فاروق مقبل الكمالي
كل حديث عن فكرة ترتكزعلى تقسيم المجتمع الواحد وتفكيك بنيانه والدفع به نحو أتون صراع لا تحمد عقباه بات مرفوضا على الصعيد الدولي والعربي والإقليمي ولست أدري لماذا نحن فقط من ابتلانا الله بمجاميع من الأشخاص التي تعتقد في أفكارها الشاذة برتوكولات، وتشريعات ،ومقترحات نادرة، و لاتقبل النقاش أو علامة الاستفهام ،وفقط علينا العمل بها منذ الوهلة الأولى التي نلتقطها فيها ولو كان ذلك من بقايا جريدة ممزقة في أطراف سوق سمك .
وحدنا نحن اليمنيين أراد الله عز وجل أن يمنحنا في هذا الزمان القحط الوحدة اليمنية جنة ننام في ظلها آمنين موحدين ،وأن نعمل في ظلها بإخلاص ،وأن وأن ..... الخ
لكننا وحدنا اليمنيين لا ندرك ماذا يعني كل هذا ومثلما أصر أجدادنا على موقفهم وأفكارهم ومطلبهم من المباعدة بينهم وبين أسفارهم ،هانحن نجتهد بأفكار شاذة وغريبة ونكرر نفس المطلب القديم بطريقتنا الحضارية حسبما نتصور .
مواقف ما أنزل الله بها من سلطان ونصرعلى أننا الوحيدون أصحاب النضال والثورة والقيادة وننسى المراهقة المتأخرة .. طبعا
الأسبوع الماضي كان أحمد ولد سويلم وهو من مؤسسي جبهة البولسياريو والوزير المستشار في الجمهورية العربية الصحراوية يغادر كل تنظيراته السابقة التي رسم بها أحلام جمهورية منسلخة من الجسد المغربي ، لماذا ؟ هل استنفد ولد سويلم تلك الأفكار التي بدأ بها نضالا مريرا وتحمل من أجلها عناء لايوصف وسط الصحاري وفي مخيمات تيندوف بالتراب الجزائري
أم إنه وجد أن عدم الاستقرار الذي يحكم ويسيطر على تكوينات انفصالي الجبهة هو الشر الأكثر خطراً على أمته المغربية ليصل بعد سنوات طويلة إلى قناعة لم تغيره بالدرجات وإنما حملته مباشرة من الصحراء نحو وطنه الأم المغرب الموحد مضيفا على ذلك أنه يبايع الملك محمد السادس ؟!!
نحن لانطلب من باعوم أو الفضلي من بن فريد أو الحسني من العطاس أو البيض أن يعودوا لمبايعة الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا بل ندعوهم أن يكونوا على الأقل معارضين ملتزمين حدود المعارضة الدستورية والقانونية .
ويدركون أن تلك الأفكار وتلك المطالب التي بموجبها صاروا يعتقدون في شخوصهم مناضلين ليس لها محل من الإعراب في الواقع العربي الراهن على مستوى كل قطر وفي الواقع اليمني بشكل خاص .
نريدهم أن يدركوا أن ما يعتقدونه نضالاً منهم لم يصل بعد إلى جزء بسيط من النضال الذي ضحى من أجله المغربي أحمد ولد سويلم أو السوداني سلفاكير، وأنهم ليسوا سوى أدوات مستأجرة للعمل في مشروع مرفوض سياسيا وثقافيا واجتماعيا.
مشروع يستهتر بكرامة أمة ويسخر من دماء مئات الشهداء من أبناء اليمن الذين قدموا دمائهم وقودا لفجر الثورة والوحدة والديمقراطية ، ويستهتر بتضحيات المئات من المناضلين الذين يدركون أن لامشكلة في هذا الوطن ، ولاكابوس ، ولا اضطهاد
أكبر ، وأبشع ،وأخطر من تلك الأفكار ،وتلك المشاريع التي تريد النيل من الوطن ووحدته تحت أي مسمى كان .
قال سلفاكير وهو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وهو يؤمن بالنزال والمواجهة والقتال تماما كما يؤمن بها أسد في أدغال السودان نفسه :إن الهدف الأول للحركة هو الوحدة السودانية .
وبعده بشهر تقريبا يأتي أحمد ولد سويلم من المغرب وهو يؤمن بقيام الجمهورية العربية الصحراوية وشرعية انسلاخها من الجسد المغربي سياسيا أو عسكريا ليقول أشعر بالفخر أنني عدت إلى بلدي المغرب وأن الاجتماع الذي سيعقد في النمساء مع الجبهة لتسوية النزاع غير مجد لعدم رغبة الجبهة في التسوية ولهثها وراء مصالحها .
اللهث وراء المصالح في المغرب كلفني شخصيا الكثير من الاستماع إلى الأخبار منذ بدأت أعي متابعة نشرات الأخبار،
واللهث وراء المصالح في السودان كلفني الكثير من الاستماع إلى الأخبار منذ بدأت أعي قضية السودان في نشرات الأخبار
وها نحن في اليمن نوشك أن ندفع الثمن ذاته ونقع في الكارثة ذاتها على حساب دماء شهداء ونضالات قادة وأحلام جيل وطموحات وطن لمجرد أن أشخاصاً يرون في أفكارهم ، ومعتقداتهم ،وتنظيراتهم أفكاراً حضارية تستحق أن نؤمن بها ونعمل بها .
أحدهم ينظر لفك الارتباط ،وثان يفكر لقيام حكم الأقاليم الأربعة ،وثالث لديه مشروع مدروس بإحكام - حد قوله - لحكم فدرالي متجاهلا أن مالديه ليس سوى مشروع مدسوس ، ورابع لديه مشروع نضال وهمي يبدأ بالحقيبة وينتهي بالسفر على طريقة"أوسعتهم سبا وذهبوا بالإبل ".
والبقية يصفرون ويخبطون فوق الكراسي مثل تلاميذ في الفصل الأول خرج معلمهم للتوا أو مثل مجموعة مزايدين في سوق سمك ليس لديه عاقل.<
