كروان الشرجبي
الأصل في الأم أن تنفض عنها أنوثتها ورقتها تتحول إلى نمره تدافع عن أطفالها إذا ما أحاق بهم الخطر أما أن تنجرف وراء متعة حرام وتفتك بزوجها لتضيع بناتها الثلاث في غابة الحياة، فهو طراز من الأمهات ليته يكون نادراً جداً وقليلاً جداً حد العدم. إن هذه المقدمة هي لحكاية هذه المرأة التي قتلت زوجها بيدي عشيقها، فقد كان زوجها رجل أعمال معروف يبلغ من العمر "50" عاماً، لم يسبق له أن تزوج من قبل فقد أنشغل في عمله وذات يوم وقعت عيناه عليها فقد كانت تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات وتوصل إلى قرار الارتباط بها ولم يكن يعلم أنه أختار قاتلته لتكون رفيقة حياته وبالفعل تزوجها عن حب أما هي فلم تجد فيه سوى الرجل الميسور الذي يمكن أن يوفر لها كل ما تحتاجه.
وكان شرطها أن يكتب المنزل باسمها، لم يبخل عليها بشيء فقد كانت طلباتها مجابة، وكل ما تحلم به تجده عندها وفر لها كل شيء وجعلها أميرة أحلامه وحياته ووهبها كل وقته وحاول بأمواله أن لا يجعلها تشعر بفارق السن بينهما وأثمر الزواج "أبنه جميلة وأخرى أجمل وثالثة مثل البدر"، ففرح ببناته الثلاث ولم يكن ينام إلا وهن بقربه.
وعصفت أزمة الركود الاقتصادية بتجارة الزوج فتدهورت أحواله المالية بدأت الحياة تدير ظهرها للرجل الذي لم يبخل على المرأة التي أحبها بأي شيء وصاحب ذلك الركود أيضاً مرض ألم بالزوج فالزوجة هنا لم تعمل على التخفيف عنه وإنما شعرت بأنها أصبحت زوجه لرجل بحاجة إلى من يرعاه وبدأت تلتفت لنزواتها التي جرفتها إلى الخطيئة وقررت أن تتخلص من الزوج المريض هي وعشيقها وبالفعل قام هذا الأخير بالدخول إلى الشقة بعد أن غادرت هي وبناتها إلى منزل أهلها وقام بقتل الزوج المسكين وفصل رأسه عن جسده ليتأكد من موته واعتقدت الزوجة الخائنة والعشيق الخائن بأنهما نجيا بفعلتهما ولكن الله لا يترك المجرم يفلت بجريمته.
إن تلك المرأة استحالة أن تكون زوجه أو أم فهي نبته شيطانية وجدت على الأرض بهيئة امرأة لأنها إذا كانت امرأة عادية أو أم كان يتوقع أن تساند زوجها الذي ضحى من أجلها ويجب أن تكون البلسم الذي يداوي جراحه وأن ترعاه وتحافظ على بيته وعلى بناته اللاتي هن أيضاً بناتها لكنها لم تكن وفية ردت الجميل بالإساءة وطعنت الرجل الذي جعلها أميرة حياته في ظهره بخنجر الغدر والخيانة ونسيت كل شيء ولم تذكر أنه أعطاها الأمان والحب وجعلها سيدة في بيتها وحقق كل أحلامها، فلم يغن كل ذلك ولم تحافظ على النعمة ولم تفكر حتى ببناتها فأي أم هذه؟! أو أي امرأة هذه.؟!! <
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
