نبيل مصطفى الدفعي
الوطن اليمني هو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي والإسلامي وما يدور فيه هو جزء لا يتجزأ منه وربما نقول هو شبيه لما يدور في الوطن العربي والإسلامي خاصة فيما يتعلق بقضايا تسخير الجانب الديني للوصول إلى أهداف ومآرب تتناقض وتتعارض بل وتنبذها الشريعة الإسلامية. هذه الأهداف والمصالح التي يريد الوصول إلى تحقيقها عدد من ما يسمون أنفسهم بالعلماء والمسلمين أو الأمراء المسلمين لبعض الجماعات والفئات كل ذلك حتى ولو على حساب أوطانهم وشعوبهم.
ففي وطننا العربي والإسلامي واليمني جزء منه لا يمانع أو بعض من هؤلاء ممن يسمون أنفسهم بالعلماء المسلمين من تدمير أوطانهم وتفريق شعبوهم وقتل إخوانهم وأطفالهم وحرق نسائهم وتخريب كل ما يتعلق بهم وبدولهم تحت أدعاء ديني باطل يراد به تحقيق مصالح أو مكاسب شخصية لهم ومن ورائهم.
هناك ما هو أسوأ من الموت.. الحياة . وهناك ما هو أسوأ الاثنين معاً . الذين يملكون صكوك الحياة والجنة.
يمنحوها لمن أباحوا ممن والاهم ويمنعونها عمن أرادوا وأسوأ من كل ذلك أن تستخدم تلك الصكوك لتدمير الوطن العربي والإسلامي وقتل الناس أو تصفية الحسابات مع كل من يعارضهم أو يقف ضد مصالحهم وإرهابهم بنيران التكفير والردة واتهامهم بازدراء الأديان والأنبياء والهجوم على الخلفاء الراشدين وتناولهم بالسخرية والتهكم.
ما أسلفته كان جزء من ما أثار مشاعري جراء قراءتي لمقالة تحدث فيه الكاتب في إحدى المجلات عن الوحدة القوية التي تربط اليهود ببعضهم بما في حاخاماتهم والتي تلاشت بل وانعدمت في عصرنا الحالي بين المجتمع الإسلامي والعربي نتيجة الفتاوى والإدعاءات الخاطئة لبعض من ما يسمون أنفسهم بالعلماء المسلمين الموجودين فيم مجتمعنا العربي والإسلامي والتي بفضلهم الزائف تراجعت ولطخت قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف النقي وبدورها تخلفت وتفتت أنظمتنا ووحدتنا العربية والإسلامية في وطننا . وبدورهم حققوا للكفار من اليهود والنصارى نصراً تلو نصر علينا أكان ذلك بقصد أو غير قصد.
كل ما أشرت له أرجوا أن يكون وقفة أسف وحزن مما صرنا عليه وما صار ووصل إليه أعدائنا اليهود والكفار وأن يكن ذلك عبرة لنا والعبر كثيرة رغم إننا أصبحنا أمة لا تعير اهتماماً لأي عبره.
المقالة كانت للكاتب أنور الياسين نشرت في مجلة العربي تحت عنوان الحاخام والتيس "!" وقد أشار الكاتب فيها إلى أن كبير الحاخامات في مدينة نيويورك الأميركية وعمره 91 عاماً واسمه مناحيم شنيرسون أثار ضجة ما زالت أصداؤها تتفاعل في أسواق المال وصولاً إلى استراليا عندما قرر أن يمنح "البركة" الشركة يهودية على وشك الإفلاس فقفز سعر السهم فيها وخلال أسبوع واحد من 4 دولارات إلى 16 دولار "!" قالوا أنها معجزة !
والقصة كما نقلتها إحدى الصحف الأميركية تستحق أن نتوقف عندها لنعقد مقارنة سريعة بن حاخام يرى في بناء الاقتصاد اليهودي طريقاً إلى الجنة، ورجال دين في عالمنا الإسلامي يعتبرون أن تدمير الاقتصاد الوطني لدولهم هو أقرب طريق إلى الجنة "!"
وتقول الصحيفة إن شركة "غريت سنترال" يملكها اليهودي الأمريكي "جوزيف غونتيك" وقد حصلت من الحكومة الاسترالية على حق التنقيب عن الذهب والأحجار الكريمة في إحدى المناطق باستراليا وخلال أعوام فشلت الشركة في العثور على أية "ثروة" تدفع عنها الإفلاس إلى أن خرج غوتنيك على الناس بشريط فيديو يبدو فيه الحاخام الكبير محاطاً بمجموعة من الملتحيين اليهود بملابسهم السوداء وهو يشير بأصبعه إلى تلك المنطقة الاسترالية ومع الصورة يخرج صوت غونتيك ليقول : الحاخام باركني قال إنني وخلال 6 أشهر ، سوف أصيب نجاحاً كبيراً ، أي أن هناك ثروة بانتظاري . واستفاقت استراليا ومعها بريطانيا وأمريكا يوم 3 مارس عام 1992م لتشاهد المعجزة وهي أن الشركة ضربت رقماً قياسياً في مبيعات الأسهم وتعلق الصحيفة ليس أسعار الأسهم وحدها هي ما يثير الدهشة لأن البورصة تحولت إلى مجموعات من المؤمنين بوقوع المعجزة نتيجة بركة الحاخام "!".
بالطبع يمكن الاستنتاج بسهولة أن الحاخام عندما يتحول إلى سمسار فإن القضية برمتها تدخل في باب النصب والاحتيال وتعيدنا أو تذكرنا بأيام تسويق "صكوك الغفران" في روما الكاثوليكية . ولكن ما يدعو إلى الدهشة أنه في عصر الاتصالات والتكنولوجيا ومراكز المعلومات فإن "بركة" رجل دين تكاد تلغي العقل في أسواق المال التي لا تقوم إلا على الأرقام الحسابات والرياضيات وهو ما يذكرنا بقصة ذلك "التيس" ذكر الماعز الذي ظهر في بلد عربي وقيل أن حليبه يشفي من العقم ومن العنه ويجعل النساء تلد توائم فأندفع الناس من كل حدب وصوب - وجاءوا من دول عربية أخرى ليحلبوا التيس "!" وضاق صدر محافظ المحافظة لتلك المنطقة فأمر بذبح التيس "قبل أن نشاهد ولادة حزب..للتيوس"..ويبدو أن الحاخام كان أكثر شطارة فهو من أجل إنقاذ الاقتصاد اليهودي.. قرر تحويل التيوس إلى حزب عالمي! والله من وراء القصد.