;

رمضانيات ..يا عمار الدنيا من حرام 1122

2009-08-25 03:23:10

شكري عبدالغني الزعيتري

لأهل القصور والفلل التي شيدها وبناها أصحابها من مال حرام نقول لهم : يا عامر الدنيا لقد عمرت دارا موشكة بك زوالا .. وخربت دارا أنت مسرعا إليها انتقالا . عمرت قصورا وبيوتا لغيرك منافعها وسكناها .. وخربت بيوتا ليس لك مساكن سواها . هذه دار الدنيا أنت اليوم فيها وهي دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر بذور الزرع .. وتلك القادمة دار المثوى بعد الممات فأما أن تكون روضة من رياض الجنان أو حفر من حفر النار . انك تخطو في دنياك ولا تبالي بما حصلت من المال حلال أو حرام .. وتقسي علي شعبا تنهب خيراته فلا ترحم المسكين ولا اليتيم ولا تعطي لصاحب الحق حقه فتأكل كل حقوق مجتمعك .. وترائي وتنافق رجال الحكم بان تشتغل بعيوب الناس وتظهرها وتغفل عن عيوبك ولا تظهرها لتفوز برضي مخلوق (ضعيفا) مثلك ولتفوز بعطاء صاحب السلطة ممن نفوذه اعلي منك لتفوز بنعيم دنيا هي إلي الزوال .. فلا تبالي بذنوب تتراكم ويكتبها لك ملكا خصصه (الله رقيب و محصي لأقوالك وأفعالك .. حتى أن الذنوب قد تكون أثقلت ساعدك ولكنك لا تشعر بها اليوم فغدا ستعد وتحصي لك وستقرئها مفصلة وستذكر بها . فكيف ستكون .. ؟ وكيف سيكون أمثالك ممن لا يخشون عذاب البرزخ كما لا تخشاه أنت إن كنت جامعا لمال حرام واكلا لسحت.. ؟ أيعقل أن تكون من قساة القلوب فلا تخاف يوم محشر .. ؟ أيعقل أن تكون اقسي من الحديد الذي يلين فلا تتقي عذاب سعير.. ؟ لا تسخر من فقير أشعث فانه يرثى لحال كل جامعا لمال حرام أكلا لسحت كما من أمثالك فرثاه لحالك لأنه يعلم انه يزيد وبالك وجحيمك وخاصة إن كنت ذي سلطة وتحكم (عامة) وكنت ممن لا يحرصون علي أفعالا الخير وصالح الدين والامه . ففي هذا تكون جريمتك المفردة تحصي عليك ذنوبا بحق (مجتمعا بأسره ) وأوزارها أثقل من جبال اليمن ومكة والأرض قاطبة لأنك في موقع سلطة وعلي العامة . فلا تكن فرحا ويملئ قبلك سعادة بأنك علي كرسي حكم وسلطة تأمر فتطاع . وتحدث فيستمع لكلامك وتوجه آخرين فيلبوا لك كل مطلب . فاعلم أن الجاه والسلطة .. واعلم أن السمع والطاعة ما هو إلا نقمة وغضب قد يتبعه عذاب بلا رحمه إن لم تكن من الصالحين ذوي العقول ألبيبه . واعلم أن جرائمك إن كنت تقترفها فانك ترتكبها بحق مجتمعا وبلدا وأجيال قادمة و ستحملك أوزار ثقيلة لا طاقة لك بها ولن تحصل علي مغفرة لأنها ذنوبا في حق الخلق وليس في حق ربهم وربك . فكثرتها وقلتها وصغيرها وكبيرها مسجلا . فأين ستذهب منها .. ؟ وكيف ستخلص نفسك من قبضة خالقك يوم لقاء الرب وأين ستجد جميع خلقه من ظلمتهم لأخذ السماح منهم ونيل صفحا .. ؟ فاحرص أن لا تتسبب ولا تسهم في تخريب بلدا وموطنا . ولا تكن ممن ينهب ثروات (شعبا) ويستنزف أموال مجتمعا ووطنا . ولا تكن ممن يلحقون الضرر والبؤس وتفقير وجوع شعبا بأسره . ولا تكن ممن يلهثون وراء مغانم دنيا وعمارة منازل القصور .. ولا تنسيك عاطفتك بزعم تأمين مستقبلا أبناءك (من بنين وبنات) . فان كنت ممن يحرصون علي رزق الأولاد فما ذاك إلا قلة إيمان بخالقك وبانه هو الذي يرزقك وبناتك وبنيك . ويرزق النمل في جحورها . ويتكفل بإطعام الجنين في بطن أمه .. ألا تخشي ألا تخاف بأنك قد تكون بقلة إيمانك بان الله هو الرزاق فتحسب بذلك (من زمرة الملحدين) . ألا تؤمن بان الله تعالي الذي خلقني وخلقك من طين لازب يرزقني ويرزقك ويرزق البنين والبنات ..؟ ألا تعلم بأنه هو سبحانه الذي يرزق الحشرات وكل حيوان يسير علي الأرض بلا عقل ولا تفكير بغد وبعد غد . إلا تعلم بأنه الله الذي سيميتك وان طال بك العمر أو نعمت بالصحة دهرا من الوقت ..؟ ألا تعلم بان نهاية مطافك وعيشك بأنك وجسمك ستكون هامدا بلا حراك..؟ ألا تخاف الموت وأنت ميتا لا محال .. ؟ أفلا تتعظ الأموات يمرون من أمامك .. ؟ أفلا يذكروك حين تكون أمثالهم علي النعش محمولا .. ؟ فلا تسهل في عقلك الناقص بالممات فالموت والانتقال إلي قبر ظواهره تراب وبواطنه حسرات وعذاب . ظواهره بالحجارة المنقوشة تبني وفي باطنه الدواهي والبليات تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها من زيوت وتسيل حمم البركان .. انك ميتا طال الزمان أم قصر وحينها ستدفن تحت التراب .. ثم تبعث . ألا يهديك عقلك بان تسارع بان يكون لك النوم كل يوم وليلة عظة وعبرة في الممات ..؟ فلماذا لا تسارع بان يكون لك الصحو كل يوم نهارا وصباحا عظة وعبرة في بعثك من القبور بعد أن تكون عظما باليا نخرا أجوفا ..؟. إلا يكفيك بان تمر أمامك الإنعاش وقد حملت ( كهلا وشاب .. رجلا وامرأة .. قويا وضعيفا .. سقيما وصحيحا .. ملكا حكم ومواطنا استحكم ) ولا يفرق بين احد حين تحين ساعة الاحتضار ونزع روح عن جسم الإنسان ...؟ أيعقل أن تكون بلا عقل وتفكيرا ولا تحاسب نفسك يوما من الدهر على ما خسرته وما ربحته وفي كل يوما مضي من سنين عمرك القصير الذي فات ..؟ ألا تجد لك في لحظة من الحساب مع النفس توبة نصوحا ..؟ اعلم أن ما بينك وبين الله قريب واقرب من حبل الوريد . وتيقن بأنه هو الله الغفور الرحيم فسارع إلي توبة نصوح في هذا الشهر الكريم . لتنام ليلتك هذه على توبة . واعزم على أن لا تعاود الذنوب . فإذا استيقظت غدا من نومك حيا . فانتبه من يدري غدا تصحو بعد موته صغري أم تتواصل موتتك الصغرى بموته كبرى . فاحرص بأن تكون ليلة هذه لك فيها حساب مع النفس وابدأ بأول ليلة هذه الليلة من شهر رمضان الكريم الذي فيه الدعاء والاستغفار مستجاب بان فعلتها وكررتها فبعدها ستتعود دوما . وستفعل هذا كل ليلة وحين يصح لك هذا فما أجمل أن تكون عندك عادة تحاسب نفسك علي أقوالها وأفعالها في عمرك الباقي فربما ما تبقي يمحي ما فات من الذنوب فتكون بتوبة نصوح سيئاتك حسنات فالله وعدنا أن تكون ذنوب التائب حسنات وفي هذا النعيم لأمة الإسلام . فإن مت بعدها من ليلتك هذه الليلة مت على توبة . وإن استيقظت مستقبلا للعمل استيقظت مسرورا بتأخير أجلك حتى تستقبل ربك وهو راضا عنك وتستدرك ما فات . واعلم بأنه ليس للعبد انفع من هذه نومه فيها يمسي العاصي تائب ولا سيما إذا أعقب التوبة بإكثار ذكر الله والتسبيح والتكبير والتهليل واستعمال السنن التي وردت عن رسولنا الكريم وإكثار صلاة النوافل في شهرنا هذا رمضان الكريم والتزام الطاعة في باقي شهور العام . فتب وجنب نفسك تلك الأسباب التي تقتضى عذاب القبر وجهنم التي قد تكون خالدا فيها إن كنت عاصي وبقيت علي غفلتك وطيشك وكنت من الغافلين الناسين ... اتبع غدا إن شاء الله تعالي المقال بعنوان (لكل ظالم نعما له وهنيئا نار جهنم إن لم يتوب).<

s_hz208@hotmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد