علي منصور مقراط
لا أحد يستطيع أن يغيب أو يهمش حضور وتفاعل مجلس النواب من القضايا والمشكلات الكبيرة التي تمر بها البلاد في السابق والراهن .. لكن أعضاء البرلمان الذين يدركون هذه المسؤوليات التي تقع على عاتقهم واتخاذ المواقف الصائبة والمدروسة في اللحظة نفسها لم يكونوا بالقدر الذي كان ينتظره الشعب اليمني حيث نجدهم يغضون النظر عن كثير من الأحداث والمآسي والمظالم ولا يبادرون في طرحها ومناقشتها وإقرار نزول لجانهم إلى مواقع الأحداث للوقوف أمامها عن كثب وتقصي الحقائق..
إن البرلمان الذي اختار أعضاءه جماهير الناخبين كي يمثلونهم خير تمثيل لا زال يتهرب في طرح كثير من القضايا والمسؤوليات ونشاهد الأعضاء في داخل قاعة المجلس يصرخون في مسائل بسيطة ومناكفات ويتركون قضايا الساعة.. والأرجح أن الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن من صعدة إلى المحافظات الجنوبية كان الأجدر بالبرلمان إعطائها الحيز الأكبر في المناقشة ومساعدة القيادة السياسية في المعالجات ويفترض أن يكون في الوقت الراهن في حالة انعقاد أو بالأصح تمديد فترة انعقاده نظراً للأوضاع الاستثنائية الراهنة.
لكن وفي هذه الحالة كما قلنا سلفاً لا ننكر دور البرلمان الإيجابي ونفتش في السلبيات فقط.. وشخصياً أشعر باعتزاز والدنيا لا زالت بخير لمواقف كثير من الأعضاء الشجاعة وجراءتهم في طرح المشاكل والمظالم وهموم المجتمع بكل جرأة ووضوح أكان من أعضاء كتلة المؤتمر الحاكم أو المعارضة والمستقلين هؤلاء الذي يستحقون انتخابهم ألف مرة..وفي هذه التناولة السريعة فإن كثيراً من رموز البرلمان يتعرضون لحملات من كتاب صحافيين قد تكون القضية حسابات والأهداف ضيقة واستغربت حملة التشهير والإساءة التي تعرض لها البرلماني الكبير الشيخ محمد علي الشدادي نائب رئيس مجلس النواب والنائب البرلماني صاحب التجربة السياسية الطويلة الأستاذ سالم منصور حيدرة أبا"حمدي" والإثنان من كتلة محافظة أبين البرلمانية ونحن نعتز بجرأتهما وطرح قناعاتهما وإن أخطئوا في الحساب أو الدقة في المعلومات وخاصة حول أحداث أبين الأخيرة الدامية المؤلمة فأنهم في ذلك قالا كلمتهما ومضيا غير نادمين على ما يعتقدانه تصحيح.. والراجح أن من استهدفوا الشيخ الشدادي والمناضل سالم منصور لم يكن هدفهم وطنياً ووحدوياً وحيادياً.. بل لمآرب رخيصة وقبل ذلك أساءوا لأنفسهم فهؤلاء رموز ومحط احترامنا اليوم وغداً وعلى المفلسين من الكتاب أن يدافعوا عن ثوابت الوطن ووحدته ويكتبوا عن الفاسدين ولصوص المال العام والمخربين ودعاة التفرقة والانفصال ويتركوا الصغائر إذا كانوا صادقين أما غير ذلك فهم يعبرون عن نفوسهم المريضة والحقد الذي أعم عيونهم، والله من وراء القصد.