عبدالعزيز العقاب
يقال والعهدة على الراوي "أن أحد المواطنين كان يسافر كثيراً وأنه وهو في سفره ذات مرة وهو أسفل الجبل الذي كان يتسم بالوعورة دعا وسأل الله عز وجل أن يبعث له راحلة حتى يتمكن من بلوغ قمة الجبل وتخطي المرحلة الأكثر صعوبة وقسوة في سفره وما هي إلا لحظات حتى قابل جنود الإمام فأمروه أن يحمل أثقالهم والتي لم يكد يصل بها منتصف الجبل إلا وقد شارف على الهلاك.
فأخذ قسطاً من الراحة ثم عاد يواصل سفره، فإذا بقوم يعترضونه طالبين منه أن يعمل لهم ورقة "طلاسم" لأن امرأة حينها كانت تلد، فكتب لهم تلك الورقة وحملوها إلى المرأة فإذا بها تلد في تلكم اللحظة فاندهشوا وراحوا يقرؤون ما بتلكم الورقة " هو دُعاء عليها ولتصعيب الأمر عليها وليس بالدعاء بالفرج لها - فقاموا باللحاق بالرجل وأخذوا يسألونه عن ذلك وكيف أنه فعل ذلك.؟
فقال لهم "أصلاً قد أتضح لي أن الدعاء مقلوب من سفال النقيل"!.
وهو ما صرنا نعايشه ففهم الأشياء بات اليوم يتم بالمقلوب، وإلا ماذا نسمي ما يجري وماذا نقول عن أولئك الذين بالفعل صاروا يقرؤون الأشياء بالمقلوب : إما لأنهم مقلوبون أصلاً وإما أنهم أصبحوا موقنين تماماً أن الوضع مقلوب وهو ما صار يستوجب منهم النظر للأشياء بالمقلوب.
وذلك ما حدث من قبل البعض في التحليل والتعليق على مقابلة الأستاذ القدير / صالح باصره لقناة السعيدة وفهمهم القاصر والمقلوب لما قال تماماً ولعل ذلك هو ما يفسر تدهور الأوضاع الحالية وفشل الكثير من السياسات إزاء معالجتها لأنها أصلاً تقوم على تقدير خاطئ وفهم مقلوب لما يدور وتعتمد على تلكم التحليلات والتفسيرات القاصرة وعلى أمثال تلكم العقول المقلوبة التي تنظر إلى كل شيء بالمقلوب والتي لم يعد الوقت ولا الظرف يحتمل نتائجها وصار ضرورياً فهم الأمور كما هي بصدق وأمانة وإخلاص للوطن وللقيادة السياسية وتقديمها كما هي بصورتها الصحيحة إننا في أمس الحاجة إلى العقول السليمة القادرة على تشخيص الأمور التشخيص السليم لتصليح ووضع النقاط على الحروف وقول الصدق، والحقيقة لما قاله الدكتور / صالح علي باصرة والذي استطاع أن يدحض تقولات المزايدين والانفصاليين وأن يزيل الكثير من اللغط حول الكثير من القضايا التي يثيرها دعاة التمزق بكل علم وحنكة وذلك بما يحمله من فكر متقدم ومتطور وما يتسم به من صدق وإخلاص للوطن والقيادة السياسية وهو ما نحتاجه اليوم؟
فتحية تقدير للأستاذ القدير/ صالح باصره .. والسلامة والعافية لذوي العقول المقلوبة..وكان الله بعون الوطن.<
