نبيل مصطفى الدفعي
لا أحد يستطيع أن ينكر أو يعترض على القول أن الأمة العربية تمر في زمننا الحالي بمرحلة خطيره تمس كرامتها واحترامها بل وأكثر من ذلك التطاول حتى على وجودها ليس كشعوب أو أرض فقط بل قيمها ومكانتها الفاعلة وقدرها على الصعيد العالمي. من ذلك يمكن القول أن أزمة الإنسان العربي بقاء أو انقضاء أو استمرار يقاس بقدر التعاون والتكافل والتكامل والتعاضد والتمسك بحبل الله سبحانه وتعالى جوانب الحياة المختلفة. ومع ذلك فإن البعض منا الذين أصابتهم أمراض الحسد والحقد المظلم وعمى العيون والبصيرة.. وشلل الحس السياسي والوطني لا يميزون، بل لا يدركون ما يقال وما لا يصح أن يكون محلا للمقال.
اعتقد أن أزمة الضمير العربي في هذه المرحلة قد يعود مردها إلى تأثير التكتلات الدولية ومثالها الإتحاد الأوربي من ناحية ومن ناحية أخرى المكانة الدولية للولايات المتحدة الإمريكية والتي اضحت القوة الأحادية التي تحرك بل تتحكم في مجريات السياسة الدولية تعطي من تشاء وتعصف بمن لا تريد وهو ما ينعكس سلبياً على إرادة الأمة العربية. ونضرب مثلاً في هذا المقام بما تشهد أرض الرافدين " العراق" حارسة البوابة الشرقية للأمة العربية وما صار إليه حالها وآل إليه شأنها. وكذلك فإن الأحداث الأخيرة التي تفجرت منذ سبتمبر " أيلول" الماضي وما يحيق بالأشقاء ابناء فلسطين المحتلة من ضروب البطش والغطرسة والطغيان بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة التي لا تكف امريكا عن تزويد العدو الصهيوني بها لكي تضمن أن تكون أقوى قوة ضاربة في الشرق الأوسط بل أن تتصاعد الهيمنة والقدرة على البطش بكل الدولة العربية والإسلامية. ان عمى البصيرة والبصر وفقدان القدرة على التمييز والفرق الفارق بين العدو والصديق قد اعمى البعض منا عن دور اللوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية بل والتأثير على قرارات الرئاسة الامريكية بالإضافة إلى ما تبذله من جهود بعض رموز السياسة الأمريكية لكسب رضا اللوبي الصهيوني.
وللأسف في حين أن نظراً منا قد شحذ كل أسلحته لبث الفرقة واصطناع معركة طواحين الهواء وصولاً لأن يكون له صوت حتى لو كان من قبيل الصياح والنباح وافتعال معارك وهمية للإمساك بالخناق والفرقة والشقاق بديلاً عن التضامن والوفاق وهو امضى الاسلحة التي يتمناها العدو الصهيوني.
لذلك فإن استظهار واستيطان ما ثبته قناة الجزيرة يكاد يكون قاطعاً في دلالته في هذه المرحلة بالذات ولا يصدر إلا من عملاء وعمالة للعدو الصيهوني. وبخاصة في هذه الآونة التي تشهد تكثيف الحملات العدائية على النظام الجمهوري اليمني وبعض الأنظمة العربية والإسلامية وعلى بعض رموزها ممن نذورا انفسهم للدفاع عن وحدة وحقوق شعوبهم العربية وعلى مدى عشرات السنين من الزمان. عطاء.. تضحية وفداء يصاحبه انكار للذات والتزام في صمت ولكن في كبرياء أخيراً نقول أنه ولئن ارتفعت اصوات تنادي بذلك فإنه لا ضرر ما دامت القافلة تسير ولا ضرار أن تظل الكلاب تعوي ولكن السؤال يفرض نفسه عن سبب الحملة الهوجاء وعمن يختفي وراءها والغاية منها وخفافيش الظلام التي تغذيها وتنميها وتدفعها للتطاول والكذب والادعاء والزعم والإفتراء؟.
إن السهام الطائشة المسمومة التي يصوبونها إلى صدور الذين يشهد التاريخ لهم حضارة ووحدة وإيماناً ودفاعاً عن شرف وحدة الأمة لن يزعزعهم شيء لأنه قدر اليمن أن يتوحد .