عصام المطري
تفجرت الأوضاع في البلاد من كل اتجاه ، فهذا الجنوب اندلعت فيه الأحداث وتطورت تطوراً ملحوظاً ، فمن تجييش المظاهرات والمسيرات وأعمال التخريب الحاضرة على الوطن إلى إذكاء روح العنصرية والمناطقية والطائفية والسلالية والمذهبية، وفي الأمس القريب تطورت الأعمال الإرهابية لما يسمى بالحراك ، وتم القتل بالهوية لثلاثة من أبناء القبيطة الأبرياء ، وقد جن جنونهم ونادوا بالانفصال ورفعوا الأعلام الشطرية بعد تسعة عشر عاماً من الوحدة ، وهذا هو الجنون بعينه.. إنهم يحاربون الله ورسوله الذي أمر بالوحدة بقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، كما أمر أيضاً باطراح التنازع والكف عنه قال تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
أما في الجانب المقابل وعن هوس الحوثيين فحدث ولا حرج فهذه صعدة الأبية وقعت تحت أيادٍ إرهابية غاشمة يحلمون بمملكة صعدة الحوثية، ويحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 1962م، فهذه المؤسسات في صعدة قصفت وهدمت بأسلحة متطورة، وكانت الحركة الحوثية قد تلقت دعماً من الدولة لضرب المعاهد العلمية وحلقات دروس الحديث للشيخ / مقبل بن هادي الوادعي الوهابي رحمه الله وتغشاه بواسع المغفرة والقبول ، فانقلب السحر على الساحر ، وعادت هذه الحركة إلى خصام الدولة ففي الحديث عن النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول "من أعان ظالماً سلطه الله عليه" وهكذا سلط الله عز وجل هذه الحركة على الدولة تسلطاً كبيراً في جميع الجهات.
ودخلت الدولة مع هذه الحركة خلال حربها الطويل في أعمال صلح عديدة إلا أن الحوثيين في كل صلح يعملون على نقضه، ووضعت الحرب الخامسة أوزارها بقرار رئاسي إلا أن الحوثيين قاموا بتفجير الحرب السادسة وهي حرب ضروس ضاربة أكلت الأخضر واليابس فعدد القتلى من الجانبين في تزايد، إنها محنة ما بعدها محنة، القتال بين أبناء البلد الواحد، وإنه والله هوس الحوثيين الذين لا يريدون صلحاً ولا أمناً ولا أمانا، فلا تسامح معهم ولا تصالح معهم البتة ولابد من الحسم العسكري وتمشيط كافة المواقع.
إن الأزمة السياسية الخانقة للنظام السياسي تستدعي وقفة جادة من أجل مراجعة كافة الحسابات ،ذلكم أن النظام السياسي الحاكم بمقدوره أن يخرج من هذه الأزمة السياسية الحادة التي وضع فيها نفسه غير أنه يكابر ويقامر، وهنالك قوى متنفذة في السلطة مستفيدة من استمرار هذه الأزمة السياسية الحادة، فهناك تجار حروب يقتلون القتيل ويمشون في جنازته وهم المشعلون الحقيقيون لفتيل هذه الأزمة سواءً في صعدة أو في المحافظات الجنوبية ، فكلنا أمل أن تتنبه القيادة السياسية الظافرة ممثلة بفخامة الرمز الفذ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه..
ما هذا الهوس وما ذلك الجنون الذي أكل الأخضر واليابس ، فهنالك الضحايا تسقط من أبناء جلدتنا وهم أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فنتمنى من الله العزيز القدير أن تنقشع الغمة ويتوحد الإنسان اليمني فلا مناطقية ولا مذهبية ولا طائفية ولا عنصرية ولا سلالية.
ولئن كانت الأزمة السياسية الحادة هي قضية النظام السياسي الحاكم فإن ذلك يستدعي مضافرة الجهود والوقوف مع هذا النظام السياسي حتى يتجاوز المرحلة ويخرج من شرنقة هذه الأزمة معافىً سليماً غير آبهٍ لما حصل من خسائر وهذا دور النخب السياسية والثقافية والفكرية ، ودور كافة الفعاليات السياسية من أحزاب وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني.. عليهم يقع الأمر في توعية الناس وتجاوز هذه الأزمة الخانقة التي كادت أن تعصف بالبلاد عصفاً ولولا إرادة الله عز وجل فعلينا التعاون والتآزر والتآلف لما فيه الخير.. وإلى لقاء متجدد والله المستعان.<