;

رمضان وزحمة الناس 891

2009-08-23 02:33:17

نبيل مصطفى الدفعي

ها نحن نعيش اليوم الأول من شهر رمضان المبارك هذا الشهر الكريم الذي قدم هذا العام إلينا كعادته حاملاً إلينا كل بشائر الخير والمحبة والفرحة فيه للتقرب إلى الله أكثر من خلال أداء الصوم والزكاة والتعبد وغير ذلك من الواجبات والوظائف السامية التي علمتنا إياها شريعتنا الإسلامية.

هذا هو شهر رمضان المبارك الذي يفرح به ويسعد كل الناس وبه تكثر الحاجيات المختلفة لهم من ملبس وطعام وبالتالي يكثر تسوقهم فيزداد ازدحام الناس بالأسواق خلال فترة ما قبل الإفطار وبعده حتى أنصاف الليالي خاصة في الشوارع الضيقة التي يتردد فيها الناس رجالاً ونساء وأطفالاً وشباباً نظراً لتواجد الباعة المتجولين وغيرهم ممن يفترشون الأرض أمام المحلات التجارية والذين بدورهم أصبحوا عاملاً أساسياً في تشكيل الازدحام نظراً لصعوبة وضيق السير في طرقات السوق ورغم أن شهر رمضان شهر كريم وشهر المحبة والتسامح إلا أن زحمة الناس في الأسواق خاصة في الليل دائماً ما تؤدي إلى نشوب معارك مختلفة. وهذا يذكر بالمعركة التي حدثت خلال رمضان الماضي في أحد الأسواق الضيقة المزدحمة بالناس وأدت إلى تعطيل السير بل وتم فيها إغلاق الشارع كله لأول مرة وهذه ليست جديدة فعمرها يزيد على خمسة عشر سنة وهي تدور على امتداد واغلب الأسواق أو الشوارع التجارية ومثال على ذلك شارع الزعفران في عدن والشوارع المجاورة له أمام المتحف العسكري وفي الشيخ عثمان الشارع الرئيسي مضاف إليه شارع الذهب أو كما يسمونه الشباب شارع الحب نظراً لتواجدهم الدائم به خاصة الشباب المراهق منهم. كما أن هناك شوارع وأسواق أخرى مزدحمة بالناس في بقية المحافظات اليمنية المهم أن أطراف المعركة التي صارت هم الباعة المتجولون وأصحاب المحلات التجارية وبعض الناس المتسوقين بالإضافة إلى عمال البلدية " الحكومة".

الباعة المتجولون منذ أكثر من عشرين سنة قادمون من مناطق مختلفة خاصة من الأرياف. جذبتهم أضواء المدينة لما تتمتع به فارين من قراهم باحثين عن عمل بلا مقومات ويتزايد عددهم وترى فيهم الجهات الحكومية المختلفة عبئاَ على المدينة وتشويهاً لصورتها.. وقد يكون بعضهم هارباً من القانون الذي يخالفونه وهم يضايقون أصحاب المحال التجارية ويسدون عليهم المنافذ وقد يكون تكدسهم بالشكل الذي هم عليه بالشوارع والأسواق الضيقة معطلاً حتى لسير المارة في الأسواق الذي تختنق من الزحام بصورة تتكرر في شوارع أخرى من المديريات اليمنية.

فإذا قلنا إن الحل الأسهل هو أن تلجأ الحكومة إلى طردهم من هذه الشوارع أو الأسواق الصغيرة المزدحمة لكن ذلك لا يقضي على المشكلة كما أنه يفقد هذه الشوارع والأسواق الصغيرة أحد ملامحها المتميزة على امتداد السنين كشوارع مزدحمة شعبية. كمنا نتردد عليها ونحن شباب نزاحم ونتفرج ونشتري أو لا نشتري.

أتذكر أن المعركة التي أشرت إليها والتي حدثت في رمضان الماضي قد نجح عدد من رجال الشرطة المترجلين الذين كانوا متواجدين في معالجتها وفرضوا تواجداً أمنياً حقق في اللحظة هدوء واستقرار طبيعي للسوق وتلاشئ أو هرب البلاطجة من السوق لهذا اقترح زيادة عدد أكبر من أفراد الشرطة المترجلون الذين يقومون بالتجول في مثل هذه الأسواق والشوارع المزدحمة بشكل دائم واعتقد أنهم كثيرون فوجود هؤلاء الرجال يعتبرون حواجز متينة ضد العبث بالقانون ومطاردة الخارجين عليه وضبطهم وانضباطهم والقضاء على عشوائية البشر ففرض هيبة الدولة في حد ذاته كفيل بالالتزام بالقانون وعدم مخالفته وهو ما نلاحظه في حياتنا العامة. وسوف يظل الحل السليم والوحيد للتواجد الكبير للباعة المتجولين هو توسيع فرص العمل الجاد. وخلق فرص جديدة تمتص الطاقات البشرية العشوائية التي لا تجد أمامها سوى ممارسة أعمال عشوائية أيضاً لا تحتاج إلى جهد ولا أي رأسمال كبير ولا إلى مواصفات خاصة وسوف تقضي أيضاً في نفس الوقت على ابتزاز بعض أصحاب المحال التجارية الذين أتضح أنهم كانوا يؤجرون الأرصفة ومساحات من الشوارع في الأسواق للباعة المخالفين. وهؤلاء عند ما يتشاجرون أي أصحاب المحال يتصايحون بأنهم يريدون حماية المواطنين الذين يتعرضون للنهب والسرقة والبضائع المضروبة. ولم يكتشفوا ذلك دائماً إلا بعد المشاجرة.

إن حوادث مثل هذه حوادث عادية في بلد يتزايد سكانه سنوياً أكثر من بعض الدول. وكان الله في عون الحكومة والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد