;

مطلوب يمننة الخدمات المنزلية 690

2009-08-18 06:00:40

شكري عبدالغني الزعيتري

بالأسبوع الماضي زرت احد أصدقائي إلى منزله إذ وقد تعرض لمرض وأدعو الله تعالى أن يرزقه الشفاء فحين وصلت ودخلت منزله صد وجلست بالقرب من مرقده إذا به وقد اتصل هاتفيا إلى عائلته يطلب لي مشروب الضيافة وبعد مرور قلة من الدقائق دخلت امرأة حاملة مشرب الضيافة وصحن حلوى وكانت (أثيوبية) الجنسية كما قال لي صديقي حين سألته استمر حديثا وتفقد أحواله وصحته وبعد الانتهاء وعدته وانصرفت بالخروج من منزله عائد إلى منزلي. وبينما أنا أسير بسيارتي أقودها عائدا إلى منزلي ذهب بي عقلي إلى التفكير بتلك ا المرأة الأثيوبية واسأل نفسي من باب التعجب قائلا لها : هل توفرت فرص العمل لدينا في اليمن حتى أصبحت العمالة المحلية تقل لتغطية فرص العمل المعروضة فأصبح (العرض أكثر من الطلب ) وذهبت بي ذاكرتي استعيد ما أصادفه في كثير من الأوقات ممن اعرفهم من العاطلين و العاطلات عن العمل من اليمنيين وهم يجوبون الشوارع والأزقة وكل مواقع العمل للبحث عن فرصة عمل. وأتذكر ما ورد في الإحصائيات الرسمية التي تقول بان من يعانون من البطالة في اليمن والذين هم غير نشطين اقتصاديا أي الذين لا يعملون وصل عددهم إلى (6574000) نسمة من عمر ( 10 سنوات فأكثر) من إجمالي السكان وان ظروف الغلاء والبطالة أدت إلى تزايد معاناة المواطن من ظروف معيشية صعبة مما ترتب على ذلك اتساع هوة الفقر إذ أن هناك ما يزيد عن (أربعه مليون ) يمني يعانون من الفقر ويحصلون على ما يعادل اثنين دولار باليوم وعدد (ثلاثة مليون ) يعانون من الفقر المدقع ويحصلون على ما يعادل دولار واحد باليوم ولا تتوافر لديهم الاحتياجات الغذائية الأساسية حسب تقرير الأمم المتحدة وكنتيجة لمعاناة كثير من الأسر لحالات الفقر. فقلت في نفسي حينها لو انه تم إتاحة فرص العمل وتقديم الخدمات المنزلية لنساء يمنيات بدلا عن استيراد النساء لأجنبيات من ( أثيوبيا و والفلبين وسيرلانكا والهند وغيرها ) ممن يتم جلبهن للعمل في أداء خدمات للمنازل لدي كثير من أصحاب المال المترفين ومن أصحاب السلطة النافذين اليمنيين في اليمن وبالتالي يسهمون في تخفيف شيئا ما من تفشي البطالة والتخفيف من معاناة كثير من الأسر جراء الفقر المدقع بسبب بطالة شبابها من أولاد وبنات.

وحين وصلت إلى منزلي واتصلت بأحد مسئولي وزارة العمل ممن اعرفهم لأسأله وقد جهزت القلم والورقة لأدون إجاباته. وبعدها أخذت الآلة الحاسبة وبدأت احتسب تكاليف مالية ونفقات تصرف مقابل استخدام امرأة أجنبية تجلب لأعمال منزلية وبين تكاليف مالية ونفقات تصرف مقابل استخدام امرأة يمنية يستعان بها فطهر لي ما يلي : من الناحية الاقتصادية لرب الأسرة اليمنية ظهر بان متوسط تكاليف ونفقات المرأة الشغالة الأجنبية عند جلبها للعمل المنزلي إلى اليمن لدي أسرة يمنية يكون تحمل رب الأسرة بان ( يدفع رسوم إقامة لسنة مبلغ (10500 ) ريال + يدفع قيمة استخراج ترخيص عمل تحت اسم (مربية ) ويصدر من مكتب العمل مبلغ (12000 ) ريال + يدفع قيمة فحوصات طبية تفرضها وزارة الصحة عند دخول الشغالة الأجنبية إلى اليمن مبلغ (80 دولار ) بما يعادل ( 16000 ) ريال + يدفع قيمة تذكرة سفر سنوية للشغالة الأجنبية (ذهاب وإيابا ) لبلدها تقدر بمتوسط مبلغ ( 120000) ريال وعلية يكون إجمالي النفقات السنوية ( 158 ألف و500) ريال + متوسط النفقات الشهرية وهي التزام المستخدم اليمني بتوفير السكن لها وكثيرا ما يكون غرفة مع الحمام تحجز في منزل المستخدم للشغالة الأجنبية المجلوبة وان قدرنا قيمة تكاليف السكن بتكلفة (15000 ) ريال + التزام المستخدم اليمني بتوفير المأكل والمشرب الذي يتكفل به المستخدم للشغالة الأجنبية وان قدرنا قيمته سيكون متوسط تقريبي بتكلفه (20000) ريال + الراتب الشهري الذي يمنحه للشغالة الأجنبية كحد ادني قدرة (250 دولا ) أي ما يعادل ( 50000 ) وعلية أن جمعنا مصاريف الشغالة ونفقاتها السنوية + مصاريفها ونفقاتها الشهرية والتي تصرف طيلة العام ستكون ( مليون و178 ألف و500 ) ريال وان قسمنا المبلغ الإجمالي هذا على جميع شهور السنة (12 ) شهرا سيكون حقيقة تكاليف ونفقات الشغالة الأجنبية شهريا مبلغ ( 98000) ريال. بينما هذا المبلغ لو تم استخدام أمراه عاملة ( يمنيه) سيصرف لها كراتب شهري (نصف هذا المبلغ (45000 ) ريال ويكون بهذا. أولا وفر المستخدم اليمني رب الأسرة لنفسه نصف المبلغ وثانيا أسهم بإعالة أسرة يمنية بان حفظها من جوع وفقر وثالثا أسهم في التخفيف لأحد معضلات يواجهها الوطن وهي ( البطالة ). ما أن تحدثنا عن الأضرار من الناحية النفسية والتربوية والاجتماعية التي قد تنعكس من جراء استخدام شغالة أجنبية وعيشها بداخل المنزل مع العائلة والأبناء فالأضرار قد تأتي من عدة نواحي إذا تم اختلاطها بالأبناء و الأطفال ومنها نمو العاطفة لصالح الشغالة الأجنبية وعلى حساب العاطفة للأم وعلى حساب تعلق وحب أبنائها بها كأم. وخاصة إن كانت المرأة الأجنبية (الشغالة ) حنونة ورحيمة بالأطفال وتغمرها العاطفة الفياضة تجاه الطفل. أما إن كانت الشغالة الأجنبية تتصف بالخبث فإنها قد تلحق الأذى بالأطفال إذ قد تسعي لإفراغ أحقاد دفينة تضمرها ضد الأسر المترفة وانتقاما لحالة الفقر التي تعيشها أو انتقاما لمعاملة ربة أو رب الأسرة لها إن كانت قاسية من خلال استخدام الضرب ومعاملة القسوة للأطفال ويحدث هذا كلما خرجت الأم عن منزلها وتركت أطفالها لدي الشغالة الأجنبية وهذا يوجد لدي الأطفال عقد نفسية في المستقبل عند الكبر. أضف إلى انه قد تحدث أمراض منقولة من مجتمع أجنبي بلد الشغالة الأجنبية ولا يدري بها رب البيت ولم تكتشفها فحوصات وزارة الصحة لأنها فقط تفحص (فيروس الكبد والايدز ) فتنقل بالعدوى لأفراد الأسرة. . أضف إلى التدهور الذي قد يحدث في لغات تحدث الأطفال والذي يزيد من صعوبة وسهولة وسرعة تحدثهم بالعربية وقد تعكس هذا الاستصعاب لدي الطفل بعقدة نفسية مستقبلا تجاه التعليم. . أضف إلى الممارسات غير الأخلاقية التي قد تكون من الشغالة الأجنبية وبشكل خفي بعيد عن أنظار ومتابعة ربة الأسرة وخاصة إن كان في المنزل أولاد مراهقين. . أضف إلى التأثر بممارساتها وسلوكياتها المتحررة لدي بنات الأسرة اليمنية ممن هن في سن المراهقة وبما قد يلحق الضرر ويشهوه الأخلاقيات لدي أبناء الأسرة اليمنية وخاصة إن كانت الشغالة غير مسلمة وقد حدثت هذه المشاكل لدي أسرة كثيرة في دول الخليج إذ تفسخت أخلاق أبنائها وتميعوا. اخلص إلى القول أن كان رب الأسرة أو ربة الأسرة غير واعين ولا يبالون ومنشغلين كلا في أحواله عن أولادة فلماذا لا تتبني وزراه العمل موضوع منع استيراد وجلب العاملات الأجنبيات واللاتي يجلبن من قبل أرباب الأسرة المرفهة للعمل في منازلهم بان يتم (يمننة الخدمات المنزلية الداخلية باستخدام الشغالات للأعمال المنزلية وتربية الأطفال يمنيات ). وحين طرحت هذه القول على احد مسئولي وزارة العمل. قال لي بان إحضار شغالات أجنبيات لغرض الخدم المنزلية (ممنوع وغير مصرح به ) من قبل الوزارة.

فقلت لهو وكيف دخلن الأجنبيات العاملات في المنازل إلى البلد. . ؟ فقال لي تحت مسمى (مربيات ) فلوائح وقوانين الوزارة تسمح باستيراد وجلب مربيات للأطفال وتمنع جلب واستيراد الشغالات في الخدمات المنزلية. ولهذا فان أرباب الأسر المستوردين لنساء شغالات أجنبيات يكون تحت مسمي مربية أطفال وهذا ما يتم تسجيله في تراخيص العمل الصادرة من مكاتب وزارة العمل، فقلت في نفسي سبحان الله على هذا الاحتيال فلم يترك الناس الاحتيال حتى فيما يخص الشئون الخاصة وليس فقد العامة

البريد الالكتروني

s_hz208@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد