علي منصور مقراط
في هذه الأيام المشحونة التي تعيشها مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين والأخبار المتواترة منها التي يعرفها ويسمع عنها الشعب اليمني لا سيما بعد الأحداث الدامية والمؤلمة الذي شهدها نهار الخميس 23 يوليو بعد المهرجان الذي أقامته عناصر ما تسمى بالحراك الجنوبي والتي ما زالت تداعياتها وجروحها الحزينة تخيم بظلالها على أجواء عاصمة أبين والمشهد كئيباً وخطيراً وحذراً.. فإنه في الوقت الذي صمت الكثير وبرزت سلبية البعض المفرطة ومنهم قيادات ومسئولين بارزين اختفت وجوههم ويراقبون الأوضاع عن بعد تجنباً أن يحسبوا على هذا الطرف أو ذاك مما بدا الحال في زنجبار غير طبيعي وزاد غياب معظم المسؤولين عن مكاتبهم واخص هنا مساعد المحافظ م. أحمد الميسري الذي أصبح مثقل بقضايا ومشكلات كبرى يساعده في المسؤولية والمواقف المواجهة الوكيل الأول للمحافظة المناضل محمد صالح هدران وقلة قليلة من المدراء المحترمين والشخصيات الطيبة التي تساهم بجهودها الذاتية لمعالجة الأوضاع وأبداء الرأي والنصيحة بتجرد وحيادية ونكران ذات.. لكن الأرجح أنه وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة برز على ساحة المشهد دور منتدى الوحدة اليمنية الثقافي الاجتماعي بالمحافظة بقيادة السياسي المجرب والإعلامي المعروف المناضل محمد الحاج سالم الشحيري الذي فتح أبوب المنتدى للفعاليات السياسية والقيادات والنخب وممثلي منظمات المجتمع المدني وقادة الرأي الصحافيين والإعلاميين والأدباء وعلماء الدين وأئمة المساجد وغيرهم.. حذا المنتدى المتألق كعادته يجمع هذه الفئات بمختلف ألوان طيفها السياسي في لقاءات وندوات وفق برنامج عملي مكثف نفذ منها حتى الآن نحو ثلاث فعاليات وتركزت المحاضرات والنقاشات والآراء حول الأحداث والمستجدات الراهنة بالمحافظة وعاصمتها زنجبار وقد كانت الأطروحات أيضاً عن المشكلات المختلفة التي يعاني منها أبناء المحافظة في المجالات الخدمية والأمنية والحوادث الأمنية المزعجة والمقلقة على حدٍ سواء..
الحاصل أنني وفي إحدى الفعاليات التي استضافها المنتدى وحاضر فيها المكلف بالقيام بأعمال مدير فرع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي م/ أبين الأستاذ عبدالمجيد الصلاحي المشهود له باللباقة والربط في الحديث بطلاقة وعرفه الجميع كصوت متكلم في قاعة دورات محلي المحافظة.. لكن ما شدني في محاضرة الصلاحي الإسهاب في رصد المستجدات بتوسع وصال وجال جملة من القضايا ومنها الحوار وإلخ... وتهرب ولم يفصح عن سبب تردي أوضاع المياه وانقطاعاتها وهو المسؤول الأول المعني ومضى عليه أكثر من شهرين .. أيضاًَ كانت الملاحظات تحمل مرارة الشكوى من الجميع وحين جاء دوري بصعوبة للحديث تساءلت عن الحلول والمبادرات والنتائج المفيدة التي لابد أن تخرج بها هذه الفعاليات والتي تتطلب لقاء عام يظم أولاً واجهات زنجبار والنزول إلى الشارع لوقف الطوفان الواضح في نفوس الناس وبذل المساعي للمعالجات ووقف التداعيات والتوترات القابلة للانفجار لا سمح الله وستكون المأساة أكبر..هذه الآراء وغيرها طرحتها بغضب وانفعال ولكني اعتقد أنها الأهم لأن الشكوى والهجوم على بعضنا في هذا الوقت الصعيب غير مفيد.. وأرى أن يوجه المحافظ بالتحضير لعقد لقاء عام يضم المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية الذين يمثلون كافة القبائل والتجمعات السكانية بالمحافظة لوضع أمامهم الصورة والحقائق وهم محط الثقل والتأثير قد يلعبون دوراً ملموساً في التهدئة وإرشاد الناس من النزق إلى الهاوية والحوار مع هذه الواجهات أرى أنه الأفضل لتجنيب المحافظة والمضي إلى بذل الجهود وإخراجها من الأجواء المشحونة التي قد تعصف بأوضاعها إلى ما لا يحمد عقباه والراجح أن الناس الواعيين يدركون ذلك الخطر الداهم ولديهم من المبادرات والحلول كونهم يجنحون إلى حقن الدماء وإلى السلام والخير والله على ما نقول شهيد..