;

جراحات الوطن ومشرط الجراح..!! 823

2009-08-26 03:10:39

طه العامري

بين جراحات (صعدة) ومشرط (الجراح) هناك متسع للتأمل والحكمة والاحتكام لصوت العقل ومنطق الفعل الإيجابي المثمر الذي يتجسد في مواقف ونوايا وإرادة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _حفظه الله_ الذي لم يمارس من ردود الفعل ما يتطلبه فعل هؤلاء الذين أصروا واستكبروا على المخالفة والخروج عن النظام والطاعة ومحاولتهم تجاوز كل القيم والقوانين والتشريعات وصولا بغيهم ونزقهم إلى مرحلة يصعب السكوت عنها أو التغاضي عن أطرافها الذين لم يتركوا بابا يفتح باتجاههم إلا وعملوا على إغلاقه بتصرفاتهم الحمقى وبصورة غير مسبوقة ولدوافع لم تعد خافية على أحد كما هي غير مقبولة ولا يمكن لشعبنا السماح بها أو السكوت عنها وعن أبطالها الذين ارتهنوا للشيطان فكانت أفعالهم الإجرامية دليلا كافيا لكي تتحرك قوات الشعب وحارسة مصالحه الوطنية باتجاه الحسم بمعزل عن أي اعتبارات أخرى , مع العلم أن لا شيء يذكر يمكن أن يحول دون أن تمضي مؤسسة الشعب وحارسة مصالحه باتجاه الحسم واجتثاث هؤلاء المارقين من على متاريسهم الغير شرعية وهي المتاريس التي وضعوها وفق مخطط شيطاني هدفه وغايته ضرب كل المقومات الحضارية الوطنية لشعبنا وتدمير كل أواصر التماسك الوطني وتمزيق جدار النسيج الاجتماعي وعلى خلفيات وهمية ومفاهيم لا أساس لها ولا مكان لها في واقعنا وفي مسارنا وقيمنا وتحولاتنا الحضارية الوطنية ..

إن من المنطق أن يتفاعل الجميع مع معطيات الراهن الوطني وعلى قاعدة الشراكة الجمعية والإسهام الفعال في احتواء تداعيات اللحظة ولجم سعارها وشبق أبطالها التواقين لمزيد من التداعيات بحثا عن مكاسب سياسية زائلة قطعا لا ترتقي إجمالا لحجم التضحيات المترتبة على مثل هذا النزق السياسي والحزبي الذي يتعامل به فرقاء المشهد ويعنون به خطابه ومواقفهم وردود أفعالهم التي تظل قاصرة ولا تلبي الحاجة الوطنية والرغبة الشعبية في الاستقرار والأمن والسكينة الاجتماعية ..

بيد أن تداعيات الحسم التي تشهدها مناطق الفتنة والتمرد حيث تواجه قواتنا المسلحة شراذم الفتنة وفي هذه الفترة الزمنية الحرجة تستدعي وقفة الجميع وتفاعلهم واصطفافهم خلف المؤسسة العسكرية والأمنية والعمل على تقديم كل أشكال الدعم المعنوي الذي يعطي قواتنا المسلحة شرعية المضي قدما في تطهير البلاد من هؤلاء الذين يعيثون بالوطن فسادا ويسعون لزرع الفتنة وشق الصف الوطني وتمزيق النسيج الاجتماعي خدمة لأهداف مشبوهة وسعيا لتحقيق مكاسب إستراتيجية لأطراف خارجية غايتها جعل اليمن الأرض والإنسان وقودا لمصالحها ومسرحا لتصفية حساباتها وممرا لنفوذها نحو وباتجاه الأشقاء في منطقة الخليج وفي المقدمة المملكة العربية السعودية التي هي الهدف الأساسي والرئيسي للفتنة ولرموزها وأبطالها سواء تعلق الأمر بفتنة (الحوثي) المتاخمة جغرافيا للمملكة أو بتعبات الحراك الجنوبي المزعوم والذي ولد من رحم الفتنة ويعيش وأبطاله في كنفها بدافع إرباك النظام السياسي وإشغاله بما يؤدي إلى تمرير ولو جزئي لأهداف الفتنة والتمرد فالحراك وكما يتضح جليا لم يكن سوى شكل من أشكال التضليل اللوجستي الداعم للفتنة والتمرد ولهذا جاء قرار الحسم العسكري موفقا وملبيا لرغبات الشعب المتطلع منذ بداية الفتنة والتمرد لدور حاسم من قبل الدولة وأجهزتها يمكنهما من بسط سيادتهما وتفعيل سلطاتهما على قاعدة دستورية وقانونية وشرعية بعيداً عن المساومة والتحاور والندية والوساطات القاصرة المعبرة عن رغبة بعض الأطراف الإقليمية وربما الدولية الزج باليمن وبكل قدراتها في معترك فتنة داخلية يتم نسج أبعاد إقليمية لها تجسيدا لرغبات البعض المدفوعين بنوازع نرجسية وعلى قاعدة التباري النرجسي المثير الذي تحاول أطرافه الانطلاق نحو مصالحها من البوابة اليمنية ومن تبعات فتنة يدفع ثمنها اليمن الأرض والإنسان وهذا ما سبق أن قلناه وحذرنا منه وترجينا كل المعنيين داخل مفاصل النظام وصناع القرار وكذا الفعاليات السياسية والحزبية وكل منظمات المجتمع المدني بأن يدعوا أمر معالجة الفتنة ومعالجة كل الظواهر الخارجة عن القانون للمؤسسات السيادية المعنية أمنية أو عسكرية بعيدا عن المساومات والمزايدات والصفقات التي يبرمها البعض على حساب دور ومكانة المؤسستين العسكرية والأمنية وعلى حساب دماء الشهداء وقدرات الشعب والوطن , لأن التساهل والتوظيف الرخيص للفتنة وتداعياتها من قبل الكل من المعنيين وفر الفرصة للبعض الذين راحوا يوجهون الأزمة باتجاهات خاصة تخدم طموحاتهم ومصالحهم وطموحات ومصالح أطراف خارجية وهو فعل ألحق الكثير من الضرر بسمعة الدولة ومكانتها وبدور ومكانة اليمن وقدراتها الاقتصادية ..

