عبد الغني يحيى الأبارة
تلعب المؤسسة الاقتصادية اليمنية دوراً محورياً في التنمية الوطنية وفي تحقيق الاستقرار التنموي ويسجل لهذه المؤسسة دور ريادي في تسريع وتفعيل عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية من خلال دورها التنموي الذي طال مختلف الجوانب التنموية تقريبا وهي جوانب لا تقف في النطاق الاستهلاكي بل هي حاضرة في جوانب التصنيع والإنتاج والتوزيع والاستثمار من خلال شبكة واسعة من الفروع والنشاطات الاقتصادية المتعددة.فالمؤسسة تعمل في أكثر من اتجاه ونجدها حاضرة في ذاكرة المزارع اليمني وذاكرة المنتج والمستهلك لتشكل بدورها وحضورها المكثف في قطاع الخدمات والتسويق والتوزيع و الإنتاج والتسويق وتوفير كل متطلبات المواطن بكل يسر وسهولة وأسعار مقبولة تتيح لكافة الشرائح الاجتماعية الاستفادة من خدمات المؤسسة وهذا هو النجاح الذي يستحق التقدير الشعبي ويستحق وبصورة خاصة حمايته وحماية من يقف خلف مثل هذا النجاح الذي يعد وفق فلسفة السوق وقوانين وشروط العمل الاقتصادي نجاحا متميزا واستثنائيا، إذا ما أدركنا حجم التحديات التي تعترض المسار الاقتصادي ليس لبلادنا بل لكل البلدان النامية، في ظل نظام السوق الحرالذي يمثل وجود المؤسسة الاقتصادية اليمنية فيه عامل هام يكفل نجاح تجربة اقتصاد السوق على المستوى الوطني بما لهذه المؤسسة من دور استراتيجي في تعزيز وتكريس نجاح الانفتاح الذي لن يكون متاحا بالمطلق منذ اللحظة الأولى ولكن نجاح اقتصاد السوق وحرية الانسياب التجاري والاقتصادي ظواهر نجاحها مرهون بتقبل السوق والمستهلك للقيم الجديدة، لذلك يشكل وجود هذا المرفق التنموي عامل استقرار يساعد فكرة الانفتاح على البقاء حتى يكون المستهلك الوطني قادر على استيعاب قوانين وأنماط التحولات الاقتصادية الجديدة.. ناهيكم عن أن وجود هذه المؤسسة حال دون تفشي ظاهرة الاحتكار في السوق اليمنية وبالتالي نجد هذه المؤسسة تمثل الملاذ لكل مواطن في بلادنا وقد أثبتت الفترة الماضية تأكيد دور المؤسسة الحيوي من خلال ما قدمته وتقدمه في سبيل خدمة الوطن و المواطن وما شهدته الأسواق في الفترة الماضية من ارتفاع أسعار مادة القمح والدقيق الذي يمثل الهم الأكبر في حياة المواطن خير دليل على ذلك حيث سارعت المؤسسة الى توفير المواد الغذائية في كل مديريات الجمهورية بل في كل الأسواق ومناطق التجمعات السكنية مما دفع البعض في تلك الفترة ممن تضررت مصالحهم القيام بحملة ظالمة لتشويه دور المؤسسة لكنها باء ت بالفشل ومن الانجازات التي تحسب أيضاً للمؤسسة قيامها بتوفير مادة الخبز وذلك من خلال افتتاح المخبز المركزي الآلي لإنتاج الخبز بهدف حصول المواطن على مادة الخبز بأسعار مناسبة وبمواصفات وجودة عالية في امانة العاصمة والعمل على توسيعه في المستقبل في بقية المحافظات وقامت المؤسسة بخطوة جريئة عبر شراء محصول القمح من المزارعين في بلادنا باسعار أعلى من سعر السوق وبيعها للمواطنين بالسعر الرسمي المحدد من قبل الحكومة مما أسهم بصورة كبيرة في تطوير إنتاج القمح بالإضافة إلى شراءها الفائض من محصول الطماط لهذا العام وتحملها مبالغ كبيرة للمحافظة على توازن عملية العرض والطلب وحماية المزارع ونشير هنا بان أكثر من خمسة آلاف مزارع يستفيدون من دعم المؤسسة للنشاط الزراعي بشكل عام كما أثبتت دورها الكبير أثناء الأحداث التي مرت بالوطن من أزمات وكوارث طبيعية حيث كانت المؤسسة هي الأداة الأولى للحكومة التى من خلالها تم تقديم المواد والمساعدات العاجلة للمتضررين في المحافظات المنكوبة ودورها الرائد والمشكور من خلال توزيع معونة القمح المقدمة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بنجاح ومرونة وجهود كبيرة بذلتها قيادة المؤسسة في كل المراحل وتحملها تكاليف تنفيذ هذه المهمة و دورها في تقديم خدمة البيع بالتقسيط الميسر للمستفيدين من موظفي الدولة للقطاعين العسكري والمدني خاصة في المناسبات والأعياد الدينية التي تتطلب من المواطن توفير الملابس واللحوم والمواد الغذائية الأساسية التي تتطلبها هذه المناسبات إضافة إلى تطوير منشاتها الصناعية والإنتاجية والخدمية ولم تقف انجازات المؤسسة في كل ما تقدم بل ان المتابع لانجازات ونجاحات المؤسسة يشيد بدورها في المحافظة على العديد من المشاريع الوطنية المتعثرة ولنا ان نأخذ الشركة اليمنية لصناعة وتجارة الأدوية دليل من الواقع المعاش وكيف استطاعت المؤسسة ان تحمي هذا المشروع الحيوي الهام المرتبط بإنتاج وصناعة الدواء بكفاءة وخبرة وطنية والذي كان متعثر وتحت التصفية و بعد تحمل المؤسسة مسؤولية الإدارة قامت بتطوير خطوط الإنتاج وإعادة بناء مصانع الشركة بنمط حديث وبمواصفات عالمية ورفع الطاقة الإنتاجية وزيادة عدد الأصناف الدوائية وتحويله خلال فترة وجيزة من مشروع متعثر الى مشروع ناجح والنموذج الآخر يتمثل في شركة مأرب للدواجن المشروع الذي تعثر وكان معدا للتصفية وقد باشرت المؤسسة بتحمل مسؤولية الإدارة والمساهمة في تطويره ورفع الطاقة الإنتاجية للشركة وتحويله من مشروع متعثر الى مشروع ناجح بالإضافة إلى العديد من المنشآت الأخرى الذي كان للمؤسسة شرف تحمل مسؤولية إنقاذها من التعثر والتصفية كل هذه الانجازات والنجاحات التي حققتها قيادة المؤسسة ممثلة بالأخ المدير العام العميد/ علي محمد الكحلاني وكل العاملين في هذه القلعة الاقتصادية نؤكد من جديد بان المؤسسة الاقتصادية ستظل صمام أمان للاقتصاد الوطني وللمسار التنموي وعنوان أمننا الغذائي وبوابة تطورنا وتقدمنا الاقتصادي بكل أبعاده الصناعية والإنتاجية والتسويقية والاستهلاكية وأن الطموح يبقى اكبر مما تحقق ...