محمد راوح الشيباني
الأخبار القادمة من صعدة عن سير المعارك مع الفئة الضالة تبشر بكل خير. . في الوقت الذي يقوم فيه أبطال قواتنا المسلحة المغاوير بتطهير المديريات والمدن والقرى من جيوب الفتنة قرية قرية ومدينة تلو أخرى بكل شجاعة واستبسال وإقدام. .
الأمر الذي رفع من أعداد قتلى الذين عاثوا في الأرض الفساد خلال الأيام الماضية نهبا وقتلا وقطعا للطرق واعتداءات متكررة على ممتلكات المواطنين ويرفضون الاستسلام بينما يتم التعامل مع كل من يسلم نفسه بكل إنسانية حيث يتم معاملتهم على أنهم مواطنون يمنيون وقعوا ضحايا الشحن المذهبي المضلل للمدعو(عبد الملك الحوثي) وأعوانه ممن باعوا أنفسهم لشيطان المذهب الجعفري الإمامي الإيراني الفاسد مقابل المال والوهم في الوعد بالوصول إلى الحكم وبسط النفوذ الإيراني في اليمن. . وعندما يرتفع صوت الرصاص عاليا في الآفاق مردداً (حي على الجهاد) دفاعاً عن الوطن وكرامته ونظامه الجمهوري ووحدته ويسقط من أجل ذلك الشهيد تلو الشهيد جنودا وضباطا ومواطنين شرفاء. .
هنا على الدولة أن تسكت تلك الأصوات الخبيثة والنشاز أو تخرس من ذاتها قبل أن يُخرسَها الشرفاء أهالي الشهداء بقوة الحال والمنطق. . احتراما لتلك الدماء الزكية الطاهرة التي تسيل في كل لحظة في ميدان الرجولة والفداء بكل نبل وعزة وجسارة وكبرياء في بذل الروح الغالية قربانا للوطن. .
فهذه الأصوات الشوهاء التي تدلي بالرسائل المشفرة للإذاعات والقنوات الفضائية الأجنبية باسم التحليل السياسي وحرية الرأي المكفول دستوريا يجب أن تتوقف فوراً في حالة الحرب على الوطن. . فالحرية المكفولة في سائر الأيام تحرّم عندما يتعرض الوطن للأخطار ، وأمثال هؤلاء الشواذ وطنيا لو كان لديهم الحد الأدنى من الشعور الوطني بعيدا عن أحلامهم المريضة لكانوا وقفوا صفا واحدا ضد كل من يرفع السلاح في وجه الدولة مهما كان حجم ونوع الخلاف والاختلاف معها أو مع الحزب الذي يحكم باسمها. .
هذا في الوضع الطبيعي ، لكنه يصير مشاركة في الجريمة بالتواطؤ معها إن هم صمتوا اليوم ولم يستنكروها. . فما بالنا بمن يتحدث ويحلل ويدين ما يقوم به أبطال الجيش في صعدة ضد الفئة الضالة وتحديدا مع إذاعات وفضائيات الدولة الداعمة للعدوان على الوطن (إيران). .
إن حرية الرأي المكفولة دستوريا تسقط هنا تلقائيا عن كل مواطن في حالة الحرب ضد الوطن. . وهذا ما هو معمول به في كل الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية. . فباستثناء ( احمد الجلبي والحكيم وأمثالهما ) في العراق لم نسمع أو نقرأ مثلا أن هناك من كان يتحدث من البريطانيين مع الإذاعات الألمانية في الحرب العالمية الثانية من داخل لندن تحت مبدأ حرية التعبير المكفول دستوريا وهي موطن الديمقراطية في العالم ويقول أن بريطانيا على خطأ في دفاعها عن شعبها ونظامها. . كما أن أمريكا التي تدّعي حمايتها للحريات الديمقراطية أصدرت تعميما لكافة وسائل الإعلام بتحريم الحديث والتحقيقات والتحليلات الإعلامية عن سقوط برجي التجارة الخارجية في أحداث سبتمبر 2001م ولم يستطع أي صحفي في أمريكا الاعتراض على ذلك التعميم أو تجاوزه لأن البلد كانت تعيش في ظروف الحرب وأجوائها وأي تعليق أو تحليل لا يصب في مصلحة الوطن ضد المعتدي سيعرض صاحبه للمسائلة والعقاب تحت طائلة (الأدلة السرية) والاعتقال تحت التحقيق وهذا التحريم المؤقت بحكم الضرورة والعرف بديهيا ولا يحتاج إلى تشريع قانوني حيث ينتهي بانتهاء الخطر على الوطن.
قبل الختام :
وأنا أكتب هذا المقال وصلتني رسالة موقع (سبتمبر موبايل) تقول أن الأخ الرئيس قام بزيارة للوحدات العسكرية في (حرف سفيان) وهذا خبر جيد في دلالته وعمقه وتوقيته وأتمنى عليه أن يقوم أيضا بزيارة مفاجئة إلى صعدة لرفع معنويات أبطالنا هناك في خطوط المواجهة الأمامية. . وكما أعلن في نهاية حرب الردة عن " الوحدة " 1994م أن على (المدعو) علي سالم البيض أن يسلم نفسه لأقرب قسم شرطة بدون قيد أو شرط !! عليه أن يعلن الآن في نهاية حرب الردة عن الثورة والجمهورية أن على المدعو(عبد الملك الحوثي ) أن يسلم نفسه لأقرب(عاقل حارة ) بدون قيد أو شرط أيضا.
morashib@yahoo. com