بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
هل ترضى "صحيفة البلاغ" بان يسيطر تنظيم القاعدة على محافظة يمنية أو حتى على نصفها ؟ وهل ترضى بأن يفرض التنظيم أفكاره وعقائده على أبناء المحافظة ؟ وهل ترضى بانتشار أعضاء التنظيم بالسلاح بكل أشكاله داخل المحافظة ؟ وهل ترضى بأن يقوم تنظيم القاعدة بتعيين أمراء وحكام في هذه المحافظة يتنازعون مع الحكومة على مناطق النفوذ ؟ وهل ترضى بوجود سلطتين داخل المحافظة سلطة للقاعدة وسلطة للدولة ؟ وهل ترضى بأن يعلن زعيم القاعدة في هذه المحافظة بأن الوضع تحت السيطرة ؟. . . . . . . . الخ !! الجواب سأنقله بحذافيره من ( صحيفة البلاغ العدد 821 بتاريخ 3 ربيع الثاني 1430ه الموافق 31 من مارس 2009م ) وحتى يكون هناك عدلاً فسأضيف من عندي إلى المقال كلمة صعدة وغيرها وسأجعلها بين قوسين ليتأكد القارئ أن "صحيفة البلاغ" تكيل بمكيالين وتنظر بمنظارين فإلى المقال :
خالد عبد النبي حاكم فعلي لأبين !!
( كتب "بسام قائد" : أعطت السلطة المساحة الكافية للجماعات الجهادية المتطرفة ( والحوثية ) في أبين ( وفي صعدة ) للعبث بأمن واستقرار المحافظة ، وفك النسيج الاجتماعي بين أبنائها ، يوماً بعد الآخر نسمع ونقرأ حوادث الانفلات الأمني ، والاستيلاء على مكاتب ومقار حكومية ، ونهب الملايين من الريالات على مرأى ومسمع من الجميع. وفي أقل من ستة أشهر جرى تغيير ثلاثة من مدراء الأمن المركزي بالمحافظة ، طبعا التغييرات جاءت بحسب رغبة الحاكم الفعلي في أبين زعيم جيش عدن - أبين خالد عبد النبي الذي مضى على حكمه ما يقارب ثماني سنوات تقريبا ( وخمس سنوات للحوثيين ) منذ إدارته المحافظة والتدخل في كل السياسات حتى غدا رجلاً لا يمكن تجاوزه أو الحديث عن أبين ( أو صعدة ) دون ذكر اسمه ( أو اسم الحوثي في صعدة ) الرجل الذي أوكلت إليه مهمات عدة من قبل السلطة منها ضرب اليساري الاشتراكي ، وتضييق الخناق عليهم ، وبث الأحقاد والضغائن وكوهابي ( وكحوثي ) متمترس لا يجيد سوى ذلك نفذ مهمته وبكفاءة عالية وبشهادة من السلطة. بيد أن السلطة عجزت عن تليين الرجل وإعادته إلى وضعه الطبيعي بعد أن أجرت عليه عملية الطرق والسحب. اليوم أبين ( وصعدة كذلك ) بحاجة إلى وقفة أو بالأصح وقفات جادة من قبل أبنائها ومن قبل المسؤولين في السلطة لإعادة الاعتبار والمكانة لهذه المحافظة ( ولصعدة كذلك ) ، اليوم يجب أن تهدم الكهوف في جبال حطاط ( وجبال مران ) والمتارس في زنجبار ( وحيدان ) بعد أن أنهى حاكم أبين خالد عبد النبي ( وحاكم صعدة عبد الملك ) مهامه ، إذ لم يعد بحاجة إليها فهو اليوم يمارس نشاطه من خلال دور العبادة.
ليس هناك أسوأ من أن تترك السلطة واجباتها ومهامها وتوكلها إلى أشخاص لا علاقة لهم بالنظام والقانون وفي واحدة من المساوئ تركت السلطة "طور الباحة" ( وتركت مديريات كاملة في صعدة ) في أيادي المواطنين ( وأيادي الحوثيين ) بعد مقتل الصوملي وآخرين كما تركت أبين ( وصعدة ) في السابق ، أمام هذه قد يتساءل المرء أين يذهب حين تغيب الدولة عن مناطق عدة من هذا الوطن الجريح ؟
ما يزال هناك متسع من الوقت أمام الجماعات الوهابية في أبين ( والحوثية في صعدة ) لنشر آرائها وأفكارها ، والعبث بأمن المحافظة ما دامت الدولة وأجهزة الأمن غائبا. . . على الأرجح أن السلطة أعطت خالد عبد النبي حكما ذاتيا مثله مثل محمد الإمام في معبر الذي يواصل نشر بدعه في الأرض ليصل مؤخراً إلى محافظة إب ( وعبد الملك الحوثي في صعدة والذي وصل إلى الجوف ) . . . . إذاً ما الفائدة من السلطة المحلية ممثلة بأحمد الميسري ( وبحسن مناع ) إذا كانت عاجزة عن ضبط الأمن وإعادة الاستقرار للمحافظة ( ولصعدة ) ووضع حد لتلك الجماعات : سؤال طرح للزمن ليس إلا. . ) أ. ه وأذكر مرة أخرى بأن ما بين القوسين في المقال السابق هو زيادة من عندي ليعرف القارئ كيف تنظر صحيفة البلاغ بمنظارين للتمرد على الدولة !! وأيضاً أنظروا كيف كبرت وضخمت صحيفة "البلاغ" ما حصل في أبين وأعلنت الاستنفار. . . الخ المقال !! لكن إليك عجب العجاب في المقال الذي نشرته ( صحيفة البلاغ العدد 838 بتاريخ 6 من شعبان 1430ه الموافق 28 يوليو 2009م ) تحت عنوان :
الصعدنة !!
فقد كتب / غمدان الزعيتري في البلاغ فقال : ( ما يحدث هذه الأيام في بلادنا عامة وفي محافظة صعدة خاصة يجعلني أخرج عن صمتي ومضطراً للحديث عن الوجه المظلم للنظام في تلك المحافظة. فبعد خمسة حروب شنها النظام ضد أبرياء محافظة صعدة البطلة ، كما يسميها صالح ، من دون أية أسباب مقنعة وبعد تهربه من اتفاقية السلام التي رعتها قطر ها هو يجرنا النظام من جديد إلى حرب سادسة من خلال فبركة جديدة هي مقتل السياح الأجانب في المحافظة ، ويسعى إلى زعزعة الأمن من جديد هناك ). . . . وقارن أخي القارئ بين ما جاء في البلاغ عن أبين وما جاء فيها عن صعدة : فالبلاغ تتباكى على أمن واستقرار محافظة أبين ولا تتباكى على أمن واستقرار محافظة صعدة !! بل الأوضاع مستتبة في صعدة لا يعكرها إلا هذه الدولة المارقة التي تتهرب من اتفاقية السلام !!!! وحدثتنا البلاغ عن أسوأ شيء وهو كما جاء في المقال الأول ( ليس هناك أسوأ من أن تترك السلطة واجباتها ومهامها وتوكلها إلى أشخاص لا علاقة لهم بالنظام والقانون ) لكنها انتقت محافظات بعينها - أبين ومعبر في ذمار وإب - أما في صعدة فعندما تستجيب الدولة وتستخدم حقها في بسط السيطرة ونشر الأمن فذلك في نظر صحيفة البلاغ ظلم وزعزعة للأمن !! بالله عليك أخي القارئ أرأيت مثل هذا الفكر المنكوس من قبل ؟ وهل رأيت التباكي الكاذب على أبين والفرح والغبطة لما يجري في صعدة ؟!!
والخلاصة : أننا نريد دولة واحدة لا دويلات متفرقة دولة تنظر إلى الجميع بمنظار واحد وتبسط سيطرتها على جميع ربوع الوطن وتستخدم حقها في بسط الأمن والأمان بكل وسيلة ولا تسمح بظهور الجماعات المسلحة سنية أو شيعية طائفية أو مناطقية أما "البلاغ" فلها رأي أخر يظهر في فلتات اللسان !! وهفوات الكتابات !! وبمعنى أوضح : يجوز عندهم التمرد في صعدة والجوف ولا يجوز في أبين وإب !! والحليم تكفيه الإشارة !!.
الحوثي هو المهدي المنتظر !!!
بعد أن أتحفنا الأستاذ أسامة ساري في "صحيفة الديار"الغراء العدد (98) بحكاية اعتقاد عبد الله عيظة الرزامي بأن حسين الحوثي هو المهدي المنتظر فقال : (على كل الغموض سيد الموقف. . وذلك لا يؤيد صحة وجود خلافات بين عبد الله عيظة الرزامي وبين القائد الميداني عبد الملك الحوثي ، بسبب معتقد الأول في أن حسين الحوثي هو المهدي المنتظر ، وأنه سيظهر ربما خلال عامين من الآن. . الطرفان يجمعهما المبدأ ومنهج قائدهم الغائب في أروقة السلطة. . وكلاهما يعتقدان بحياته وضرورة استعادته مع عدم توقف حركته الجهادية أيا كان الحال ) أدخلنا في حكاية الغيبة لكن في سراديب السلطة وليس في سراديب سامراء !!! وحتى يقنعنا بالغيبة في سراديب السلطة !! وضع الأستاذ ساري عنواناً وهو "في كهف سلمان" - وهو المكان الذي كان يتحصن به حسين الحوثي قبل مقتله - وقد ذكر تحت هذا العنوان إصابة حسين الحوثي وسقوطه ثم دخوله في غيبوبة نتيجة جراح ونزيف ثم نقل لنا ما قالته شبكة ويكيبيديا ومجالس آل محمد على شبكة الإنترنت وعلى لسان بعض رفاقه الذين كانوا متواجدين حينها ثم استفاق الحوثي من الغيبوبة بعد ساعات كما ذكر ساري وبقي يومين في حالة إعياء وإرهاق نتيجة النزيف. . . . . . الخ وبعدها يضع عنواناً جديداً هو "تصوير فوتوغرافي لحالة غيبوبة" ليضفي على مقاله بعض الإثارة فقال : ( وقالوا - الشهود من أنصار الحوثي - أن قائد الجنود صرخ بصوت عال مبديا موافقته على خروج حسين الحوثي من الكهف للتفاهم والحديث. . لكن ما إن خرج الأخير وهو في حالة الإعياء والإنهاك والعطش حتى أحاط به الجنود وانهالوا عليه ضرباً بكعوب البنادق حتى سقط في غيبوبة أخرى ، ثم أطلق الجنود النار في الهواء فرحين بما أنجزوه ) ولن أعلق عليه بل سأكتفي بنقل تعليق الكاتب عادل أمين على ما قال ساري سابقاً !! لعله يترك الغيبة !! ويستفيق من الغيبوبة !! وأقول له أن السهر في الخرافات لمن أعظم الآفات !!
المهدي المنتظر بين الغيبة والغيبوبة !!
تحت هذا العنوان قال الأستاذ عادل أمين معلقاً على مقال الأستاذ أسامة ساري في صحيفة إيلاف العدد 99 بتاريخ 4 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430ه : ( في الفكر المسيحي اليهودي كما في الفكر الإسلامي ثمة غائب منتظر يترقب الناس قدومه ، إنه السيد المسيح (عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام ) الذي ينتظره الجميع في الشرق والغرب ، وبرغم اتفاقهم في التسمية فهم مختلفون في المضمون. فلكل مسيحه الخاص به ، تلك قضية بيد أن المسلمين ( سنة وشيعة ) ينتظرون بالإضافة إلى السيد المسيح مخلصاً أخر سيستلم الرآية منه هو المهدي المنتظر ، لكن المفارقة أن مهدي الشيعة غير مهدي السنة ، فلكل مهديه الخاص به ، وتلك قضية ثانية ، أما الجديد في الأمر فقد اتضح مؤخراً أن مهدي الشيعة المنتظر ليس مهدياً واحداً بل اثنين ، وتلك قضية ثالثة ، وهذا اكتشاف لا ندعيه بل نرجعه إلى أهله ممن كان لهم فضل الأسبقية في اكتشاف هذا الأمر الخطير من مريدي وتلامذة حسين بدر الدين الحوثي غفر الله له.
أحد تلامذة المدرسة الحوثية النجباء ساق لنا ما يكفي من أدلة شافية أثبت من خلالها أن المؤسس الأول للدعوة الحوثية في اليمن حسين بدر الدين الحوثي ما زال حياً يرزق ، وأنه دخل في غيبوبة (صغرى) حينما انهال عليه عساكر السلطة ضرباً بكعوب البنادق عقب خروجه من كهف سلمان بمران / صعدة ، وهو في حالة من الإعياء والإنهاك والعطش الشديد ، بعد خسارته حرباً شرسة مع نظام الرئيس الصالح صاحب الفضل الأول في ظهور مهدي صعدة. . !
عقدة المهدية المتلبسة بروح حسين الحوثي ليست مقصورة على مريديه وأنصاره من العامة فحسب ، بل هي متجذرة حتى في رؤوس بعض القادة من أتباعه بحسب أحد تلامذة المدرسة الحوثية الذي ذهب إلى التأكيد على أن عبد الله عيظة الرزامي القائد الميداني المعروف في جماعة الحوثي يعتقد في أن حسين الحوثي هو المهدي المنتظر ، وأنه سيظهر ربما خلال عامين من الآن !!. .
ويؤكد التلميذ النجيب على أن الطرفين ( عبد الملك الحوثي والرزامي ) يجمعهما المبدأ ، ومنهج قائدهم الغائب في أروقة السلطة ، وكلاهما يعتقد بحياته وضرورة استعادته ، مع عدم توقف حركة الجهاد أياً كان الحال على حد تعبيره ، وهنا فإن عبارة "يجمعهما المبدأ" توحي من طرف خفي بأن ذلك المبدأ ربما يكون اعتقاد عبد الملك نفسه بمهديه أخيه ، مثله في ذلك مثل الرزامي ، مع اتفاقهما بالطبع على جوهر القضية في أن حسين ما زال حيا يرزق في أقبية السلطة بصنعاء. )
ويقول عادل أمين : ( الآن. . وبحسب بعض منتسبي الحوثية فإن أمير الجماعة ومؤسسها الأول حسين بدر الدين الحوثي هو المهدي المنتظر الذي لم يمت في 10 سبتمبر 2004م ( حرب صعدة الأولى ) بل ذهب في غيبوبة قبل أن يذهب به عسكر الرئيس إلى سرداب مجهول !! ، وبالتالي على هؤلاء أن يحددوا موقفهم من الغائب في سرداب سامراء بالعراق ، بعد ما صار لهم غائب منتظر باليمن يترقبون رجعته في أية لحظة ) وأقول : على نفسها جنت براقش !! وليتذكر ساري أن الإثارة ليست في كل الأحوال شطارة !!
صور مزورة !!
رغم وجود صور لجثة حسين الحوثي أثناء نقله من كهف سلمان في صعدة ببطانية وحوله الجنود وصورة أخرى له بعد وفاته نشرتها الحكومة اليمنية - من المفارقات أن صحيفة الديار العدد 98 نشرت الصورتين في نفس صفحة مقال ساري - لم يقتنع الأستاذ أسامة ساري بوفاة الحوثي !! بل هي كما قال تلاعب من قبل محترف !! فيقول ما نصه : ( وفي تلك الحال من الغيبوبة تم التقاط الصور الفوتوغرافية للسيد حسين بدر الدين الحوثي وآثار الدماء والجراح التي خرج بها من الكهف على جسده. . وتلك الصور لا تعتبر لدى الكثيرين وثيقة صادقة على ما أعلنته السلطة حينها عن مقتله. . خاصة أن أسهل ما يمكن أن يقوم به المبتدئون على الكمبيوتر هو التلاعب بها من قبل محترف ؟! ) ولو جاريناه لقلنا أن الصور التي تظهر القائد العسكري لطالبان الملا داد الله وعدي وقصي أبني صدام وأبا مصعب الزرقاوي في حالة الموت كلها صور مزورة تلاعب بها محترف !! وعندها نصبح أضحوكة في أعين البشرية قاطبة لأننا نكابر مكابرة لم يسبقنا إليها سوى عبد الله بن سبأ !! حيث تذكر كتب الزيدية وغيرها مكابرته وإنكاره لموت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه !! يقول العلامة الزيدي نشوان الحميري - رحمه الله تعالى - في كتابه الحور العين ص206 : ( وقال عبد الله بن سبأ للذي جاء بنعي علي عليه السلام إلى المدائن : لو جئتنا بدماغه في صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ) !!!!!. <