جلال صالح عبده
لا يعالج الخطأ، بخطأ انقطعت المياه فانقطعت حركة السير في عدن، فإذا كان انقطاع المياه له ضرر على بعض أبناء المحافظة فإن قطع الطرقات كان ضرره على جميع أبناء المحافظة فإعاقة حركة السير وإعاقة وصول المرضى إلى المستشفيات وإعاقة ذوي الحاجات من الوصول إلى حاجاتهم ووو... خطأ أكبر من السبب مع الزيادة في الثمن.
ولكن يتساءل الناس ما هي الأسباب ومن المتسبب وما هي النتيجة المرجوة من وراء انقطاع المياه والكهرباء عن كثير من الأحياء السكنية في محافظة عدن؟ هل نتيجة عطل في أنابيب المياه أو انقطاع في الأسلاك الكهربائية؟ اعتقد لا , هل هو إنقطاع نتيجة لعجز؟ اعتقد أيضاً لا فما هو الحاصل إذا؟
قد لا يعرف الكثير من الناس البسطاء من أبناء هذه المحافظة الجميلة الآمنة أن هناك من يستغلون مثل هذه الأمور استغلالاً سياسياً لغرض تأجيج الوضع في المحافظة لخروج الناس إلى الشارع لإثارة الفوضى وتعكير السلم والأمن والاجتماعي بالمحافظة لكن نتساءل مرة أخرى لماذا خرج الناس في اليومين الأول والثاني من رمضان إلى الشارع ليس في مديرية فحسب بل في جميع المديريات وقاموا بقطع الطرقات وإحراق الإطارات في وقت واحد ؟ إذا كانت الإجابة على المجلس المحلي فمن خلال المواطنين أنفسهم إن المجالس المحلية بالمديريات والمحافظة غير متجاوبين معهم لمعالجة مشكلة انقطاع المياه عندهم. وإذا كانت الإجابة على مؤسسة المياه والكهرباء فلا إجابة عندهم.
وبناء على ما حصل وما هو حاصل يوحي أن هناك تواطؤً وتنسيقاً واستغلالاً من عدة أطراف لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب ورمضان ولا يعجبها أن يكون الوضع مستقر في محافظة عدن والبلد بأكمله.
وبما أن أبناء عدن لم يكونوا يوماً ما من الخارجين عن القانون ولن يكونوا كذلك أبداً وبما أن الخارجين عن القانون كلما دخلوا محافظة عدن ليعكروا السلم فيها أخرجوا منها الأمر الذي دفع الخارجين عن القانون إلى التفكير كيف يتم الدفع بأبناء محافظة عدن إلى الخروج إلى الشارع فقاموا على ما أظن بالتنسيق مع موظفين في المياه والكهرباء وغيرهم لقطع المياه عن بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية لمعرفتهم أن هذا الفعل السيء سيكون له ردة فعل أسوأ منه وقد عزز ذلك عدم التجاوب من مدراء المديريات والمجالس المحلية.
يا أبناء محافظة عدن الجميلة نحن نقدر والله وضع كل من قطعت عنه المياه والكهرباء فلا تنجروا وراء دعاة الفتنة ولا تجعلوهم يستغلون مثل هذه الأمور استغلالاً سياسياً فالمياه والكهرباء إن شاء الله سيعالج وضعها فالخطأ لا يعالج بخطأ، هذا شهر رمضان شهر الصيام والقيام فلا تجعلوا أبناءكم في الشارع، إجعلوهم في الجامع.
ونحن بدورنا نقول يا مؤسسة المياه ويا مؤسسة الكهرباء ويا مجالس محلية رمضان أوله رحمة فارحموا الناس وخففوا على الناس، ونقول يا أيها المغرضون والمحرضون والمثيرون للفتنة والشغب إعلموا أنه قد لعنكم أبناء محافظة عدن ولعنكم الوطن ولعنتكم الملائكة في هذا الشهر الكريم ، ونقول أيضاً يا أجهزة الأمن أضبطوا كل من يحرض ويثير الشغب في عدن، والله من وراء القصد.<