محمد أمين الداهية
إذا كان الفرقاء الفلسطينيون لا يضيفون على قضيتهم سوى المزيد من التأزم والتدهور ، فلا داعي لذلك التشدف المكشوف الذي يأتي على حساب القضية الفلسطينية، اختلاف الفرقاء أنساهم أهم شيء على حساب القضية الفلسطينية ، اختلاف الفرقاء أنساهم أهم شيء يجب الصمود من أجله ، اختلاف الفرقاء جعلهم يعيشون حالة صراع سياسي سيادي في الوقت نفسه أفقدهم الإحساس بالقدس الشريف الذي لم يغب لحظة واحدة عن عين المحتل، تراب القدس اليوم يمتزج بآثار الصهاينة والفرقاء ما زالوا تاركين عبء مواجهة هذه الآثار للأبطال من أبناء القدس الذين يداسون بأقدام المستوطنين وبحماية من الجيش الصهيوني، نحمل الفرقاء المسؤولية، لأن العرب حكاماً وشعوباً تخلوا عن هذه القضية منذ زمن طويل وزاد تخليهم عنها بتخلي الفرقاء أنفسهم بعد أن جعلوا نصب أعينهم الكرسي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق المحتل الصهيوني، واحد وستون عاماً والقدس الشريف يستغيث إلى أن وصل اليوم مرحلة الإزهاق وللأسف الشديد فالوضع المخجل الذي وصل إليه العرب اليوم لا يعبر إلا عن الكرامة العربية التي وئدت والتي قضى عليها العرب بأيديهم وأتحدى أي إنسان في هذا الكون يثبت أن الكرامة العربية ما زالت على قيد الحياة، ولمراكز الدراسات والبحوث تجربة إثبات ذلك ، هل التخاذل العربي اليوم يثبت وجود الكرامة العربية ؟هل الموقف العربي أثناء حرب غزة الأخيرة والحصار الظالم الذي ما زالت تعيشه يثبت حياة الكرامة العربية وبقائها؟!
أم أن التناحر بين الفرقاء الفلسطينيين والعرب عموماً على الصعيدين المحلي والخارجي هو ما يؤكد ش1موخ الكرامة العربية وبقائها؟ العرب اليوم يعيشون حالة يتم مريرة وافتقاد شديد لكرامة عربية ماتت تحتاج معجزة لأن تبعث أو لأن تخلق من جديد ، من يريد أن ينظر إلى من قضى على الكرامة العربية الذين كانت سكاكينهم تنخر في جسد القضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية، فلينظر إلى العملاء العرب ومن يقبضون الدولارات مقابل دمار أوطانهم وشعوبهم ومن يريد أن يتأكد من موت الكرامة العربية ، فلينظر إلى حال القدس الشريف والاستغاثة الذي لو أن الكرامة العربية ما زالت على قيد الحياة، لما رأينا القدس الحبيب يصل إلى ما وصل إليه اليوم ، في ظل أوجاع مؤلمة واستغاثات يطلقها لعرب ومسلمين لا خير فيهم فقدوا كرامتهم ، وارتضوا حياة الذل والهوان وجعلوا من عدتهم وعتادهم لسفك دماء بعضهم ولتدمير شعوبهم وأوطانهم فرحم الله الكرامة العربية.