شكري عبدالغني الزعيتري
مجموعة من الأصدقاء الشباب يعانون من البطالة مع أنهم خريجي جامعات ومؤهلين علميا وما زالوا يبحثون عن عمل وفي ذات يوم اجتمعوا في زاوية جانية بإحدى الشوارع يتقاصصون ويشكي كلا همه للآخر وما لمسوه من أوضاع متردية.
اتفقوا بان يجتمعوا في مقيل تخزين في يوم الخميس الذي تلي يوم اتفاقهم ووجهوا لي دعوة لحضور المقيل معهم وتم لهم ذلك ولبيت أنا دعوتهم وأثناء المقيل ذلك اقترح احدهم وأنا اسمع اقترحه مع الآخرين وبداء لي بأنه قد رتب مسبقا لتنفيذ ذلك الاقتراح وهو القيام بتمثل مشهد مسرحي سموه( كل شئ تمام يافندم) وذلك لتعريف بعضهم على كيفية التعامل مع القضايا والمشاكل العامة التي تطفوا على الساحة اليمنية كما يعتقدون ومن على خشبة المسرح الذي تم تخيل تكوينه مؤقتا في مبرز المقيل في منزل المضيف للفريق . حيث بداء احد أعضاء الفريق بان سمى نفسه (الفندم ) وقال لهم أنا سآخذ دور طرح الأسئلة وكل واحد منكم يأخذ دور من اسميه به وعلية الإجابة على السؤال الموجه له . فبداء أن قال لجليسه الأول وسأله : يا رجل الأمن : كيف هي أحوال البلاد .. ؟ فأجاب قائلا : الأمن يافندم مستتب ورجاله الأشاوس لا ينامون لحفظه ففي شمال الشمال قمنا بالقضاء على ثمانمائة نفر أو يزيد ممن كانوا يقلقون مضاجع الحكومة والأمن العام ، وفي الجنوب تم محاصرة قادة الانفصال ممن يحرضون العامة على الفوضى والشغب والتكسر والتخريب والهدم لمنجزات الوحدة وينادون بانفصال الجنوب عن الشمال . وقمنا باحتواء ما يسموه بالحراك لأبناء الجنوب وأيضا أغلقنا نافذة أي حراك كان سيقام كالحراك التهامي في (الحديدة ) وحراك الوسط في (تعز وأب ) وحراك الصحراء في (مأرب) وغيره والذي كان يسعي مخربون لترتيباته . وفي الشرق تم حل المشاكل الأمنية لجميع شركات النفط مع بعض القبائل . أما الإرهاب ففي كافة أرجاء الوطن قمنا بالتصدي ومنع كل اختطافات ، وفي الجبال وسفوح الوديان ، قمنا بمحاصرة تنظيم القاعدة وقطعنا أرجل المارقين من أتباع التنظيم ممن كانوا يسرحون ويمرحون في أرجاء البلد للإخلال بالأمن العام وكل شئ تمام يافندم .
وبعدها سأل الفندم رجل الاقتصاد : كيف هي أحوال العباد .. ؟ فأجاب قائلا يافندم الأسواق اليمنية تعج بالمتسوقين من المواطنين وهم كل يوم يخرجون إلى الأسواق (أفوجا أفواجا ) ليتفرجون على كل ما طاب ولذ من السلع المنتجة والمستوردة .. والرواتب (المعاش) تسلم للموظفين نهاية كل شهر كأجر مإلى نظير عمل كل موظف لثلاثون يوما في كل شهر ويصرفها في يومين و لا نؤخر مستحقات الموظفين أبداء كما وأننا من بعد فرض ضرائب المبيعات التي غذت الخزانة العامة لم نعد نستقطع أي ريال من مستحقات أي موظف و ضرائب الدخل والمقرة بنسبة (15% ) من دخل الموظف نري مستقبلا إن وافقتم بان نعفي عنها لان الخزانة العامة مليان والحمد لله والمواطنين أصبحوا مكتفين وتكفيهم الرواتب الشهرية التي يستلموها منا كل نهاية شهر حتى إنها تفيض مع أنهم يخرجون إلى الأسواق كل يوم وما يقصروش مع أنفسهم وأسرهم إذ أن السواد الأعظم رغم أنهم يبذرون رواتبهم الشهرية في شراء حتى السلع غير الضرورية والكماليات إلا أن الرواتب لديهم تفيض شهريا وحانبين بالوفر الذي يتكدس لديهم من شهر لآخر وكل شئ تمام يافندم ولان الخزينة العامة مليئة والحمد لله وليست بحاجة فان لنا مكرمة لديكم يافندم نريد كرمكم بان نستأذنكم بالموافقة على منح المجاهدين والمجتهدين من أعضاء حكومتنا المخلصين بأن تجبى ضرائب الأرباح من الشركات الخاصة لصالحهم الشخصي كمكافئات لأنهم (مساكين) ويتعبون من أجل المصلحة العامة ويشتغلون ليلا و نهار وبعدها سيكون كل شئ تمام التمام يافندم ...
