محمد أمين الداهية
ما يحدث في صعدة أمر مفروغ منه وليس من الغريب أن نجد شخصيات سياسية ومحللين وقادة رأي لهم مواقفهم الشخصية من هذه الحرب كلاً حسب توجهه وانتماءه وأيضاً مصلحته إما الشخصية أو الحزبية أو ما إلى ذلك ، ولكن من الغريب وما يدعو للشعور بالتقزز والاشمئزاز ظهور المدعو / علي سالم البيض بذلك الوجه المتهرئ والمتردد عبر شبكة ال "BBC" البريطانية ليتحدث بكل جرأة الخائف على وحدة هذا الوطن العظيم وكيف يجب أن تتحقق متجاهلاً يوم ال22 من مايو المجيد وال7 من يوليو يوم الترسيخ الحقيقي للوحدة اليمنية وتعميدها بدماء الشهداء الأبرار ، وكأنه يريد أن ينقل للعالم أن الوحدة اليمنية هي السبب الرئيسي للمشاكل والأزمات التي يفتعلها هو وأذياله ومن معهم الآن وبعد مضي عقدين من الزمن على إعادة تحقيق وحدة اليمن المجيدة يأتي البيض هذا النوع من البشر والذي أعلن التشرذم والانفصال صيف 94م معلناً الحرب على وحدة اليمن مستخدماً مختلف الآليات والمعدات لقصف العاصمة صنعاء وصواريخ إسكود خير شاهد على مبدأ البيض الذي فشل عن تحقيقه وولى بعد ذلك إلى خارج الوطن لينعم بثروات هذا الوطن هو وأسرته مخلفاً وراءه آلاف الشهداء وجرحاً عميقاً بالكاد اندمل وما إن اندمل ذلك الجرح حتى عاد مجدداً ليعلن من خارج الوطن شغفه الشديد لذكريات القتل وسفك الدماء وتناحر البسطاء فيما بينهم، بسطاء الانفصال هم أولئك الذين يتم التغرير بهم وعن طريقهم يظن أسيادهم أنهم سيتربعون على كراسي الحكم ويعيدون زمن الحكم الشمولي الذي افتقدوه كثيراً ، أما بسطاء الوطن هم أولئك الأبطال الذين يرفضون أن يدمروا وطنهم وأن يمثل بشعبهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات والآن وبعد كل ما حدث وبعد زمن من الخزي والعار يأتي من يحاول تدمير هذا الوطن والقضاء على منجزاته وتاريخ شعبه ليدعو الناس إلى إعادة الكرة ، لا أدري هل استخفاف بهذا الشعب، أم أنهم قد فقدوا صوابهم ونسوا جرحهم الكبير في حق هذا الشعب؟
فإلى كل المتخاذلين والمتهاونين في هذا الوطن ألم يحن الوقت للخروج من تلك البوتقات المحصورة في المصالح والوقوف بكل شجاعة ومصداقية إلى جانب هذا الوطن وهذا الشعب المسكين؟ الذي أؤكد أنه لم يكن كذلك أبداً في حال شعر بأنه ضحية هراء المعتوهين والحالمين بالعودة إلى زمن التسلط ولكن هيهات لهم ذلك. <