محمد أمين الداهية
عندما تنهمر دموع الحالمة تعز وعندما يعم الصمت على منطقة الحوبان ويكسو منازلها الحزن والكمد الشديد عندها يمكن القول أن الخطب الذي أحاق بهذه المنطقة الجميلة وأحزن الحالمة ، ليس بالسهل.
وفعلاً كان الخطب مزعجاً وما زال كذلك، فرجل بحكم الأستاذ / عبدالرزاق علي حاتم ، يقتل بطريقة جبانة لا تنم إلا عن الضعف والهوان الذي وصل إليه الجبناء اليوم، تثبت لنا مدى موت الضمائر والقيم والمبادئ التي داسها الجبناء بعد أن استضعفوا الناس وأذلوهم ، الأستاذ/عبدالرزاق والذي تعرض لعملية اغتيال بعد خروجه من المسجد بعد أن أدى فريضة صلاة الجمعة وإلى جانبه ابنه أحمد ذو الاثناء عشر ربيعاً والذي ما زالت رصاص الغدر واللحظات الوحشية التي رأى فيها والده يغتال تؤرق منامه الذي في حقيقة الأمر لم يعد يراوده ذلك المنام منذ تلك اللحظات المريرة والتي لولا عناية الله لكان الطفل أحمد ضحية تلك الرصاصات التي قتلت والده وجرحت ابن عمه الذي ما زال طريح الفراش في أحد مستشفيات الحالمة . الطفل أحمد يعيش اليوم حالة نفسية خطيرة جداً وإن لم يتم تدارك حالته فالعواقب وخيمة جداً. وهنا وفي مثل هذه المأساة نتساءل هل أصبح القتل وسفك الدماء بسيط وسهل إلى هذه الدرجة ، فالأستاذ/ عبدالرزاق حاتم أستاذي وأخي وصديقي عندما خرج من بيته بصحبة ابنه أحمد لأداء صلاة الجمعة لم يكن يعرف أن وجبة الغذاء وفرحة لقاء الأسرة وتجمعهم في ذلك اليوم ستتحول إلى صراخ وبكاء على حياته التي ودعت الحالمة تعز إثر عملية اغتيال يتبرأ الاسلام منها وفضل هدم الكعبة حجراً حجراً على أن يراق دم امرأ مسلم ، مهما كانت الظروف ومهما كانت الإشكاليات، أتعاطف مع أخي الأستاذ/ عبدالرزاق لفقدانه بهذه الطريقة الوحشية ، لكن هذا التعاطف والحزن عليه مصحوب بتساؤلات منطقية خالية من التعصب الأعمى الذي بالكاد يتخلص منه من يهمهم ويعنيهم الأمر، ما هي الجريمة التي أرتكبها أخي عبدالرزاق حتى تم الإجهاز على حياته ، دون أدنى خوف أو شعور بالمسؤولية ؟وأيضاً لي عتب على الحاضرين الذين لم يستطيعوا فعل شيء أثناء الهجوم على عبدالرزاق وقبل البدء بعملية إطلاق النار عليه، سحقاً لخوف وذل أفقد أهل الحوبان خيرة رجالها. أحسن الله عزاء الحالمة وعظم الله أجر الجميع.. وكان الله في عون أحمد وأخواته.
إنا لله وإنا إليه راجعون. <