زايد منصور الجدري
كيف بدأ ما يسمى بالحراك ، وأي شعار كان يردد؟
لقد بدأ الحراك بمطالب مشروعه وبحقوق كان يؤيدها الكثير من أبناء الشعب ويقف معها وكان شعارهم النضال السلمي لنيل الحقوق ويعترف الكثير من معظم المحافظات بأنهم استفادوا من الحراك ومطالبه التي كانت مشروعة مثل تسوية وضع المتقاعدين ورفع مرتباتهم ثم لتظهر لنا مؤخراً نوايا ذلك الحراك وأهدافه البعيدة التي كان يطمح إليها والحقيقة أن تلك المطالب تخفي وراءها نوايا خبيثة فظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، والحقوق التي كانوا يهدفون إليها هي فك الارتباط كما ظهر مؤخراً منهم. فالمطالبة بالحقوق لم تكن إلا لذر الرماد على العيون ، ألم يكن الأحرى بالحراك أن يواصل مطالبه المشروعة والجميع ملتف حوله خاصة أنه وجد تجاوباً من قبل الحكومة ، ويحافظ على ذلك الالتفاف والتأييد الذي نجح في اكتسابه من جميع المناطق وفي جميع المحافظات أن مطالبهم الأخيرة والتي كانت من ضمن نواياهم ومن أهم أهدافهم بعيدة المدى من ذلك الحراك صدم الجميع وخيب آمالهم في ذلك الحراك ، وبعد أن كانوا يمثلون معظم شرائح المجتمع صاروا لا يمثلون إلا أنفسهم وفقدوا تأييد والتفاف الجميع حولهم ، وبسبب تغيير مواقفهم ومطالبهم خسرنا ما كنا سننجح في الحصول عليه من حقوق . لقد كانوا واهمين عندما ظنوا أن فك الارتباط هم أصحاب الحق والكلمة والقرار فيه فالوحدة كانت إرادة كل أبناء الشعب ولم تكن إرادة أو قرار عدة أشخاص ، لا يمكن لأولئك أن يمثلوا الشعب الذي اختار الوحدة قدراً ومصيراً لقد طمعوا في المكاسب والمناصب والمصالح الشخصية وعندما لم تتحقق مصالحهم وأطماعهم الشخصية في ظل الوحدة المباركة التي هي مكسب كل الشعب ظنوا بأنهم سيستطيعون تحقيق مكاسبهم وأطماعهم بدعوتهم تلك التي لم تتجاوز آذان دعاتها واستنكرها كل الشرفاء والمخلصين .
أيها الواهمون : الوحدة إرادة شعب ومكسب كل أبناء الشعب وليست مكاسب لأشخاص أو جماعات. فمن ترضون بمطالبه فك الارتباط وباسم من تتحدثون وتطالبون؟ إنها أطماعكم وأوهامكم هي التي تطالب ومن أجلها كانت المطالبة ولا يمكن لأبناء الشعب أن ينخدعوا بها كما انخدعوا في بادئ الأمر . إنكم متآمرون وحاقدون على الوطن ووحدته التي لن يتخلى الشعب عنها مهما كذبتم وحاولتم تزييف الحقائق وصنع المبررات ، ستبقى الوحدة وسيبقى الشعب موحداً وسيسقط المتآمرون على وحدته ، ليست الوحدة بالشيء الذي يمكن للشعب أن يتخلى أو يتنازل عنه أو يضحي به ، لأنها تعمدت بدماء آلاف الشهداء الذين قدموا حياتهم لتبقى الوحدة ولكي تحقق أملهم إنكم تريدون سحق تاريخهم البطولي وتضييع دمائهم الزكية بلا ثمن ،الوحدة باقية بكم أو بدونكم فلماذا لا تحاولون التفكير في مصلحة الوطن ولتتناسوا مصالحكم الشخصية التي دفعتكم للدعوة إلى الانفصال وتذكروا أن قوة اليمن في وحدته.
لقد عانى الوطن من أمثالكم في السابق كما هو حالكم اليوم معه سبباً لمعاناته وسبباً لما يلحق به من أضرار ، بأعمالكم أفسدتم علينا خيرات وحدتنا وبمطالبكم الانفصالية خيبتم كل الآمال.
فليحفظ الله الوطن من كل المتآمرين على وحدته وأمنه واستقراره وليرحم شهداءنا وضحايا دعاة التخريب والانفصال وفك الارتباط وليهدي الله الجهلاء والمغرر بهم إلى سواء السبيل اللهم آمين.
