحتقرها الأخيار ويقدسها الأشرار وجهها أبيض وقلبها أسود، الرحمة منزوعة منها والقسوة بادية فيها، يشمئز منها السوي ويتلذذ فيها الغوي، هاتكة للستر جاهرة بالسر، قاتلة للأطفال مروعة للصبيان والأشبال، تذبح الشيوخ والنساء وتعتبرهم ألد الأعداء، تفخر بالمجازر وتكثر المقابر..
هي للعالم شؤم وللبشرية حقد ولؤم، وللإنسانية سقم ما بعده سقم، فالواجب ردعها وعن غيها دفعها، وجودها تهديد للسلام وبقاؤها يشكل قلقاً للأنام، إزالتها رحمة ما بعدها رحمة، وعدم بقائها أمان ما بعده أمان.. لقد آن الأوان لإزالة هذا الكيان العنصري البغيض، ليعم السلام..