ومن ثم سال الفندم مهندس الإنشاءات : كيف هي أحوال سكن وتنقل العباد ..؟ فأجاب قائلا أما المسافرين فأنهم يتنقلون بين القرى والمدن وطرقهم كلها معبدة بالإسفلت ولافيها حفر ولامطبات ولم تتضرر من سيول الأمطار .. وأما السكن فقد أصدرنا قانون ينظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر ولصالح المستأجر كون المؤجر لديه فائض دخل أولا من انه يسكن في ملكه (مجانا) وثانيا انه يؤجر سكن لآخرين من أملاكه ويحصل على دخل جانبي آخر أما المستأجر فهو يتحمل عبئ اجر السكن على دخله .. كما أننا يافندم رأينا التوجه نحو الاهتمام بذوي الدخل المحدود والشباب الذين هم عماد المستقبل بان رأينا إقامة وبناء مشاريع مدن سكنية بالعام القادم وسنسميها مدن (الخير والعطاء الوحدوي ) وسيكون تننفذ هذه المشاريع في كل المدن الرئيسية عواصم المحافظات وكل شئ تمام يافندم ...
ثم سال الفندم مهندس الكهرباء : كيف هي أحوال الأمهات وأطفالهن في بيوتهن هل ينعمون بالإضاءة والنور.. ؟ فأجاب قائلا يافندم الكهرباء موجوده ومنوره ووصلناها إلى كل بيت حتى إلى القرى في قمم الجبال الوعرة وهي الآن مضاءة تنور ولم يعد هناك اللعب (بطفي ساعتين ولصي) وكل شئ تمام يافندم ..
ثم سال الفندم رجل المياه والبيئة : كيف هو السقي وري عطش شعبنا .. ؟ فأجاب قائلا يافندم أما المياه النقية للشرب فقد وصلناها لكل بيت وجددنا الشبكة في كافة مدن الجمهورية وهي الآن في كل بيت تتدفق في الشهر مرة ...أما الأحواض الجوفية النازفة (حوض صنعاء وحوض ذمار وحوض عمران وحوض تعز وحوض عدن وحوض لحج ) فقد ملأناها بالمياه النقية الصحية الخالية من التلوث والميكروبات لأننا بخرنا مياه البحرين الأحمر والعربي وكثفنا البخار إلى ماء وغذينا بها الأحواض الجوفية النازفة حتى امتلأت وكل شئ تمام يافندم.. ثم سال الفندم رجل التعليم : كيف هو شأن التعليم وتحصيل أبنائنا العلمي ؟ فأجاب قائلا يافندم أبناء شعبكم من طلاب المدارس والجامعات أكملوا هذا العام الدراسي الامتحانات وكلهم نجحناهم ودون استثناء وتحصيلهم العلمي والمعرفي (صفر) وهي أعلى درجة تفوق وتميز . أما المناهج الدراسية فقد استدعينا عباقرة التربية والتعليم من بلدان التقدم للاستعانة بهم ووضعنا مناهج لطلابنا الأبناء (الغاز في الغاز ) وكل شئ تمام يافندم ..
ثم سال الفندم رجل الصحة : كيف هو حال زميلنا أيام الثور (فلان ) الذي أصيب بطلقة عيار ناري في يده اليمني .. ؟ فأجاب قائلا يافندم هذا الرجل مناضل بحق فهو بخير وفي أتم الصحة والحمد لله فقد بترنا له رجليه والآن هو جالس في بيته لا يتحرك وكل شي من التعين الغذائي وغيره يصل إليه من أصحابنا الأخيار حتى الندم والحسرة وحتى الحالة النفسية وهو اليوم في طريقه للجنان) . وسال الفندم رجل الصحة مرة أخرى : وكيف حال المرضى من أبناء شعبنا الصابرين ممن ابتلاهم الله سبحانه بالمرض.. ؟ فأجاب قائلا يافندم المرضى بالمستشفيات بعد علاجهم خرجوا إلى المقابر وقد عملنا لهم الواجب و دفناهم في عدة مقابر وأسرهم يدعون لنا دائما فقد رحلوا مرضاهم مطمئنين سالمين غانمين وما زال البعض من المرضي يستعد للرحيل وكل شئ تمام يافندم ... هكذا كان أعضاء الفريق المسرحي يجيبون للفندم ويعتبرون أنفسهم عونه على الخير وحين الانتهاء اختتمت أنا المشهد المسرحي على حد تسميتهم له بالقول بما يقوله المثل اليمني القديم ( من اخفي مرضه سارع في استقدام موته ).<
s_hz208@hotmail.com