حمد بن جاسم الحربي
منذ فترة من الزمن لم استطع زيارة اليمن بسبب انشغالات الحياة ومتطلباتها وفي هذه الأيام سمحت لي تلك المشاغل لزيارة بلد الحضارة اليمن السعيد .
لا شك أن اليمن أرضا وإنسانا لاتماثلها بلد من جميع النواحي فاليمن تتمتع بأرض خصبة وجو رائع ومتنوع بحيث أن اليمن تجد فيها الفصول الأربعة في آن واحد فهنالك مناطق تجد ألجوفيها حارا وفي أخرى تجده باردا ,كما أن السكان يتمتعون بصفات نادرة من حيث الكرم والطيبة والأخلاق النبيلة والتواضع الجم .
أن المتتبع لمسيرة التاريخ الاجتماعي للجزيرة والخليج يجد أن اعرق العوائل العربية التي تعيش حاليا في الخليج تستمد جذورها الاجتماعية من اليمن السعيد إلا انه مع العوامل التي طرأت عبر مسيرة التاريخ في المنطقة ككل ضعفت تلك الوشائج والروابط الاجتماعية وان شئت فقل تلاشت بالكلية وساعد في ذلك التلاشي انشغال دول المنطقة في شؤون داخلية ومشاكل سياسية لكن مع كل ما حدث فلا تزال عروق تلك الوشائج تنبض ولا تزال الروح الاجتماعية تتنفس وتحتاج إلى رعاية تامة من قبل المعنيين حتى تكتمل فيها العافية الاجتماعية من جديد .
خلال زيارتي هذه إلى بلدنا الأم اليمن السعيد بعد سنين قليلة وجدت تطورا ملحوظا في جوانب كثيرة سواء في الطرقات أو في غيرها من البنى التحتية لكن رغم كل ذلك فاليمن السعيد بحاجة ماسة إلى الاهتمام في كثير من الجوانب بدء من تطوير مطار صنعاء الدولي الذي يعتبر البوابة والوجهة الأولى لليمن السعيد وانتهاء بتحديث الحدائق والمنتزهات السياحية إضافة إلى كل ما سبق فالدولة معنية بتوعية المواطنين بمفهوم الحداثة والتطور في نواحي عدة ولاشك أن الشعب اليمني الشقيق سرعان ما يتقبل مثل هذه الأمور إن طرحت بشكل جدي وفعال.
لاحظت خلال زيارتي هذه لليمن أن هذا البلد يتعرض لظلم وإجحاف كبيرين من قبل الإعلام العربي والأجنبي على السواء فكثير ما نسمع عن انعدام الأمن وانتشار القلاقل في الساحة اليمنية بشكل مخيف وكنا نصدق مثل هذه الادعاءات الخاطئة لكن عندما وضعنا أرجلنا في ارض السعيدة تبين لنا أن تلك الأقاويل الإعلامية لا تتعدى كونها حرب ظالمة ضد هذا البلد العريق وتخدم جهات لا يسرها صفاء صورة اليمن الحقيقية وهذا ما يحز في النفس ويؤلم الضمير!!!
كل أمنياتنا لليمن العزيز التقدم والرقي في جميع المجالات كما أن أمنياتنا تنصب على إنهاء الخلافات الجارية وقطع دابر كل متمرد على تراب اليمن السعيد ونتمنى من دولة الرئيس صالح أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار بلد الحضارة اليمن وهذا ما نأمله ويامله كل محب لليمن أرضا وإنسانا وشكرا أيتها السعيدة ودمتي رافعة الرأس أمام المتآمرين والحاقدين في الداخل اليمني والخارجي الأجنبي والى لقاء آخر بحول الله في زيارة أخرى.<
*محامي وكاتب بحريني
