;

حـكـاية من المقاهي 667

2009-08-24 02:52:04

نبيل مصطفى الدفعي

بعد انتهاء صلاة التراويح خرجت من المسجد وقررت أن أذهب إلى المقهى لشرب الشاهي كعادتي وأقضي بعض الوقت مع بعض من الأصدقاء والمعاريف من رواد المقهى طبعاً هذا إذا وجدت أحداً منهم في المقهى، وعندما وصلت إلى المقهى وإذا بي خلال دخولي أرى أصدقائي الأخ سعيد والوالد حسن والحاج سالم والأستاذ توفيق جالسين مع بعض يتبادلون الحديث وأصواتهم مرتفعة طبعاً بغير قصد لأنهم لا يحبون من يرفع صوته وهو يتحدث بغض النظر عن أهمية وجدية الموضوع . وخلا ل توجهي إليهم عرفت موضوع الحديث التي يتبادلونه وقد قمت بإلقاء التحية عليهم وهنأتهم بشهر رمضان المبارك بعدها جلست إلى جانبهم بطاولة المقهى التي اتسعت لنا جميعاً وسألتهم لماذا أخذ الموضوع الذي كانوا يتبادلون الحديث حوله هذه الجدية والأهمية حتى أنهم نسوا أنفسهم وارتفعت أصواتهم دون أن يشعروا . أجابني الحاج سالم والله يا إبني ما قاله لنا الأخ سعيد عن ارتفاع الأسعار الجنوني والمفاجئ للخضار والفواكه وبعض المواد الغذائية مع بداية هذا الشهر الكريم شهر رمضان قد جعلنا نفقد عقولنا ولم يخطر على بالنا أن الأسعار سترتفع هكذا وقد كنا مشغولين بتوفير المياه لأسرنا لأنها كانت مقطوعة عن الأحياء السكنية التي نسكن فيها واستمر حديث الحاج سالم قائلاً الله يكون بعوننا نحن أصحاب الأسر الكثيرة الأفراد والتفت إلى الأخ سعيد وقال يا سعيد اشرح له كيف وجدت الأسعار كي يصدق أكثر وتحدث الأخ سعيد بعد أن سكت الحاج سالم والحسرة والألم باديان على ملامحه .

قال الأخ سعيد يا أخواني عمرنا ما وجدنا سعر الحبة الباغه السمك في السوق بمائة ريال أي المشك أصبح بألف ريال أما الأسماك الأخرى فأسعارها حدث ولا حرج وارتفع سعر الكيلو البطاط في السوق إلى مائتين ريال وأيضاً الطماط والخضروات الأخرى والثومة والحبحبي الكيلو بمائة ريال وهناك مواد غذائية أخرى ارتفع سعرها كل هذا صار في اليوم الأول من رمضان لا أدري يا إخوتي كيف سيقضي الناس أمثالنا محدودي الدخل صيام شهر رمضان وكيف الواحد سيقدر على توفير الإفطار لأسرته إذا كان عددهم كثير واستمر حديثه قائلاً راتبي خمسة وثلاثين ألف ريال ولا أدري كيف سأصرفه على الأسرة لقد أصبحت ضمائر التجار ميتة فهل هذه هديتهم للناس في شهر رمضان المبارك ثم توقف عن الحديث بعد أن استمع الجميع لما قاله والكل كان مبهوراً ومتعجباً وعلامات الحيرة بادية على محياهم ولعل كل واحد كان يسبح في فلكه ويحسب حسابه للأيام القادمة في الشهر الكريم.

أخيراً حاولت أن ألطف الجو وأطمئنهم وأزرع فرحة مملوءة بالأمل حول الأيام القادمة ولو حتى بكذبه بيضاء قائلاً يا إخواني تأكدوا أن الجمعيات الحكومية ومنها لجان الرقابة على الأسعار والسلطات المحلية لن تسكت عن هذا الارتفاع الجنوني للأسعار ويمكن يرحمونا ويعطونا راتب إكرامية رمضان إن شاء الله كل هذا قلته ولكن رأسي ووجهي كان متجهاً نحو الأرض والله من وراء القصد.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد