محمد أمين الداهية
رمضان على الأبواب ولكن يا ترى هل استوعب الناس ما معنى أن يكون هذا الشهر الفضيل على الأبواب وما يلزم على كل إنسان مسلم على وجه هذه المعمورة تجاه هذا الضيف العظيم، هل أدرك البشر من أصحاب الفضائيات الغنائية مدى الجرم الذي ترتكبه فضائياتهم من مسخ للشباب والشابات والتأثير السلبي الذي يعود على أخلاقهم كمسلمين أبناء مسلمين. هنا أتساءل فيما يخص الفن السامي الذي تزعمه الفضائيات الغنائية كأمثال "غنوة" وأخواتها هل فعلاً أصبحنا نعيش عصر الانحلال الأخلاقي والذي انعدم فيه الحياء تماماًَ عند البعض من ملاك الفضائيات الغير هادفة والتي تتخذ من الاستمالات الجنسية وسيلة لجذب أكبر قدر من المتعلقين، لمختلف الفئات والأجناس، كان العرب قديماً إلى ما قبل تكنولوجيا الفضائيات يخشون على أنفسهم ومجتمعاتهم من مصطلح الغزو الفكري والثقافي والذي يعتبر أشد خطورة من الاستعمار بكل ما يحمله من معاني واليوم وللأسف الشديد أصبحت المجتمعات والشرفاء من العرب يشكون هذا الغزو الخطير والذي استفحل فيهم والغازي هذه المرة كيان محسوب على العرب وتاريخهم وأخلاقهم ومبادئهم حقق الغرب أطماعهم وأصبح خطرهم واقعاً على المجتمعات العربية أقل بكثير من الخطر الذي يشكله العرب أنفسهم، أليس أحرى بالعرب بعد أن عرفوا عدوهم أليس أحرى بهم أن يعملوا جاهدين على مقاومة هذا الغزو الغربي الذي صنعه أعداء الإسلام ألم يدرك العرب بعد الهوان الذي يعتريهم والتفكك الذي يستفحل في أوساطهم وما أسباب ذلك أليس من العار الذي ما بعده عار هذه الدراما الترجيدية الحقيقية التي أصبحت حديث الفضائيات الإخبارية والتي بدورها تتعامل في رسائلها حسب توجيهات ورغبة الحكومات ودورها تجاه الناس أم في الناس والذين حولوا مطالبهم واحتياجاتهم إلى ذرائع يتم من خلالها تدمير أوطانهم وتضييع قضايا الأمة العربية والإسلامية ويا ترى ما هو موقف العرب حكاماً وشعوباً من تنظيم أنصار جند الله بعيداً عن حركة فتح أخيراً نتمنى خلال شهر رمضان المبارك أن تحاول الفضائيات اللا أخلاقية الاحتشام تقديراً لهذا الشهر الكريم ومراعاة لشعور المسلمين.
