كروان الشرجبي
نحن نردد دائماً كلمة الحرية ولكن هل نحن أحرار فعلاً عندما يجبرنا الآخرون على القيام بواجب معين أو ما يرونه واجباً، كزيارة شخص لا نحبه مثلاً... هل نحن أحرار؟ وعندما نضطر إلى قول أشياء لسنا مقتنعين بها وإنما علينا أن نقولها بسبب ما فهل نحن نعتبر أحراراً؟!
هناك أبيات شعر لشاعر يقول فيها "أنا حر عندما أحب،وعندما أعمل وعندما لا أعمل سوى ما أحب، أنا حر عندما أحب الناس والأشياء فيضحي هؤلاء أكثر حرية ولكن أنا أقل عبودية، أنا حر عندما لا يكون الموت في نظري سوى عبور إلى الحياة الكاملة، أنا حر عندما أنجح في أن أكون إنساناً أنا حر عندما أكتشف ما يمكن من صلاح لكل مخلوق، أنا حر إذا كنت أبدل الكثير من أجل الآخرين من دون أن أشترط امتلاكهم".
هذه أشكال من الحرية التي يتحدث عنها الشاعر، هل هي متوفرة لدينا؟! هل تتساءل عزيزي القارئ إذا كنا بالفعل نتمتع بها أم لا؟! حيث تتواجد الحرية يكون الوطن.
عموماً إن الذين يدعون أن الحرية ضرورية من أجل طمأنينة تدوم قليلاً هم الذين لا يستحقون الحرية ولا طمأنينة، فكما يقول "روز فلت" فالحرية حرية داخلية قبل أن تكون حرية خارجية وأغلبنا لا يمتلكها كاملة فأصعب كلمتين يقولها الإنسان "لا ونعم" وهذه ليست مقولتي وإنما هي "أفينا غورس".
فعندما نقول لا نسترد حريتنا نفقد الكثيرين وعندما نقول لا لشخص أراد أن يستلف منا شيئاً ما فإنه يتحول إلى عدو ونفقده وإذا نفذت له ما طلب تفقد رضاك عن نفسك وحريتك أيضاً في الرفض.
أما أنا فلا أملك إلا حرية أفكاري فلا يستطيع أحد أن يسلبني هذه الحرية ما دامت مجرد أفكار معظمها تخرج ومعظمها لا تجرؤ على الخروج إلى حيز الوجود.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM