علي منصور مقراط
كنت أود أن استريح قليلاً من الكتابة خلال الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الذي داهمنا هذا العام ونحن في هذه البلاد بأوضاع استثنائية غاية في الخطورة من صعدة إلى بعض مربعات جغرافيات المحافظات الجنوبية والشرقية .. لكن نداء الناس وعتابهم وصرخاتهم تحديداً في محافظة أبين القريب من همّ أبنائها اليومي والمشكلات والمعاناة التي باتت تطحنهم بدون رحمة حتى في الصوم والصبر والغفران وهذا الأمر يفرض علينا كصحفيين نقل وإبراز هموم ومظالم الناس بقدر ما نستطيع بعيداً عن المزايدة مع ثقتنا بأن يقرأ كل مسؤول ما يعنيه ويعمل على المعالجة والإصلاح.
الحاصل أن أصعب ما تعانيه محافظة أبين التي كان الهدوء قد بدأ في أرجائها مع دخول الشهر الكريم بانخفاض نسبي للحوادث الأمنية .. لكن أزمة المياه المتفاقمة كل يوم وبالذات في المدينتين الرئيسيتين العاصمة زنجبار وجعار هي المأساة الكبرى التي حولت حياة السكان إلى جحيم وهم يخرجون رجالاً ونساءً وأطفالاً حاملين عنوان المياه بحثاً عن شربة ماء تروي عطشهم.. الأرجح أن هذا المشهد المحزن صار يطعن الناس في هذا الشهر المبارك وقد تأسفت حيث يحدثني أبناء العاصمة زنجبار عن تعفن منازلهم- أعزكم الله من - الحمامات والفضلات بسبب انقطاع المياه الأيام طويلة.. هذه الحالة المتعبة جداً أجبرتهم للخروج إلى الشارع بشكل يومي وفي الليل وقطع الطريق العام وإحراق الإطارات وهم بذلك يدركون الضرر على غيرهم.. لكن ضاق بهم الحلال لكي يلفتوا نظر المسؤولين كوسائل ضغط لإنقاذهم من الكارثة.
والراجح أن المشكلات المتصاعدة التي تتوالى على رأس هذه المحافظة وأبنائها المغلوبين على أمرهم قد أرهقت المحافظ الميسري الذي ما زال يعمل بمفردة باستثناء الوكيل الأول محمد هدران فإن جميع مساعديه غائبون والفساد عشعش ومدراء العموم يعبثون والنتيجة يد واحدة لا تصفق لا سيما في ظل وجود المخربين من أطراف الحراك وأعداء الوحدة..
وأما القضية الأخرى التي لا تقل أهمية عن أزمة المياه هي تدفق سيول الأمطار الموسمية الكبير من وادي بنا على أراضي دلتا أبين.. للأسف لقد فاجأت سيول الموسم منذ الثامن عشر من أغسطس الجاري في الوقت الذي لم تجهز القنوات والجسور لاستقبالها ولم تطالها الصيانة بعد أن تحطمت أو أنهارت وحدة الري الجهة المعنية بذلك وحجمت إمكانياتها من وزارة الزراعة وانتهت صلاحية وعمر الآليات والمعدات التي كانت بحوزتها .. الحاصل أن خير أبين وهي السيول قد ذهبت معظمها إلى بحر العرب وأراضي الدلتا بمساحاتها الهائلة عطشى وهذا يحدث لأول مرة..
وعلى كل حال لم تفد تحركات مدير المديرية أحمد الرهوي ومعه النائب البرلماني بالدائرة الأستاذ / سالم منصور حيدره مع أن الأول تواجد من أول لحظة لوصول السيول التي وصلت إلى ستة أمتار ارتفاع في القناة الرئيسية الأولى لسد باتيس وتواصل في الأمر نائب رئيس البرلمان محمد علي الشدادي فيما المحافظ الميسري وجه باستئجار شيولات وحراثات ومبلغ مليوني ريال.. لكن على الأرجح أن كل هذه الإسعافات للاستفادة من المياه قد تتعثر نظراً للبطء وعدم وتوفير هذه المعدات لصيانة القنوات وإصلاح الأضرار بالشكل السريع في ظل تراجع منسوب تدفق السيول .. لكن شيئاً أفضل من لا شيء..
هذه المسائل الهامة المرتبطة بشكل مباشر تجعلنا نحرك أقلامنا لتبصير المعنيين ونقل هموم الناس ولن نستكين حتى في الشهر الفضيل... وللموضوع بقية وشهر مبارك وكل عام والوطن وأبناؤه بألف خير.