حمد بن جاسم الحربي
لاشك ولا ريب بأن الاقتصاد هو المؤثر الحقيقي للسياسة ، متى ما كان الاقتصاد متين في أي بلدا كان كانت السياسة تابعة له ، واليكم الجمهورية الصينية واليابانية وبشكل عام شرق آسيا التي غزت منتجاتها العالم ليكون في كل بيت وبلد منتجا لها فرضا عينا على من رضي أو لم يرضى ، ولكي نجاري الوضع العام علينا أن نحذو حذوهم لكي نكون مؤثرين حقيقيين في الساحة السياسية المتوترة ، وان من أساسيات تلك الأمور الاهتمام بالطاقة البشرية والمقومات الطبيعية التي بأيدينا للتأثير على القرار السياسي ، فعندما بادرت الصين بفرض نفسها على الواقع حيرت العالم وخاصة القوى الضاربة من البلدان الكبرى التي لم تجعل مجالا في مسايرة الموج الذي فرض نفسه بكل اجتهاد وكفاءه من تشجيع أصحاب الأعمال البسيط وتقويتها ليقوى الاقتصاد عندها لتندفع نحو الأفضل بإستراتجية واعية واعده تستحق كل تقدير واحترام ..فعندما نعطي أفرادنا ومجتمعنا الثقة نرقى ونعتلي ويحسب لنا كل حساب ، إن الدنيا دول يوما لك ويوما عليك ، فعندما نشجع أصحاب المهن والحرف الخفيفة والصغيرة تكبر ونكبر معها وذلك بالدعم المادي والمعنوي ولا يكون ذلك إلا بالاتفاق بين السلطتين (الشعب والقيادة) يدا بيد وخطوة بخطوة من هنا نبني حضارة راشدة يخضع لها الجميع .
فمن زمن بعيد كان يعرف بما يسمى رحلة الشتاء والصيف من اليمن إلى الشام وهكذا ، فمتى ما اهتمينا بمواطنينا ومؤسساتنا الصغيرة والكبيرة نحصل بعدها على الثمار لنأكل جميعا فوق مائدة واحدة حتى نشبع ويفيض لغيرنا كما هو الحاصل في الصين والهند .
وبعد تلك العجالة متى نتعلم الدرس لكي نعلم غيرنا ونسعد ويسعد الجميع ، إن العالم ينظر إلى اليمن اليوم بعين مرتقبة إلى المجد الذي سيتحقق في يمن ماء وليس بقصير إذا ما شدت ساعدها وتحولت إلى مجال الصناعة والاقتصاد وإحياء الفكر والعقول النيرة بدون تقصير أو إهمال والعمل على إتاحة الفرصة للشباب والشابات المحبين للوطن والقيادة والأرض ( هات وأخذ ) مثل القول المصري لقمة هنية تكفي مية .
*محامي وكاتب بحريني