;

وزارة صحة غائبة ..الحلقة الأولى : مستشفى الثورة بالأمانة صرح طبي قتله الإهمال 1001

2009-08-01 04:37:07

شكري عبدالغني الزعيتري

عند المرور بأحد الشوارع المطلة لمبني مستشفى الثورة العام بأمانه العاصمة (صنعاء ) أو عند الدخول من البوابة الرئيسية المخصصة لدخول أي حالة إسعاف وأثناء العبور وتجاوز البوابة الرئيسية في اتجاه الداخل فانك إن أطلقت العنان لنظرات العيون لتجول وتصول فإنها تري المباني وقد توزعت في داخل حوش وحرم المستشفي وتراها مباني شامخة قائمه عموديا ولعدة ادوار فوق بعضها كالأبراج وتري الفن المعماري اليمني ولمسات جمالية قد وضعت وحددت الهياكل الخارجية للمباني المتعددة بصبيات الاسمنت وتكسوها الأحجار المنجورة وحينها تسيطر عليك السعادة بهذا الصرح الطبي. . وان كان لديك مريض تعرض لمرض مفاجئ وللآلام وذهبت به لتسعفه إلي المستشفي فحين دخولك المستشفي ترتسم الابتسامة على شفتيك من يمينها إلي شمالها ممتدة ويغبطك الفرح ويطوقك الاطمئنان وبما يثلج الصدر لأنك حين الدخول والسير على امتداد ممر الحوش وحتى الوصول إلي قسم الطوارئ الخلفي من الجهة الشرقية تتوقع الحصول لمريضك عناية طبية فائقة وبما يخفف عنه آلامه وبما يحصر لديك المعاناة والأسى لماذا ؟؟ لأنك حين تري المباني الشامخة تقرن ما تراه من هياكل بناء مع ما ستجده من خدمات طبية وتقول حينها في نفسك هذا الجمال والروعة وتعدد المباني في حوش المستشفي وما هو ظاهر. وتعود لتسأل نفسك فكيف ستكون الخدمات الطبية بالداخل. . ؟ وتعود لتجيب على نفسك بالطبع ستكون ممتازة وبمهارة عالية وأكيد كما هو في بلدان أوروبيه أو أفضل. (حلم ينتابك لدقائق ). . وحين تصل فأول ما يستقبلك عند مقربة بوابة الطوارئ لافته إعلان كتب عليها قسم الطوارئ بما يوحي لك وجود حالة استنفار قصوى وجاهزيه عالية فتدخل بمريضك إلي قسم الطوارئ وحينها إن تعاطفت مع حالة وألم مريضك احد الممرضات بان جاءت إليك لقيادتك ومريضك نحو سرير بقسم الطوارئ وفي أفضل الأحوال إن وجد سريرا فارغا قد تري علية غطاء وفية آثار ولما يثير قلقك بان ستري غطاء السرير متسخا وفيه آثار دماء لمن ذبح قبل مريضك من المرضي السابقين. فتأمرك الممرضة لترمي بمريضك على السرير. فتنفذ الأمر ومالك إلا الطاعة وأنت حينها في حالة خوف وقلق وحزن تعانيه لألم مريضك وأناته وتريد إنقاذه والاستعانة بكل من قد يأتيك اعتقادا منك بأنه قد يخفف من الأم ومرض مريضك. أما أن لم تتعاطف معك ممرضة فانك تجلس أنت ومريضك على احد المقاعد الجانبية المخصصة للانتظار حتى يسخر الله المولي من يرحم ويتعاطف مع مريضك من أطباء أو ممرضين. وحين الانتظار فانك تري برود الأعصاب عند الطاقم الطبي المناوب وتراهم (ذهابا وإيابا ) وتري الكادر الطبي المناوب وقد توزعوا في الغرف الإدارية أو غرف الكشف جلسا اجتمع بعضهم (اثنين اثنين ) وهم في حديث المسامرة وكأنهم في (مقهي). . بل وقد تري ( اثنين اثنين ) من غير ذات الجنس وفي سوالف وسولفه والابتسامات ترتسم على الشفاه وكأنهم في (ملهى ). . ومريضك متروك يتألم ولا احد يسأل فيه. وان تعاطفوا معه لشدة الم ففي أحسن الأحوال ممرضه تأتي لتحوم حوله ولا فائدة قد تذكر ينتج منها سوء غرس الإبر ودفعك لشراء المغذيات من صيدليات خاصة خارج المبني وتطفيح مريضك بحبوب المهدئات والمسكنات (وفي الصباح رباح) وهذا هو مبدءا كل طبيب عام مناوب أو طبيب أخصاصي تحت الفراش في منزله نائم إن تم الاتصال بهم للاستدعاء لأجل حالة مريض صعبه. . أما أن كنت رجل ذي مكانه اجتماعية وكان لديك هاتفك النقال في جيبك ولم تنساه ولديك صديقا ما من احد مسئولي المستشفي أو وزارة الصحة وأخرجت هاتفك ولجأت إليه باتصال هاتفي فانك حينها تجد تتدافع أطباء وممرضات نحو مريضك وتظهر لك العناية الطبية الفائقة حتى انك أنت السليم صحيح البدن تجد من يطبطب على ظهرك لطمأنتك وحتى انه يكلف أحدا من موظفين مناوبين إداريين ليقوم بمراسيم استقبال على جودة عالية واحترامات وتبجيل ويظل بجوارك يحادثك بالأحاديث عن انجازات ومعجزات المستشفي ويسليك. . وما لم تكون ذي نفوذ وسلطة أو ذي وجاهه فلك الله المعين وانتظر الموت لمريضك. لان الإهمال واللامبالاة بمريضك وبقلقك وخوفك ما ستجده أمامك. . فهذا حدث بالشهر الماضي تجاه امرأة صالحة ربة بيت أسعفها زوجها و أبنائها الاثنان الصالحان إلي مستشفي الثورة العام وقد أصيبت بجلطة ولم يقم الطاقم الطبي بواجبات مهنته وأهملت المريضة في قسم الطوارئ ولم يصرح بترقيدها في غرفة العناية المركزة تحت مبرر بأنها مليئة مع اكتشافهم فيما بعد انه توجد سرائر فارعة في العناية المركزة ولكن ممنوع ملئها وموضوعه احتياط لذوي الوجهات والنفوذ إن حدث لأحدهم مصاب أو لأحد من أفراد أسرهم. وعليه لم يتم ترقيد المرأة المسعوفة في احد تلك السرائر ومطلوب لأجل ذلك توجيهات عليا من الإدارة. . المحزن توفت المرأة الصالحة بعد أسبوع من تعرضها للجلطة إذ بعد أن يأس زوجها وأبنائها من طاقم المستشفى الذين قصروا في استقبال حالتها ومباشرة علاجها عاد بها زوجها وأبنائها إلي المنزل في نفس اليوم الذي تم إسعافها فيه إذ تم باليوم الثاني تجهيزهم السفر بها إلي القاهرة للعلاج خلال الأيام الأولي من مرضها. . وفي أول يوم من وصولها إلي القاهرة توفت المرأة الصالحة وانتقلت إلي رحمة الله تعالي الذي نسأله سبحانه بان يرحمها ويسكنها فسيح جناته ويرحم من مات لإهمال وقلة الإنسانية لدي بعض أطبائنا في اليمن ونسأله تعالى أن يرحم كل المسلمين السابقين في مثواهم بالمقابر. وأخيرا وأمام هذه الحالة المرضية وغيرها الكثير ممن قضوا نحبهم نسأل وبوجود جمهورنا القراء الأعزاء من خلال قرأتهم هذه المقالة ونتمنى بان تصل تساؤلاتنا إلي مسامع وآذان إدارة المستشفي ومسئولي وزارة الصحة فتكون صاغية للإصلاح مستقبلا وتسعي لتقديم لما هو أفضل للخدمات الطبية في مستشفي الثورة و كادره وغيرها من المستشفيات العامة الأخرى وكما نوجه تساؤلاتنا لمسئولي إدارة مستشفي الثورة وكل إدارة بالمستشفيات الأخرى العامة وعلى وجه الخصوص مسئولي وزارة الصحة بقصد شد مآزرهم تجاه كل إدارات المستشفيات العامة والخاصة وكوادرها الطبية لضمان عنايتهم وحرصهم بالمستقبل للرقي بالخدمة الطبية والاهتمام بتفعيل العمل المرتفع بالكفاءة من إدارات المستشفيات العامة والخاصة ومن خلال الإشراف والمتابعة المستمرة كلا لكوادرها الطبية ولإيجاد كوادر طبية فاعله وتتفاعل ومن منطلق الإنسانية وأمانة المهنة والخوف من الله أثناء التعامل مع المرضي من المواطنين إذ ونأمل بأن يبعث هذا النداء الاستجابة لإصلاح الحال وإحياء ضمائر ميتة وإنسانية مفقودة لدي كوادر طبية ممن هم مقصرين في مهنتهم الإنسانية ونرجو بان لا يكون ندائنا كما قال المثل اليمني (مغني جنب اصنج ) إذ نسأل الأخ مدير عام مستشفي الثورة العام بأمانة العاصمة صنعاء السيد (العنسي) :

