صحيفة أخبار اليوم- اهتموا لأمرهم

اهتموا لأمرهم

2009-08-18 06:23:17

كروان الشرجبي

لا تكمن الإعاقة في فقدان عضو من جسم الإنسان أو تلفه بل في المجتمع الذي ينظر إلى هذه الفئة بشكل خاطئ فيحول دون اندماجها فيه، أليسوا بشراً لهم نفس المشاعر والأحاسيس؟ من يقول غير ذلك مخطئ فهناك معاقين لديهم أحاسيس ومشاعر وموهبة تفوق تلك الموجودة لدى الإنسان العادي فهناك من يملكون المواهب والقدرات فهذه فتاة تدعى "كريمة" من المغرب الشقيق ولدت بإعاقة في يديها ولكن هذه الإعاقة لم تحطمها أبداً بل كانت كرم من الله عليها وكما تقول، لأن أعاقتها هي السبب في إبداعها الذي يتحدث عنه الناس الآن فمنذ أن كانت في عمر الثانية عشر كانت تحلم بأن تمسك الفرشاة بفمها ولكنها وجدت صعوبة في ذلك ونظراً لوجود المعاهد الخاصة والمتخصصة لمثل هذه الحالات تم تدريبها حتى تستطيع أن تتعامل مع أرجلها لتكون بديلاً عن يديها اللتين لا تستطيع استخدامها وبالفعل بدأت تتحكم بأرجلها وبسهولة ويسر وها هي الآن تمارس مهنة الرسم وها هي الآن تهتم بنفسها بدلاً من أمها التي كانت يديها اللتين فقدتهما فقد أصبحت قادرة على إعالة نفسها وكذا أسرتها فقد أصبحت ذات شهرة واسعة وتباع لها لوحات وبأسعار تضاهي أسعار الفنانين الآخرين بل وشاركت في معارض جماعية وهي تطمح بإقامة معرض فردي خاص بها.

وآخر في بغداد كذلك يستخدم "أرجله" في كل شيء وعلى الرغم من وجود الحرب والاحتلال الأمريكي إلا أن هناك من يهتم بهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم كثيرون و. . . و. . .

قد تكون عزيزي القارئ أنت تعلم بهذا ولكن هل تعلم أنه لا يوجد لدينا متخصصين أو مراكز مكتملة في كافة النواحي لهؤلاء من نسميهم ذوي الاحتياجات الخاصة.

هل سمعت يوماً عن مبدع أو موهبة من هذه الفئة لا نتكلم عن الإبداع والمواهب، دعونا نتحد عن العلاجات الخاصة بهؤلاء هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك مرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون للعلاج إلى الأدوية بشكل مكثف وأن أدويتهم غير متواجدة في اليمن لا تستغربوا نعم فمرضى "التوحد" لا توجد أدويتهم في السوق ولا توجد لديهم مراكز خاصة بهم وهذا شيء مؤسف ومحزن لأن العديد من الآباء على استعداد لصرف كل ما لديهم في سبيل علاج أولادهم ولكن لا توجد مراكز للعلاج ولا توجد أدوية فكثير من الآباء وذهبوا بأطفالهم للعلاج في الخارج وطبعاً لابد من متابعة العلاج عن طريق أخذ الأدوية وهذه الأخيرة غير موجودة فكيف العمل. ؟

كنت بدأت أتساءل عن غياب المواهب والمبدعين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وإذا بحقيقة مرة فرضت نفسها وحولت مسرى مقالي تماماً.

فأصحاب الاحتياجات الخاصة ليسوا ناقصين كما يعتبرهم البعض فبدلاً من نظرة الازدراء والشفقة علينا بتوفير المتطلبات الأساسية لهم وأن نعمل لمساعدتهم ورفع روح المعنوية عندهم ونحن هنا من خلال هذه الصحيفة الغراء نناشد من بيدهم القرار من مجلس محلي ومحافظة وكافة ذوي الاختصاص أن يعملوا على توفير المراكز المتخصصة في كافة أرجاء الجمهورية، "والله ينفطر قلبي عندما أرى رجلاً مقعداً دون أرجل " فوق قطعة من خشب ولها عجلات ويمشي في الشارع فوق القطعة الخشبية يشحت النقود لأنه لا يجد من يعيله وهو بالطبع لا يستطيع إعالة نفسه فهذا المنظر أزعجني لذا أتمنى أن يلقى مقالي صداه وأن يتم الاهتمام بهؤلاء فهم أولى بالرعاية والاهتمام منا ومن الدولة ولكم التحية والسلام. <

KARAWAN2001@HOTMAIL. COM