;

التدخل الايراني يزداد شراسة والعرب يتفرجون 750

2009-08-26 03:10:19

العرب أونلاين

من المفارقات أن عدد الشكاوى العربية من التدخلات الايرانية في المنطقة فاق في الفترة الأخيرة الشكاوى من التدخلات الأمريكية والإسرائيلية، وتؤكد الأزمات المتفجرة في أكثر من قطر عربي أن أصابع ايران تفعل فعلها وأن نيرانها متقدة في كل أزمة.

خلال الأيام الماضية وفي مناسبتين على الأقل، أدانت ايران نفسها بنفسها عن تدخلها المتواصل في الوطن العربي، وتعبير الإدانة ليس بالضرورة اعترافا بأنها تذكي القتال الناشب بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في اليمن، أو أنها تحرك بقايا ميليشيات الفتنة في العراق، وإنما هي إدانة فضحتها تصريحات لمسؤولين فيها تدخل في باب النهي عن المنكر واتيانه في نفس الوقت.

إذ بعد أيام من العثور على أسلحة ايرانية في مخازن للمتمردين الحوثيين وتلميح مسؤولين يمنيين إلى أن ايران متورطة في إشعال فتيل المعارك في صعدة، دعا مسؤول في الخارجية الايرانية أمس إلى وقف المعارك في صعدة وايجاد حل سياسي للقتال، لكن هذا المسؤول تجاهل اتهام صنعاء لبلاده بدعم التمرد الشيعي، وهو اتهام متأكد وأدلته تمتد إلى عام 2004.

وإذا كان التدخل الايراني في اليمن لا يتم بالشكل المفضوح، ويمكن لقادة الطهران التنصل منه بطريقة أو بأخرى فإن واقع الحال في العراق عكس ذلك تماما، وأثبتت التفجيرات المروعة التي ضربت قلب بغداد الأربعاء الماضي أن من نفذ تلك الخطة ليس حزب البعث أو المقاومة الوطنية، فهذه الجهات نفت مسؤوليتها عن جريمة أدانتها بأشد العبارات، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مقربة من دوائر الحكم في المنطقة الخضراء أن من نفذ العملية هي ميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الايراني، وقد تمت التفجيرات بواسطة أسلحة ايرانية الصنع.

تلك التفجيرات قسمت حكومة نوري المالكي شيعا، فمنهم من اتهم ايران وأعطى الدليل على تورطها في التفجير، ومنهم من دافع عن حكام طهران وفبرك المسرحيات لتبرئة ساحتها كتلك التي أظهرت رجلا يزعم أنه قيادي من حزب البعث وأنه مسؤول عن التفجير الذي استهدف وزارة المالية، والكل يعلم أن وزارة المالية في بغداد هي محور صراع كبير بين شيعة موالين وآخرين معارضين لطهران، وكانت من آخر المفاجآت ما أقدمت عليه ميليشيا تابعة لما يسمى "نائب الرئيس العراقي" عادل عبد المهدي، حين لهفت ملايين الدولارات كانت مخصصة لرواتب وزارة الداخلية الشهر الماضي.

وفور وقوع تفجيرات الاربعاء الماضي التي خلفت أكثر من سبعمائة قتيل وجريح، وحينما بدأت أولى التحقيقات تفضح الأصابع الفارسية سعى المسؤولون الايرانيون بعد أربعة أيام إلى إدانة تلك التفجيرات، بل وأعربوا رياء عن حرصهم على أمن العراق، وهم يعرفون أن المكاسب التي حققوها جراء الاحتلال الأمريكي لم يحققها حتى الأمريكيون أنفسهم في بلاد الرفدين.

ما سبق من وقائع قد لا يعني الكثير في سجل التدخل الايراني في شؤون المنطقة العربية وتحديدا خلال السنوات الأخيرة، فهو أكثر من أن يضمه سجل، وما ارتكبه "الصفويون الجدد" من جرائم في أكثر من ساحة وخصوصا العراق كاف ليجعل من إعادة النظر في العلاقة مع هذه الدولة أمرا مصيريا، اللهم إلا إذا أصبح المصير العربي المشترك والوطن الواحد شيئا من الماضي.

على صعيد الممارسة تطبق غالبية الأنظمة العربية سياسات موغلة في القطرية وعوض أن تلعب جماعيا دورا رائدا يمكنها من النهوض داخليا والوقوف صوتا واحدا في مواجهة القوى الإقليمية والعالمية، نجدها تتحالف مع هذا الطرف الذي هو في الأصل عدو لدود، تتحالف معه ضد بناء جلدتها وعلى أقطار شقيقة لها أعلى منها شأنا.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد