د.يوسف الحاضري
ذات مساء وأنا في غرفتي أطالع قنوات التلفزيون متنقلا من قناة إلى أخرى عل وعسى أجد في إحداها خبر يريح القلب ويشرح الصدر، وعندما يئست من هذا رن جهازي المحمول فتناولته بسرعة للهروب من مآسي التلفزيون وما يحتويه من أخبار لا تسر الخاطر ولا تريح البال،عل وعسى أجد في هذا المحمول ما لم أجدة في قنوات التلفزيون ،وبالفعل كان ما تمنيته فقد كان المتحدث في الجانب الآخر من اليمن أخ وصديق الدراسة والعمر يتكلم وعلامات الاستبشار تملأ وجهه رغم أني لا أنظر أليه على الأقل هذا ما أستنتجتة من نبرات صوته وما يحمله حديثة من أخبار رائعة ، وكانت مختصر حديثة (( هل لك أن تبارك لي ،فقد وضعت آخر اللمسات لكلية الآفاق للعلوم الطبية والتقنية ))،فلم أتمالك نفسي فقزت فرحا وباركت له ،ثم أنهيت حديثي بالدعاء له بالتوفيق ،ثم رجعت بذاكرتي إلى الوراء سنين عددا ، فتذكرت نفس اللحظة عندما أتصل لي نفس الزميل ونحن ما زلنا طلابا في كلية الصيدلة قائلا لي عبارة مقاربة لما قال لي آنفا (( هل لك أن تبارك لنا ،فقد وافقت رئاسة الجامعة في اعتماد جمعيتنا الطبية )) ،هذه الجمعية الطبية التي أسسناها في كلية الطب والعلوم الصحية بداية هذا القرن وبالتحديد عام 2002 وكان هذا الصديق رأسنا في هذا النشاط والسبب لما عرفنا عنه من نشاط ومثابرة وطموح لامحدود، فقد أسسنا هذه الجمعية كنشاط طلابي مستقل بعد أن تمادى الاتحاد العام لطلاب اليمن في سياسته الحزبية البحتة الظاهرة للعيان وأيضا خمول النشاط الآخر المناوئ له المسمى ( الجوالة) التابع للمؤتمر فأتت هذه الجمعية كبردا وسلاما للطلاب الذين لديهم أنشطة ومواهب وليس لديهم أفكار واتجاهات حزبية ضيقة ،ومن هنا كانت البداية ثم الإنطلاقه لهذا الأخ العزيز والصديق الوفي فصدق القائل ( رب أخ لك لم تلده أمك ) ،ومنذ تلك الأيام ونحن نتحدث ونسعى جاهدين للرقي بالعملية التعليمية الطبية ،سواء في تخصصنا أو في التخصصات الأخرى ذات العلاقة ،وكانت جل همومنا وتفكيرنا عن الكيفية التي نستطيع بها ووفقا لإمكانياتنا وقدراتنا أن نحقق هذه الطموح ،ومرت الأيام ثم تلتها الشهور والسنون ،وقدرت الأقدار الربانية لي أن أعمل في السعودية أما هو فقد واصل طموحاته التنموية التعليمية الطبية ،فبعد أن أتم دراسة الماجستير هاهو الآن يستعد لتدشين كليته الطبية الخاصة التي ستكون الانطلاقة إن شاء الله في تحقيق الأماني التي كان يمني نفسه منذ أمد بعيد في الرقي بالعملية التعليمية ،هاهو الآن يفتتح كلية الآفاق للعلوم الطبية والتقنية)) والتي ستكون منارة لهذه العلوم الصحية ،ستكون إضافة كبيرة جدا للكليات الصحية الفاعلة الموجودة في الساحة اليمنية وأشدد على كلمة ( فاعلة ) لأنه وللأسف ظهرت هذه الأيام معاهد صحية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تروي ضمأ المعرفة العلمية التي يتلهف لها كل أبناء اليمن ،ولكني متأكد وعارف تمام المعرفة أن هذه الكلية سيكون لها في القريب العاجل صدى وأسم كبير رغم أني لم أطلع على إمكانياتها إلى هذه اللحظة بل لأني مطلع على إمكانيات من سيديرها ،إنه شخص أعطاه الله فن القيادة الناجحة والإدارة المتميزة ،وعندما تجد شخص يحمل هذه الصفتين فتأكد بما لا يدع مجال للشك بأن الإدارة التي يديرها ستكتسب إمكانياته وستخطو في الاتجاه السليم ،هذا الأخ الصديق هو الدكتور مجدي علي الصماط وكنيته ( أبو يوسف ) ،أهدي إلية هذا المقال محملا بكل الحب والتقدير والاحترام مكسوا بكل الأماني للنجاح والتفوق،فكما تعودنا في جميع بلداننا العربية ألا نذكر شخص موهوب وذا إنجازات إلا بعد أن يموت ويمر على وفاته 40 يوما فنذكره في حفل تأبيني لا يسمن ولا يغني من جوع وأحيانا يتم ذكره ومكافأته عندما يبلغ من العمر عتيا وأصبح هشيما تذروه الرياح متقاعدا في زوايا منزلة بحيث لا تفيد في شئ ،فلماذا لا نغير هذه التقاليد الغير نافعة ونبدأ في الثناء والمديح للأفراد في مقتبل أعمارهم المهنية لكي يصبح لهم دافعا معنويا للإنجاز فيما يخدم أوطانهم وشعوبهم ،وما بعد الموت فلا يحتاجون منا إلا الدعاء ،وهذا ما دفعني للكتابة عن أفضل أصدقائي ورابع إخواني ،فإلى الأمام أخي الفاضل (( أبا يوسف )) )).<
Yusef_alhadree@hotmail.com