نبيل مصطفى الدفعي
بعد فترة من الزمن تقارب الشهر تغيبت خلالها عن المقهى الذي أشرب الشاهي فيه والتقي بعدد من الأصدقاء والمعارف من رواد المقهى. قررت مؤخراً الذهاب إلى المقهى كعادتي سابقاً وهناك التقيت ببعض من الأصدقاء والمعارف من رواد المقهى الدائمين وهم الوالد توفيق والأستاذ حسن والحاج سالم وأخونا أبو عبدالله وجميعهم من المتقاعدين وبعد أن ألقيت التحية عليهم جميعهم بادروا في بالسؤال عن صحتي وسبب غيابي عن الحضور إلى المقهى خلال الفترة السابقة فطمأنتهم عن صحتي وشرحت سبب غيابي بانشغالي بأمور خاصة بين وبأسرتي وبعد جلوس حضر إلى جانبنا الوالد حميد وهو مبلل بالعرق وقال عفواً يا جماعة على التأخير وهنا أجاب عليه الحاج سالم وقال له ولا يهمك عاده في وقت على الجنازة ثم سأله مالك هكذا مبلل بالعرق :إجابة الوالد حميد تصور نصف ساعة وأنا أدور بسيارتي أبحث عن موقف ولما لقيت حاولت الوقوف وما هي دقائق ألا وأربعة شباب صومال طوقوا السيارة وجميعهم يريدون غسل ومسح السيارة واحد يقول غسيل شامبو تمام والثاني يقول غسل شامبو شراب تاميرات والآخر يقول حاج خرقه بس أما الآخر كان يصيح فيهم أيوه هذا زبون زمان والله . المهم بعد عشر دقائق حاولت التخلص منهم ولكني ظليت خائف لأنه في السيارة كان مسجل البيت الكبير أصلحته وخائف حد يكسر الزجاج ويسرقه عموماً الله يستر وإنشاء الله ما فيش حاجة . وبعد أن طمنه الحاج سالم وقال له الدنيا نهاز وأمان بادرني بسؤال عما إذا كنت أرغب بالذهاب معهم للصلاة وجنازة أحد رواد المقهى المعروفين وهو المرحوم أبو عمر فوافقت ولكني ذهلت وسألتهم ماذا جرى كانت صحته تمام وهو لا يشكو من شيء وهو معهم بحالته المعيشية ومرتاح مادياً . وأضفت طبعاً أنا لا اعترض على قضاء الله وقدره ولكن اعتقد هناك سبب لموته فبادرني الحاج سالم نعم هناك سبب لموته وهو سبب نفسه بنفسه.
وبدوري قلت أرجوا يا حاج سالم أن توضح لي سبب موته الله يرحمه ويرحم الجميع. وهنا تنهد الحاج سالم وبدا يحكي الله يرحمه لا أعرف من الذي أرشده لشرب حبوب المقويات الجنسية وبعد أن فتح اله عليه زيادة بدايتنا ولها بدون استشارة طبيب وكان عمره فوق الستين عام. وكان يحضر المقهى وهو صابغ شعره وشنبه وحلق اللحية ويقول الحمد لله أنا رجعت شباب وتصوروا أنه أم عمر أصبحت تضايق من تلبية رغباتي لأنها عجوز. لهذا قررت أتزوج بنت صغيرة وبالفعل تزوج امرأة أصغر منه وعاش معها في بيت ثاني وهكذا مضى عليه ستة أشهر بعدها تغيب عن المقهى وسمعنا أنه أصيب بمرض القلب نتيجة تناوله هذه الحبوب بشكل يومي بعها تدهورت حالته الصحية ومات بسبب تهوره وطمعه الزائد في الحياة وهكذا كان سبب نفسه بنفسه كما الفنان أبو بكر سالم قال في أغنيته.
هذا وبعد أن استمعت إلى قصة المرحوم أبو عمر الله يرحمه تذكرت أنني سمعت أكثر من مره من الناس أن كثير منهم رجال وشباب يقبلون عن تناول هذه الحبوب المقويه الجنسية ولا ينتبهوا إلى أضرارها ودون إرشادات الطبيب . كما أنني فهمت ووضح من السلالم مثل الحصان وبعد أن تعلم تناول هذه الحبوب صار يصيح لعياله من الشارع ينزلوا يأخذوا أي شيء يشتريه أو يحضره لهم وكيف كان عندما يطلع سلم العمارة ليذهب لبيته كان أول لا يتوقف أما الآن يأخذ استراحة في كل طابق والله من وراء القصد.