;

رمضانيات ..بين الحياة والموت عمر قصير 1210

2009-08-23 03:11:11

شكري عبدالغني الزعيتري

لابن آدم عمر في الدنيا هو قلة من سنين بل هو ثواني ودقائق عند ذوي الألباب المتفكرين. . بل هو لا شئ إن تمعنا في قوله تعالي (يوم مقداره ألف سنة مما تعدون ) في حسبة. هذا يستدعي منا الوقوف قليلا للتفكر وأخذ العبر لمن رحلوا عن الدنيا من الأولين. فابن آدم عندما يكون صحيح البدن معافى تراه يفكر ويخطط. وتراه قائما يفعل ليومه ويعد لغده وكأنه مخلدا في دنياه والبعض يسيطر عليهم الغرور والكبر فمنهم من يتخيل بأنه قوي بل أقوى من الجبال التي يدكها دكا بوسائل الطحن التي تطحن الأحجار طحينا من تراب. . ولا يفكر عندما يصاب بمرض بسيط بفعل اختراق كائن صغير (الفيروسات ) وهي اصغر مخلوقات الله تعالي وأضعف من الإنسان ذاته من تصيبه والتي رغم ضعفها وصغرها فإنها تطرحه أرضا فتصيب الإنسان بمقتل وترديه مريضا. وحينها تزول تلك القوه التي يتجبر بها ويتباهي. بل بعض أهل الكبر والغرور عندما تتوافر له قوى إضافية على القوة الطبيعية الجسمانية والذهنية التي خلقها له الله سبحانه وتعالى كمثل قوة السلطة والحكم أو قوة المال بامتلاكه أو قوة الجاه بامتلاك تأييد شعبي له فترى بعض أهل الكبر والغرور ناقصي التفكير اللبيب ومن هم في غفلة ممن يذهبون نحو التجبر والظلم وإلحاق الأذى بالغير من البشر لمن هم أضعف منه. وزاد عنهم بامتلاك القوة غير الطبيعية (سلطة أو مال أو جاه). بأن لا يأبه بشئ سواء راحته والأمر والطاعة له والخضوع والانصياع لما يريده. حتى أن البعض بتجبرهم يذهب نحو مصادرة حقوق الآخرين التي منحها الله تعالي للبشر كحرية الرأي أو حرية العيش. . الخ. فهؤلاء النوع من البشر المتجبرين والمتحكمين في عيش الآخرين من ضعفاء البشر عليهم أن يتفكروا إن كانوا ذوي الباب كيف تكون حالة احدهم حين يصاب بمرض فيلزمه الفراش. . ؟ وأين حينها تذهب قوته حين يمنعه مرضه عن الحركة بل البعض حتى عن القدرة علي الكلام والاستماع للآخرين. . ؟ فما بال هذا النوع من البشر لا يتفكرون بان ما بين الحياة والموت عمر قصير. . ؟ وفقط يفكرون بالدنيا وزخرفها ويلهثون وراء متع الحياة وترفها. . . وأمام هؤلاء المتجبرين والمتكبرين أقول : سبحان الله العادل أن جعل لعامة البشر عمر الحياة في الدنيا ما بين السبعين إلي الثمانين عاما وقد يزيد عن ذلك أو ينقص بضع سنين من عمر بعض الآدميين. و لأولئك المتجبرين والمتكبرين علي الآخرين أقول : إن ذهبنا بالقول أخذا بأن عمر الحياة في الدنيا للأغلب فينا إلي السبعين فهي تساوي (25 ألف و200 ) يوم. وان احتسبنا بخصم زمن اللا إنتاج ولا عمل ولا ثمار للآدميين فإني احتسب لك عزيزي القاري بان ابدأ بالخصم من العمر بمعدل في اليوم ألثمان من الساعات التي فيها يذهب الإنسان في سبات من النوم أي يكون إجمالي ساعات نومه من السبعين عاما تساوي ( 201 ألف و600 ) ساعة أي ما يعادل ( 8400 ) يوم أي ما يساوي (23 ) سنه وهذا هو زمن النوم من عمر الفرد فينا. وان أضفنا إلي الخصم احتساب العمر الذي لا يكون للإنسان فيه أي إنتاج أو ثمار يجنيها ولا يحاسب عليها عند خالقه الله تعالي ويسمي (بسن القصور للفرد ) والذي هو ما بين (اليوم الأول بعد الولادة وحتى سن الثمانية عشر سنه ) سن بلوغ الرشد والاكتمال وهي تساوي (18 ) سنه وكذلك إن استقطعنا معدل الساعتين في اليوم والتي يتفرغ فيها الفرد منا لمأكله ومشربه أي بإجمالي( 50 ألف 400 ) ساعة أي ما يعادل (2100 ) يوم أي لما يساوي (6 ) سنيين من عمر الإنسان وفوق ذلك إن استنزلنا معدل الساعتين في اليوم والتي فيها يتفرغ الإنسان منا للجلوس لراحة قيلولة أي بإجمالي( 50 ألف 400 ) ساعة أي ما يساوي (2100 ) يوم أي ما يعادل (6 ) سنيين من عمر الإنسان. وعلية فإني اخلص إلي القول بان إجمالي الزمن المستقطع من عمر الإنسان التي لا يكون فيها إنتاج ولا عمل ولا ثمرة يجنيها الإنسان ولا تحسب ضمن ثمار قد يقطفها بأن الإجمالي الكلي لعدد يساوي (457 الف و 920) ساعة أي يساوي (19 الف و080) يوم أي يعادل (53) سنه وهذه السنيين إذا استقطعت من إجمالي عمر الإنسان السبعين عاما فانه سيتبقي صافي العمر العملي للإنتاج والعمل الحقيقي لجني الثمار و كسب رضي خالقة وكسب الآخرة بالفوز بالجنة بإعماله الخيرية وعبادته الشعائرية لربه وتراكم حسناته هو (17) سنه فقط وهي السنيين الحقيقية من عمر الإنسان العملي الذي يقضيه في عمل وإنتاج لتحصيل الثمار في الآخرة وأمام هذا كله فان الناس ينقسمون إلى ثلاث فرق فالفريق الأول : تكون ثمار يحصلها عن عمله في الدنيا (فقط) ويعمل لأجلها. وفريق ثاني : ثمار يحصلها عن عمله في الآخرة (فقط) ويعمل لأجلها والفريق الثالث : ثمار يحصلها عن عمله في الدنيا والآخرة (معا ) ويعمل لأجلها. و يعود ذلك علي نوع العمل الذي يؤتيه الإنسان منا وعلي حسب المصادر التي يجني بها الثمار التي قد تكون (دنيوية أو خراويه ). فحسب النية والإخلاص في العطاء أما أن يكون لله الخالق أو يكون للنفس الأنانية أو لنيل رضي الآخرين من البشر. ولو تأملنا و تفكرنا للحظات لهذا العمر العملي لوجدناها سنيين قليلة من العمر هي (17 ) سنه والتي خلالها يقوم الإنسان بممارسة العمل والإنتاج لجني الثمار فان كان قول و عمل خيرا ينفع به دينه ويعبد خالقه ويخدم وطنه وشعبة أو ينفع أمته أو الإنسانية جمعا بخالص النية لله ربه لأنه يكون يبذل من الأعمال في هذا العمر العملي الفعلي من حياته لما هو طيب من الأفعال والأقوال ويبذله إخلاصا لوجه خالقه الله سبحانه وتعالى والذي يبتغي به مرضات خالقة المولي عز وجل فانه تكون آخرته الأبدية في نعيم ويكون خلوده في الجنة بإذن الله تعالي. أما إن قضي الإنسان هذا العمر العملي (17 ) سنة في القيام بأعمال شيطانية ابتداء بالبعد عن طاعة الله خالقة و عن عبادته بعدم أداء حقوق الله المفروضة من شعائر الدين ويؤتي المحرمات و المحظورات التي حرمها الله تعالي مثلا كأن يذهب الإنسان نحو الظلم أو نحو الفتنه بين الناس أو يذهب نحو العدوان أو القتل لغيره أو يذهب نحو جمع المال الحرام لبناء عتاد من فلل أو قصور وسيارات ووسائل الرفاهية والعيش الرغد من الأثاث وتناول ألذ الطعام وغير ذلك والتي هو تارك لهذا كله (عتاد وعدة جمعها ) حين تفي منيته بمماته وان كان هذا الجمع من مال حرام فانه بهذا يقضي سنين عمره العملي ال (17 ) سنه فيما يغضب الله تعالي وعلية يكون مستقره في نار جهنم يصلي فيها سعيرا وتسعر له لهيبها والعياذ بالله منها لنا جميعا. وأخيرا أخلص إلى القول : لكل من يلهثون علي الدنيا ونعيمها دون أن يفرقوا بين حلال وحرام ولما هو خير أو شر ولا يحسبون لأنفسهم السنيين التي انقضت من أعمارهم وهم في حالة من النسيان والغفلة والعياذ بالله تعالي أقول لهم بان أعمارنا وأعماركم ما هو إلا (17) سنة وقد تزيد أو تنقص قليلا بإذن الله تعالي سبحانه. إذن اختم بالقول بان ما بين الحياة والموت عمر قصير وهو الذي سيحدد المصير بعد الممات. . . تابع غدا إن شاء الله تعالى مقالاً بعنوان (عجل بالإنفاق قبل الندامة ).

s_hz208@hotmail. com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد