صحيفة أخبار اليوم- من استفاد من ثورة التصحيح وما بعدها لا يمكن أن يقوم بثورة تقويم

من استفاد من ثورة التصحيح وما بعدها لا يمكن أن يقوم بثورة تقويم

2009-08-18 06:06:38

شكري عبدالغني الزعيتري

اليوم تتكالب علينا اليمنيين المشاكل من كل حدب وصوب. . وتخيم علي الوطن أزمات في كل جانب ومجال. . فمنها ما هو بفعل فاعل ومنها ما هو بفعل ظروف تمر بها البلاد وخارجة عن إرادة الجميع. فمشاكل الحراك في الجنوب وما يفرز من آثار سلبية تضر بالوطن وتمزق الوحدة الوطنية بتنمية أحقاد وكراهية لعنصرية ومناطقية وعصبية تتسع يوما بعد يوم. . ومشاكل مناوشات مسلحة بلعبة الكر والفر في شمال الشمال بمحافظة صعده وما تفرزه من إقلاق امن الوطن. . . وظهور مؤخرا مشاكل الاحتراب بين قبائل بكيليه وحاشديه ما بين مثلث (خمر سفيان وحتى حدود حجة ) ويتسع نطاق يوما بعد يوم بإشعال الفتن بين القبائل وما ستفرزه من تفشي عملية الثار وطلب الانتقام فيما بعد والذي سيأكل خيرة أبناء الوطن. . . وفي الشرق بمارب والجوف مشاكل تنظيم القاعدة ومناوشات مسلحة بين أفراد من تنظيم القاعدة وأفراد من قوات المسلحة. . . كما انه تخيم علي الوطن اليمني ومنذ سنوات سابقة أزمات وتتسع حدتها وتتزايد آثارها السلبية يوما بعد يوم ابتداء بأزمة سياسية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة (اللقاء المشترك ) وفقدان الثقة. . مرورا بأزمة اقتصادية تعانيها الدولة اليمنية من جراء تقلص مواردها وتناقص إيراداتها. . وشكوى وتذمر المواطن اليمني من غلاء معيشة وزيادة أسعار الغذاء ووسائل العيش وظروف صعبة يعانيها. . وزيادة نسبة البطالة. . واتساع هوة الفقر. . . ومرورا بأزمة اجتماعية بزيادة تفشي الأمراض الاجتماعية وارتكاب الجريمة من اختطافات وقتل وسرقة ونهب. . . وحتى الوصول إلي أزمة أمنية بظهور اختلالات أمنية هزت استقرار الأمن العام وروعة هدوء وسكينة العامة وأضرت بسمعة البلاد. . . . الخ من مشاكل وأزمات أفرزت آثار سلبية حتى أصبح حالنا اليمنيين يرثي له ومحزن وفي ذات الوقت مخيف ومفجع وأصبح الحال لون رمادي بين الأبيض والأسود ومختلط علي بعض الحابل بالنابل. فلم يعد أحدا يعرف المصيب من المخطئ. . المعتدي من المعتدي علية. . الكاسب من الخاسر. . الوطني من الخائن. . الخ. فهل يمكننا أن نقول ما هو إلا غضب من الله تعالي. . ؟ ( أم ) يمكننا أن نقول بان الإيمان اليماني والحكمة اليمانية والعقل اليمني قد ولى وذهب مع رحيل الأوائل من شهداء ثورتي 26 سبتمبر و ثورة 14 أكتوبر ولم يبقي لليمن والشعب اليمني إلا المستفيدين المستغلين. . والمكايدين المزايدين. . والبائعين المتمرزقين. . الفاسدين الناهبين. . والانفصاليين الخونة. . . الخ ؟ وهل يمكن أن نقول بأنه أصبح اليوم الشعب اليمني بحاجة إلي ثورة تقويم علي ثورة التصحيح لإصلاح الاعوجاج. . . ؟ فقد كان قيام ثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة وقيام ثورة 14 اكتوبر ضد الاستعمار الانجليزي ومن ثم قامت ثورة التصحيح علي ثورة رجال الثورة والحكم الجمهوري. واليوم الحاجة إلي ثورة تقويم علي ثورة التصحيح. . وان كان هذا ما يحتاج له الوطن والشعب اليمني فضد من واللون رمادي. . ومن سيقوم بثورة التقويم علي ثورة التصحيح أهل المال والشركات والملايين وحاملي الفكر التقليد القبلي المؤمنين به حتى النخاع أم أبناء الثوار الذين أبائهم شاركوا في الثورة وبعدها شاركوا في الحكم وامتلكوا لأبنائهم المال والثروة والعدة. فكيف يمكن أن يخرج من أبنائهم ممن استفادوا من الثورة والجمهورية وثورة التصحيح وحكم ما بعد التصحيح فيأتي اليوم لينقلب علي ثورة التصحيح وحكم ما بعد التصحيح بزعم قيادة ثورة تقويم فلماذا وما دافعهم لقيام ثورة تقويم علي ثورة تصحيح وحكم ما بعد التصحيح وهذان المرحلتان هما السبب في نعيمهم وثراءهم. . ؟. فالعقل العقل يأهل اليمن. . وتقويم السير يأهل الحكم والسلطة. . و عقلنة العقل يا حاملي فكر ثورة التقويم ثورة شعبية. . والتفكير العاقل يا حاملي فكر الانفصال. . والرجوع إلي الحق يامنادين بالموت لأمريكا وإسرائيل ولم يمت حتى اليوم أحدا منهم. وإنما يحتضر امن الوطن اليمني واستقراره. . وليحتكم الجميع إلي خيار ديمقراطي وصندوق اقتراع نزيه لا يحمل في باطنه أي غش أو تزوير. هذا إن كان حقيقة ما يدعيه جميعكم بأنه يعمل ويناضل لصالح الشعب والوطن اليمني.