إن المرحلة تتطلب اليوم اصطفاف الجميع ومباركتهم لكل خطوة يخطوها أبطال المؤسسة العسكرية باتجاه الحسم دون هوادة أو رجعة أو توقف، كما أن الحديث أن وقف مشروط للحسم تحت أي مسمى أو دافع أو سبب فعل لم يعد له مكان في أجندة الوطن والمواطن والمؤسسة العسكرية والأمنية التي يجب أن تكون هي صاحبة القرار والفعل والقول والكلمة ولا يجب لأي جهة سياسية كانت التدخل في مهام المؤسسة العسكرية خاصة وهذه المؤسسة قد قدمت الكثير من التضحيات وعمل البعض قصداً ربما على محاولة إظهارها بصورة غير صورتها الحقيقية وعليه ومن باب رد الاعتبار لهذه المؤسسة الحامية والحارسة للوطن أن تترك هذه المؤسسة تتعامل مع الفتنة ومع كل الخارجين على القانون بطريقتها وبالوسائل التي تراها مناسبة فهذا دورها وهي من يجب أن تتعامل مع كل هذه الملفات المسكونة بالأزمات والفتن والتداعيات المخلة بالسكينة والاستقرار الاجتماعي ومن واجب الكل الذي تعاملوا مع الأزمة طيلة السنوات الماضية أن يتخلوا عن أدوارهم المشبوهة ويتركوا القرار لصناع القرار السيادي والأمني ..

بيد أن الحديث عن النقاط (الست) حديث تجاوزه الفعل الميداني وكان يمكن القول به قبل أن يخوض أبطال المؤسسة العسكرية معترك الحسم لكن اليوم وطالما المؤسسة العسكرية تواجه فلول المارقين فلا حديث يعلو على صوتها ولا حوار ولا يمكن العودة للنقاط (الست) بل لم تعد هناك ثمة جدوى من مثل هذا الحديث بل يجب أن يكون الحسم النهائي هو الغاية ليس للمؤسسة العسكرية بل لكل الوطن والشعب ولكل القوى الوطنية الفاعلة، فالتوقف أمام النقاط ( الست) يعني خذلان جديد للمؤسسة العسكرية وتنكر جديد لتضحياتها بل وفعل يعد بمثابة امتهان لهذه المؤسسة الوطنية البطلة التي قدمت الكثير من التضحيات ودفعت ثمن النزق السياسي الذي تعاطي مع الفتنة والتمرد وهو ما لم يعد مقبولا ولا يمكن حدوثه بل الأمر يجب أن يترك للمؤسسة العسكرية وهي صاحبة الفعل والقرار بعيداً عن مزايدات الساسة وتقديراتهم الخاطئة دوما ..!!

ameritaha@gmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد