;

ماذا أعدينا لشهر رمضان؟ 723

2009-08-19 14:32:40

د.يوسف الحاضري

بادئ الأمر أهنئ نفسي وجميع الأمة الإسلامية في أرجاء المعمورة عامة وفي بلادي الحبيبة خاصة بشهر رمضان المبارك والذي يعتبر رقم (1429) في تاريخ الإسلام والمسلمين منذ أن فرضه الله على رسوله والمسلمين في السنة الثانية للهجرة ,نسأل الله أن يعيننا على صيام نهاره وقيام ليله وقراءة القرآن والصدقة وغير ذلك , والسؤال الذي دائما نطرحه ويطرحه علماؤنا ومشاؤخنا ومن يهتم حق الاهتمام بهذا الشهر الفضيل ( ماذا أعدينا لهذا الشهر الفضيل ؟) , وأنا من هذا المقال أنصب نفسي مذيعاً تلفزيونياً وأتوجه بهذا السؤال إلى ( رب البيت - ربة البيت - ابن وبنت البيت ) , سنجد معظم الإجابات تحزن القلب تبكي العين دما , تجعلنا نتحسر على أيام كان رمضان فيه يمثل للمسلمين أوقات عبادة تضاف إلى عباداتهم التي كانوا عليها قبل رمضان , فإذا توجهنا مثلا بالسؤال إلى ( رب البيت ) فسيجيبك مباشرة بالآتي ( سأنام إلى قبل الظهر ثم اذهب بتثاقل إلى العمل وأرجع قبل العصر ثم سأنام إلى قبل المغرب وأذهب إلى سوق القات أعمل مشاكل مع خلق الله ثم أرجع إلى البيت افرش السجادة أقصد أفرش مالذ وطاب من الطعام استعدادا للمعركة التي ستنطلق مباشرة مع أول كلمة من كلمات آذان المغرب وبعد ذلك تبدأ العبادة الليلية الخاصة بالشهر الكريم وفيها تكون أسلحتي متمثله في كيس قات والدمنة والكوتشينة مع الأصحاب والأصدقاء وتستمر إلى ساعات الفجر الأولى ثم أعد العدة للرجوع إلى منزلي وقلبي معلقا بهذا الاجتماع الذي سيستمر على مدار الشهر الفضيل ) , والحال لا يختلف عن ربة البيت حيث ستكون إجاباتها ( أذهب إلى السوق بعد الظهر لأعد مائدة تحتوي ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات والحلويات وكأن هذا الشهر خاص بترقية البطون وليس ترقية النفوس والقلوب , وبعد معركة العشاء الشرسة التي يصبح ضحاياها كل أفراد العائلة , تعد العدة للتلفاز والاستمتاع ببرامجه المتنوعة والكثيرة "والتي والذي سوف أفرد لها كتابات قادمة إن شاء الله في هذا الشهر وفي هذه الصحيفة ) وتستمر متسمرة أمام التلفاز ماسكة الريموت متنقلة بين صفحات القنوات المحلية والعربية بحثا عن أفضل البرامج والمسلسلات الرمضانية التي سترحمني من طول الليل قبل أن أشد الرحال إلى المطبخ لأعد السحور وقس على ذلك بقية أيام رمضان, أما الأبناء والبنات فقصصهم وحكاياتهم حكاية في هذا الشهر الكريم , فالشباب لهم رأي في رمضان , فرمضان في نظرهم أوله تخازين وأوسطه نوادي وآخرة لف في الأسواق ,أما التجار فهم مشكلة رمضان - إلا من رحم الله - فنجدهم يعرضون بضائعهم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع لأنهم يعرفون أن الذين أمامهم ( الزبائن ) يعرفون عن رمضان بأنه شهر الأكل وسيأكلون ما وجدوه أمامهم وكأن يأجوج ومأجوج قد بعثوا ,أما الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فهم الذين كانوا صادقين مع ربهم قبل هذا الشهر وفي كل أيام السنة فهم مدركون بأن لكل الشهور ربا واحداً يستحق العبادة والطاعة في كل ثواني وساعات وأيام السنة, فالفارق بين شهر رمضان وبقية الشهر أن لهذا الشهر خصوصية الصيام ورفع معدل العبادات إلى أعلى مستوياتها في السنة ,فالصادقون مع ربهم وللأسف هم قليل ( وقليل من عبادي الشكور ) يصومون النهار إيمانا واحتسابا ويقومون ليله إيمانا واحتسابا طمعا في جنة عرضها السماوات والأرض , طمعا فيما عند الله, وما عند الله خير وأبقى ,هذا حال رمضان أما حال القرآن حيث نجد أن معظم المسلمين يبؤون بجد واجتهاد في قراءة القرآن ثم يبدؤون في هجره بالتدريج حتى تأتي العشر الأواخر فلا نجد إلا القليل القلة تقرأه وكأننا في تصفيات لقراءة القرآن على مدار الشهر , وإذا تتبعنا الحقيقة فسنجد ذلك حقا فنحن في تصفيات ربانية لقراءة القرآن فمن كان راضياً عنه الله فسيستمر في العبادة والطاعة إلى آخر المشوار وسيفوز بحب الله ورضاه وجنانه , أما الكسالى الفاشلون فسيتساقطون كما تتساقط أوراق الشجر حتى تصبح قلوبهم خالية من الله وسيرد أمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء عفا عنهم ,فأسال الله العلي القدير أن يوفقنا في هذا الشهر لعبادة حق العبادة وأن يوفقنا في صيامه وقيامه والله الهادي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد