كروان الشرجبي
قرأت خبراً مفاده أن علماء من اليابان وبعد ثلاثين سنة من الأبحاث التي بلغت تكلفتها "30" مليون دولار نحوا في تطوير ثلاث وردات ليصبح لونها أزرق.. ليس من المهم الدخول في التفاصيل، المهم أن التقارير وصفت تلك الوردة الزرقاء بأنها تجسد الغموض وبلوغ المستحيل، فمنذ فترة طويلة كان الحصول على وردة زرقاء مستحيلاً ولكن الآن أصبح بإمكاننا مشاهدة وردة زرقاء والتي ستعرض في معرض "طوكيو الدولي للزهور.
قد يبدو ذلك خبراً عادياً، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن الوصول إلى اللون الأزرق ليس عملاً سهلاً فهو عمل يتعلق بالجينات الوراثية أي أن تعديلاً جينياً جرى للوردات حتى يتحول لونها إلى أزرق، وهذا يقودنا إلى سؤال مهم جداً هو إلى أين يقودنا العلم؟ وهل هناك أنظمة أو قوانين تحد من التدخل في مسار الطبيعة؟!
إنها أسئلة قد تبدو ساذجة يصنعها من يتأمل في تحولات تظهر لنا كل يوم وهي من بعض التجارب العلمية التي سارت بالإنسانية إلى حاضرها العجيب، وبالطبع سوف تستمر في التقدم إلى ما لا نهاية.. ترى لو سئلت الوردة نفسها عن اللون الذي تفضله !؟
في اعتقادي أنها ستجيب اللون الأحمر والأبيض، فالأحمر تهديه للمحبين والأبيض للمناسبات غير السعيدة.
ولكن للعلم والعلماء منطق آخر فلا شك بأن العلم تقدم بالبشر كثيراً ولم يدع زاوية إلا وعرف أسرارها، غير أني سأبقى منحازة إلى الطبيعة وأقف إلى جانب الورود الحمراء والبيضاء، فالوردة الزرقاء لم تصنعها الطبيعة وإنما صنعها الطموح العلمي الجامح..!!.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM