عصام المطري
ساحات الألم والحزن والمعاناة من أقبح الساحات على الإطلاق ، فهي المعاناة النفسية التي تخلق الأمراض النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب، وتخلف الدمار، وظلمات اليأس ، فماذا تنتظر من شاب مهدود الجسم حزناً ، ومتعب النفس ألماً؟!.. طبعاً لا يعول عليه شيء فهو طاقة هامدة ساكنة معطلة جار عليها الزمن، بيد أن الجهل وقلة الوعي والإدراك هما السبب في استحالة الإنسان إلى طاقة هامدة معطلة.
ففي اليوم الواحد تخسر الأمة اليمنية عشرات الشباب ، ومئات الأطفال ،و آلاف الشيوخ ، ممن يدهسهم إطار الحزن والألم بفعل قلة الوعي كما أسلفنا، ونظراً لتدني المستوى الثقافي والعلمي ، فالمعاناة بالألم ،والمعاناة بالحزن لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يحل المشكلة، فما فائدة الألم والحزن ومن ثم اليأس والقنوط ، فالمؤمن عليه أن يرجع إلى إيمانه ، فالحزن لن يرجع الميت كما أن الألم لن يعيد تلك الخسارة المالية الفادحة ، فهذا قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى وعلينا أن ندرس سبب الخسارة المالية من أجل أن تتلاشى المسببات والأخطاء في صفقة قادمة المهم أن نفوض الله سبحانه وتعالى وهذا مقتضى الإيمان.
إن اليأس والقنوط لا يجتمعان مع الإيمان، فالإيمان طاقة روحية تبدد الهموم والأكدار والأحزان وهو مضاد طبيعي ذو فاعلية أكيدة لليأس والقنوط ، فلا يأس ولا يقنط إلا الإنسان البعيد عن الله ، فإذا اجتمعت عليك المصائب والأكدار والهموم والأحزان اضرع إلى الله عز وجل وقم توضأ وصلي ركعتين تنسى كافة الهموم والأكدار والأحزان وساحات الألم ، فلا يرثى لحال إلا لحال الإنسان المسلم الغافل عن طاعة الله عز وجل الذي يعاني في هذه الدنيا الشيء الكثير ،ويتألم ويتوجع كثيراً.<