س: ما هذه قلة الرحمة لدي كادر مستشفاكم الثورة. . . ؟

س : ما هذه الإدارة التي لا تتابع مجريات العمل وإجراءات تقديم الخدمات الطبية وتعمل على تحسينها. . ؟

س : ما هذا قلة الدين بعدم أداء كادركم لأمانته المهنية. . . ؟

س : ما هذا انعدام الضمير والتسبب في وفاة العديد من المرضي بسبب الإهمال الطبي لدي العديد من أطبائكم ودون سؤال أو عقاب يذكر عند ارتكاب أي خطاء طبي بحق احد المرضي والذي أدي بدوره إلي تفشي التهاون بأرواح المواطنين. . ؟

س : ما هذه الرائحة النتنة التي تنبعث من داخل مستشفاكم الثورة العام بأمانه العاصمة بان لا تقدم الخدمات والعناية الطبية إلا بالوساطة والتوسط ولمن هم ذي وجاهه ومراكز إدارية وقيادات من المسئولين ولمن هم ذي محسوبيات على مسئولين من ذوي قربى أو أصدقاء. . ؟

واختم بالقول : أين أنت يا مدير عام مستشفي الثورة بالأمانة من هذا كله. . . ؟

وأين أنت يا وزير الصحة المفقودة في اليمن الدكتور / راصع من هذا كله. . . ؟. . . اتبع بالعدد القادم غدا الحلقة الثانية (أزمة كادر طبي كفئ )

s_hz208@hotmail. com 

  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد