محمد أمين الداهية
حلَّ علينا شهر رمضان الكريم وأبطال القوات المسلحة والأمن مازالوا مرابطين كما عهدناهم في مواقع الشرف والإباء يؤدون واجبهم المقدس على جبال محافظة صعدة بكل تفانٍ وإخلاص، لا ندري ما لذي أصاب الحوثيين حتى بادروا إلى إشعال فتيل الحرب والتي تعتبر الأشد ضرواة، ولا ندري ما هي المعادلة التي يمشي عليها الحوثيون، عندما يخوضون حرباً، هم يعرفون جيداً أنهم ليسوا بالمستوى الذي يؤهلهم لمواجهة دولة بل شعب يرفض هذه الحرب وينبرئ من من أشعلها وسعى نحوها؟ كان أغلب الجنود وأهاليهم ينتظرون هذا الشهر العظيم الذي سيجمعهم على مائدة الشوق لبعضهم، لكن هذه الحرب الشرسة حالت بين من أجلوا إجازاتهم السنوية إلى شهر رمضان، فمنهم من وصل إلى أسرته لكن هذه المرة جثة هامدة قضى نخبه وهو يذود عن حياض هذا الوطن وكرامة ابناءه، ومنهم مازالوا مرابطين يدافعون بكل إباء وتفانٍ عن وطن يريد له المتمردون الدمار ولأبناءه القتل والإنكسار، أمهات الجنود المرابطين يلهجن اليوم بالدعاء لأولادهن بالسلامة والنصرة لم يعدن يعرفن للنوم أي مذاق قلوبهن مع فلذات أكبادهن المرابطين في جبال صعدة، الهلع يعتريهن في اليوم ألف مرة، أصبح جرس الهاتف عندهن يشكل لهن مصدر رعب خشية أبناء الشؤم، التي قد تصلهن، ما هذه الحرب الخبيثة التي يفتعلها ثلة من الخارجين عن النظام والقانون، أطفال أبرياء ظلوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة آبائهم إلا أن أحلامهم البريئة تكسر بمجرد أول صرخة تطلقها أمهاتهم على فقدان والدهم.. يا الله ما أقسى تلك اللحظات التي نرى فيها اطفالاً يبكون يتمهم وحزناً على وجوههم قد كسر كل ما في الطفولة من صفات، وما أقسى تلك اللحظات التي سيستيقظ فيها أولئك الأطفال ينادون والدهم، الذي لم يدركوا بعد استشهاده، بأي ذنب أوصلوا الحزن والذكريات المريرة إلى الأطفال والنساء والشيوخ. 
