;

معاناتي مع مرض الإيدز والدعوة إلى الله 1458

2009-08-14 18:36:31

د.يوسف الحاضري

 ((مسيرتي مع هذا الداء الخبيث والذي يصنف كطاعون العصر الحديث والذي يحصد يوميا حياة أكثر من 15 ألف شخص في العالم ويعاني منه أكثر من 40 مليون مريض نصيب وطننا العربي من أكثر من مليون مصاب مسجلين في السجلات الرسمية وأكثر من هذا العدد غير معروف لنا جميعا , وبعيدا عن الطرح للوباء وكيفية انتشاره ومدى انتشاره والإحصائيات فقد أردت من هذه الزاوية أن أسرد لكم حكايتي وقصتي مع هذا المرض , فلقد عملت و قبل اغترابي في الخارج في مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية كمسئول للصحة ولمدة 3 سنوات مضت ومن خلال هذه المدة اكتسبت الكثير من المهارات وأهمها طرق التوعية من الوقوع في هذا المرض بالمشاركة مع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ولعل أهمها منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملا ريا ,وبعد اغترابي في المملكة العربية السعودية تركت كل هذا وراء ظهري وبدأت في الاهتمام بعملي الجديد والذي بعيد كل البعد عما أكتسبتة , ولكني لم أترك الإيدز جانبا فلقد اشتركت في منتديات متعددة وبدأت أكتب المقالات والإرشادات التوعوية ضد هذا المرض وذلك لما وجدت من اهتمام غير منقطع من شبابنا بجنسية في وطننا العربي الحبيب بهذا المرض وذلك لأسباب كلنا يعرفها تماما , ولأني دائما أختم مقالاتي بوضع إيميلي الخاص فقد كتبت إحدى المقالات في إحدى المنتديات عن هذا المرض وسمحت لمن أراد الاستفسار أن يستخدم إيميلي الخاص للمراسلة كبادرة تعاونية مع الآخرين ولأن هذا العلم وغيره أمانة في أعناقنا لابد لنا من نشره , وكنت غير متأكد من أن هناك أشخاص سوف يهتمون بمقالي أو بمراسلتي ولكن المفاجأة كانت تفوق التصور فلقد وجدت الرسائل تنهال عليا من كل حدب وصوب من أبناء وطننا العربي بجنسية ,فالكل وبلا استثناء يبدأ في عرض مشكلته بأنه وقع في الحرام ويستفسر عن جسده هل أصبح سليم أم أن هذا المرض أنتهك حرمته مثلما أنتهك هو حرمات الآخرين , وبمرور الأيام وجدت أن الموضوع أكبر من حجمه وبأني وضعت يدي في النار دون علم وبأنه أصبح على عاتقي مسئولية دينية ودنيوية , ولابد لي أن أتعامل مع هذه الأحداث كما هي وبإيجابية لأن المشتكي والمتخوف من الإصابة بالمرض يكون قبل أن يتواصل معي قد دخل في حاله نفسية الله وحدة يعلمها , ويبدأ يتابع جسده بتمعن شديد وكل علامة بسيطة تظهر في جسده تدور عليه الدوائر ومباشرة يفتح الانترنت ويبدأ بالبحث فيه عن مرض الإيدز وعلاماته وإذا توافقت بعض الأعراض كأعراض الأنفلونزا التي تشبه أعراض الإيدز في أولى أيام الإصابة يدخل هذا الفرد في رعب نفسي ومرض ذاتي ليس له أول ولا أخر , ولأن فكرته قاصرة تماما عن المرض وعن الأعراض والبداية والنهاية يتخوف أيضا من الذهاب إلى المختبرات للتحليل ويبدأ بالبحث عن الأشخاص ذوي العلاقة في صفحات هذه الشبكة العنكبوتية لأنه أأمن وأستر له وأنا ممن يقعون بين أحضاني ويبدءون أسألتهم بسرد مشكلتهم ويقولون بأنهم وقعوا في الخطأ من زنا أو لواط أو غير ذلك ( أجارنا الله من هذه المعاصي ) ويختم سؤاله بقولة ( هل أنا مصاب بالإيدز يا دكتور ؟), وهنا تبدأ معاناتي أنا , واقع بين مسئوليتي الطبية والمسئولية الدينية , ولذلك استغليتها نقطة رائعة في الدعوة إلى الله و الرجوع إليه والتوبة , فأبدأ أذكرهم بالله وبضرورة التوبة قبل أن أتدخل في الجانب الطبي , وأبدأ أذكرهم بأن توبة الله ورحمته واسعة جدا وغير محدودة وبضرورة رجوعهم إلى الله , فأجدهم ولله الحمد يتجاوبون معي بلا تفكير وكأنهم لم يجدوا من يرشدهم إلى الطريق الحق رغم أن منهم ذوي جنسية خليجية ويمنية ومصرية وعراقية وشامية وغير ذلك ومن ثم أبدأ أسأله بعض الأسئلة سواء الخاصة بممارسته للجنس أو بالأعراض الظاهرة ومن ثم أنصحه بالذهاب إلى المختبر لإجراء الفحوصات أطمأنه بسلامته وبأن الفحص للتأكيد , ولكني أربط مسألة الدعوة إلى الله والتوبة وعدم الرجوع إلى الماضي بأمنه وسلامته مستقبلا بعد التهويل بسرعة انتقال المرض من خلال الجنس المحرم وبأن الله سلمه في الأولى مما أدت تلك الإجراءات فائدة مرجوة نسأل الله أن يعيننا على طاعته وشكره وحسن عبادته , وأما المغزى الهام من هذا المقال والتجربة الشخصية هي رسالتين أوجههما إلى ذوي الاختصاص في الجانب الدعوي والجانب التوعوي , فأقول لدعاتنا وعلمائنا ورجال الدين في وطننا العربي عليكم بالاهتمام بهذه الشريحة وما ترتكبه من معاصي أنتم أول من ستسألون عنهم يوم القيامة وأيضا لا تنسوا مغربنا العربي ودوله فهي تحتوي على شريحة كبيرة قابلة بل سهله التشكل والتقبل لدين الله والالتزام بشرائع الله بدلا من صراعاتكم السياسية على كراسي دنيوية أنتم لستم أهلها واهتموا بما أتمنكم به الله , والرسالة الأخرى وهي الأهم لذوي التأهيل والتدريب في مجال الإيدز في بلادنا العربية على وجه العموم وفي اليمن على وجه الخصوص , أنا كنت واحدا منكم وكنت معكم أمشي وأتماشى مع رؤيتكم المكتسبة من الرؤية العالمية في مكافحة هذا المرض والبعيد كل البعد عن التعاليم الإسلامية , وكان جل الاهتمام فقط في كيفية السلامة خلال العملية الجنسية حتى ولو كانت غير شرعية مما أدى إلى فشلها وازدياد العدد المصاب بشكل كبير جدا وانتم أعلم بهذا الحال والأهم عندكم أن ترضوا الداعمين بإجراءاتكم وطرق التوعية , فعليكم أن تشركوا رجال وعلماء الدين من البداية في التوعية من قبل أن يصاب الشخص بالمرض وكيفية الوقاية منه بطرق إسلامية وليس بطرق أوروبية أمريكية وانتم تعلمون ما أقصد بالطرق الأوروبية الأمريكية , وستنجحون بمشيئة الله وتوفيقه في أهدافكم من سلامة أوطانكم وأبناء أوطانكم من هذا الطاعون الخبيث , وسأستمر أنا في الدعوة إلى الله من خلال مرض الإيدز لأني وجدت أرضه خصبة وثماره يانعة والنتائج أكثر من رائعة , والله من وراء القصد )). Yusef_alhadree@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد