محمد أمين الداهية في هذا الزمن العاتي المليئ بالحمقى ومن لا يرعون في خلق الله إلاّ ولا ذمة ثمة تصرفات همجية يندى لها الجبين، هذه التصرفات تأتي تزامناً مع انعدام الضمير الإنساني وإختفاء الرقابة. وعدم الإحساس والشعور بالمسؤولية والأمانة التي يبدوا أنها استبدلت بالأذية.. الكلام كثير وكثير والمقدمة عن ما أريد التطرق إليه تكاد لا تنتهي، ولكن ليسمح لي عزيزي القارئ أن نخاطب سوياً الجهات المعنية وبالتحديد هيئة مستشفى الثورة العام ووزارة الصحة ووزارة حقوق الإنسان، في قضية لإحدى الحالات في مستشفى الثورة العام والتي تعبر عن مئات الحالات والتصرفات المشابهة.. يا مستشفى الثورة ما هو الذنب الذي إرتكبه هدوان حتى يعاني لحظات مريرة يستحيل أن ينساها وهو يحتضن ابنه المولود بعد أن تم إخراجه من المستشفى بحجة عدم وجود حضانة ليذهب بمولوده بعد ذلك إلى أكثر من مستشفى في أمانة العاصمة علّه يجد حضانة لمولوده الذي ظل يصارع الموت ويلهث أنفاسه التي عجزت عن أن تجد نسمة هواء تزيح عنه ذلك الإختناق الذي تبرأ منه مستشفى الثورة ورفضت بقية المستشفيات تقديم المساعدة لهذا المولود الذي لفظ أنفاسه بيد أحضان والده الذي لن ينسئ أبداً أن أطباء الرحمة في أرض اليمن والحكمة تحولوا إلى وحوش كاسرة بعد أن أهملوا واجبهم وتخلوا عن مسؤوليتهم؟ أيعقل أن يعجز مستشفى الثورة العام عن توفير حاضنة لمولود ولد في هذا المستشفى إثر عملية جراحية أجريت لوالدته؟ ألا يتحمل المستشفى مسؤولية هذه الحالة؟ وهل يعقل هذا العجز الذي أدى بدوره إلى وفاة مولود ظل والداه ينتظران قدومه بفارغ الصبر؟ وأخيراً أتساءل إذا كان هذا المولود ابن وزير أو ابن شخصية مرموقه أو حتى ابن مدير المستشفى أو أحد الأطبا الأفاضل، هل كان سيواجه المصير الذي آل إليه هدوان وطفله؟ هل فعلاً كان الأطباء سيقومون بالدور نفسه ويتم إخراج المولود بصحبة إرسالية إلى مستشفى آخر هذه الإرسالية يعرف الأطباء جيداً أنها لا تسمن ولا تغني من جوع؟ وهل كانت المستشفيات الأخرى سترفض إستقبال هذه الحالة التي تخص ابن الوزير أو المسؤول الفلاني؟ الكلام كثير جداً لكني أكتفي بهذا ونسأل الله أن يعين هذا الوطن وأبناءه البسطاء وأنا أجزم بأن إدارة مستشفى الثورة غير راضية عمّا ما يحدث وستتخذ الإجراءات اللازمة. وإلا فعلى الدنيا السلام
