علي الصباحي
منذ القدم عبر العصور المتتالية كانت ولا تزال العقلية التجارية لأبناء اليمن تتبوأ الصدارة في اقلب البلدان ولا غرابة في ذلك فقد فتح التجار اليمنيين عدة أمصار على هذه المعمورة وكانو سبب رئيسيا في دخول الكثير من بني البشرالى حظيرة الإسلام السمح لاسيما بعد بزوغ شمس الإسلام نتيجة تعاملهم, حيث كانوا يضربون أروع الأمثلة في الأخلاق والتعامل الحسن والمصداقية مما كان له الأثر الكبير والبالغ على البلدان التي كان اليمنيون يتاجرون إليها وهكذا عبر التاريخ نجد التاجر اليمني يمثل نموذجا فريدا في التعامل والإخلاص ....الخ
نادرا أن تجد بلدا خاليا من العاملين اليمنيين في مجال التجارة وغيرها ,كما أن اليمني الذي يعمل في هذا المجال يجد ترحابا كبيرا في أي بلد أراد أن يعمل به في مجال التجارة بسبب ما يتملكه اليمنيون عموما والتجار خصوصا من رصيد واسع وكبيرمن الأخلاق وحسن التعامل والمصداقية والتواضع والالتزام بقوانين وأعراف الدول المضيفة .
مطهر علي احمد دبوان وإخوانه يدخلون كغيرهم ضمن الكوكبة اليمنية من التجار الأفاضل الذين شقوا طريقهم في هذا المجال وبخطى ثابتة ,ورث السيد دبوان وإخوانه التجارة عن أبيهم المرحوم علي احمد دبوان الذي عمل في مجال تجارة وبيع السجاد بكل أنواعه منذ الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من الوطن وبعد فترة انتقل إلى مملكة البحرين ليواصل تجارته في ذات المجال وأسس مركز الطاووس للسجاد في منطقة العدلية بمدينة المنامة العاصمة وكان ابنه مطهر وعبد الرحمن وعبد الكريم يعملون على مساعدته بعد الانتهاء من المدرسة وتمر الأيام والسنون وينتقل علي احمد دبوان إلى جوار ربه بعد أن عبد الطريق أمام الأبناء وأصبحوا كبارا بارعين في تجارة أبيهم (السجاد) وهاهي محلاتهم أضحت يشار إليها بالأصابع في البحرين على وجه الخصوص وفي الخليج عموما .
بعد فترة من الزمن بعد رحيل والدهم افترق الإخوة مطهر وعبد الرحمن وعبد الكريم وهذه سنة الحياة السارية بين بني البشر وحتى بين الإخوة أنفسهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا فاتجه كل واحد منهم للعمل في ذات التجارة التي ورثوها عن أبيهم ولكن بشكل مستقل عن الآخر وأصبح مطهر علي دبوان وفي فترة وجيزة يمتلك مركز السجاد الملكي المشهور في البحريين والخليج يأتيه الزبائن من كل دول الخليج بسبب الشهرة التي اكتسبها مركزه التجاري هذا إضافة إلى محل اخريمتلكة السيد مطهر ( أبو سلمان) ويقع بمنطقة الجفير وتحت مسمى ( مطهر للسجاد). أما عبد الرحمن فقد استمر بمركز الطاووس الذي أسسه والده بمنطقة العدلية بينما انفرد عبد الكريم علي دبوان بمحل آخر تحت مسمى ( بيت السجاد العجمي ) وهكذا افترق الإخوة ماليا إلا أنهم مجتمعين في الإخوة والمودة والرأي يضربون مثلا عاليا في التآخي والتكامل وحسن التعامل مما جعلهم جميعا يكسبون رضاء المجتمع البحريني الشقيق وبالأخص ولاة الأمر هناك فكثير من العائلة الكريمة الحاكمة تزين مجالسها من السجاد الملكي التابع للسيد مطهر بسبب المعاملة والثقة المتبادلة بين الطرفين والمصداقية التي يتمتع بها أبو سلمان وإخوانه أيضا.
ومع أنهم يحملون الجنسية البحرينية منذ وقت إلا أن حب الوطن والحنين إليه وتقديسه لم يفارق مشاعرهم وأحاسيسهم فبين الفترة والأخرى يأتون إلى رحاب الوطن لأخذ الراحة من عناء التجارة يتنشقون عبير الوطن الصافي والالتقاء بباقي الأهل من عائلة دبوان المعروفة .
لا يسعنا هنا إلا أن نبارك ونشد على أيدي أي تاجر يمني يرفع سمعت وطنه الأصل في أي مكان كان بحسن تعامله وسمو أخلاقه وتواضعه وطيبته التي بلا شك تنعكس على الوطن - المرجع- في جميع المجالات ككل لان التاجر النبيل - بغض النظر عما يحمل من جنسية- بمثابة سفير وطنه الحقيقي وهذا شئ مسلم به .
ختاما نرحب بالأخ العزيز مطهر دبوان (بو سلمان) وإخوانه في موطنهم الأصيل اليمن السعيد ونتمنى لهم إجازة سعيدة وقضى وقت ممتع مع الأهل والأحباب من آل دبوان.
Alsabahi77@hotmail.com