كروان الشرجبي
كلما تقدمنا في العمر كلما أصبحت خياراتنا واختياراتنا أكثر صعوبة.
فالخيارات لدينا لا تصبح مسألة ديمقراطية والاختيارات لا تعني أننا أصبحنا أكثر حرية بقدر ما تصبح أكثر قيوداً.. هل فهمت شيئاً عزيزي القارئ؟.. عموماً كما يقولون المعنى في بطن الشاعر، إذا ما لاحظت عزيزي القارئ أننا كلما تقدمنا بالعمر أصبحنا مكبلين بالشروط في كل شيء فنحن نضع لمن نحب شروطاً ونضع شروطاً لاختيار أصدقائنا ومع ذلك كله لا نختار أصدقاء جدد لأننا في حقيقة الأمر اكتفينا أو لم نعد بحاجة إلى أصدقاء جدد لسبب بسيط هو أننا تقدمنا بالعمر.
ففي طفولتنا وبداية حياتنا الشبابية تكون لدينا قاعدة طويلة وعريضة من الأصدقاء وكلما كبرنا فقدنا جزءاً من هذه القاعدة وتصاحبنا أعراض عدم الرغبة في تكوين صداقات جديدة ليس لعدم وجود أصدقاء يقبلون بنا أو نليق بهم، لكن لعدم رغبتنا في اختيارات جديدة لنوع هؤلاء الأصدقاء خوفاً من أن نفشل في اختيار أصدقائنا بعد كل هذا العمر لأننا نعتقد أن لدينا خبرة في معرفة الأعداء والخبرة تمنحنا المعرفة وكلها تسلب منا إكسير الحياة، تسلب منا الاندفاع والانطلاق نحو الحياة وفتح نوافذ جديدة للحياة والناس واستقبال من يستحقون الاستقبال ومن لا يستحقون أيضاً.
ولو عاد كل منا إلى رؤية مفكرة أرقامه لوجد أن دائرة أصدقائه تتقلص بحكم الخبرة.
فلتعلم عزيزي القارئ أن من يحاول في سن متأخرة أن يكسب صداقات سيكتشف أن الصداقة في هذا السن هي كالمراهقة المتأخرة بل سيتأكد أنهما وجهان لعملة واحدة.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM