كروان الشرجبي
إن مما ابتلى به مجتمعنا اليمني انتشار ظاهرة الثأر تلك الظاهرة الخطيرة التي تحصد بين الحين والآخر أرواحاً ونفوساً معصومة وتوشك في كثير من حوادثها أن تهلك الحرث والنسل لتغدو أكثر الظواهر التي تؤرق الدولة والمواطن على حد سواء بالنظر إلى أثرها السلبي على أمن الوطن والمواطن وعلى سمعة البلد خارجياً.
إن استمرار هذه الظاهرة وما من شك يشكل خطورة على الوطن اجتماعياً الذي تبذل فيه الدولة جهوداً من أجل القضاء على هذه الظاهرة نجدها تتوسع وتنتقل إلى أماكن جديدة لم تكن منتشرة فيه من قبل، إذن ما السبب في انتشار هذه الظاهرة؟ ماهو العلاج الذي يجب علينا أن ندفع به في اتجاه القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
إن أسباب انتشار هذه الظاهرة هو "الجهل والعصبية المقيتة وهي تأطير النفس في جماعة سواء كانت جماعة قبلية أو منظمة أو حزب والسبب الأخر هو حمل السلاح في المجتمع".
أن هذه الأسباب تؤدي إلى انتشار ظاهرة الثأر ولكن من المعلوم أن لكل مشكلة حل وعلاج وظاهرة الثأر لا تنتهي عند المعالجات الأمنية فقط لكن تنتهي من خلال "المعالجات الثقافية والاجتماعية والأمنية" فمثلاً من هذه المعالجات البت الفوري في قضايا القتل العمد من أجل قطع الطريق على صاحب الثأر، فعندما يرى أن دم وليه يهدر وأن هناك مماطلة في تطبيق إقامة الحد على القاتل فإنه يشعر بالظلم والقهر فلا يجد أمامه حلاً سوى أن يأخذ حقه بيده والواقع خير شاهد فبعض قضايا القتل لا زالت ضائعة في أرشيف المحاكم، وهذا تصور بسيط لأبعاد المشكلة وأسبابها.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM