كروان الشرجبي
حينما نتصالح مع ذاتنا نعبر إلى بر الأمان، نصل للمساحة التي تجعلنا نرضى عن أنفسنا هي تلك المساحة التي تفتح المساحات المغلقة وتنير الزوايا المظلمة. الضمير الذاتي هو أهم رقيب على الإنسان وكلما كان هذا الرقيب نشيطاً، صاحياً، كان الحس الإنساني راقياً في كل الأحوال.
الشخص الذي نشعر بالشفقة عليه هو ذلك الذي يرتدي العديد من الأقنعة ويفقد الصلة مع ذاته فهو يكون ذا ضمير ميت فلا يهمه سوى إنجاز مصلحته مهما كانت الأساليب والطرق.
فالضمير الإنساني هو الذي يحدد علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين لأننا مهما حاولنا أن نتجاهل أو نتغاضى عن وجوده فإنه يفرض حضوره في لحظة ما وفي الغالب هو الذي يملك الكلمة الفاصلة، والشخص ذو الضمير الحي يستحق الثقة لأنه يمتلك مبادئ وقيماً تكون شخصيته.
فمن لا يتبع ضميره ويتبع مصلحته الذاتية تتقلص إنسانيته فلا يسمع سوى صوته الأناني، فالضمير الحي ثروة ونعمة، فالأشخاص الذين يمتلكون هذا الضمير الحي كبار في داخلهم، لديهم مخزون هائل من العطاء والثقة تجدهم يشعرون بالسعادة في داخلهم، هم بلسم في هذا الكون وهم الذين يضيئون شمعات الأمل في دروب الحياة.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
